تبدأ الرحلة العلاجية لأي مريض في اختيار الطبيب المناسب، والموافق تخصصه للشكوى المرضية لدى المريض، وتتم مقابلة الطبيب للمريض وذويه في الزيارة الأولى، والتي يتم فيها الكشف السريري على المريض، حيث يكون لدى الطبيب عندئذ عدة احتمالات للتشخيص، ومن ثم حصرها بعد ذلك، وعمل الفحوصات الأولية، يتضح بعدها التشخيص الأخير والذي يمكن تأكيده في النهاية بفحص خاص يتم بموجبه صرف العلاج للمريض مع بيان مدة العلاج وكيفية تناوله.
على كل حال هذا ما يتم بشكل روتيني، ولا خلاف في ذلك، لكن قد نغفل أحيانا عن الجانب النفسي للمريض، وذويه فمع تقدم الطب وتعدد مصادر المعلومات في وقتنا الحاضر أصبح المريض بحاجة إلى إشراكه في شرح الحالة له بطريقة علمية بل قد يحتاج إلى شرح لكيفية عمل العلاج، وما هي الاحتياطات عند استعماله وإعطاء المريض كامل وقته في الفحص.
المريض ينظر إلى الطبيب انه سبب في شفائه فتراه يهتم بكل كلمة تصدر من الطبيب، وقد يتأثر بها سلبا، أو إيجابا، ومن المعلوم أن معظم كليات الطب تدرس طلابها باللغة الانجليزية مما يجعل الطبيب يواجه صعوبة في ترجمة بعض الكلمات للمريض، عند شرح حالته فلذلك؛ يجب أن يتوخى الطبيب الحرص على نقل المعلومة بدقة للمريض، والتأكد من عدم حدوث لبس عند المريض في فهم حالته.
تزويد المريض بالعلاج ليس كافيا إن لم يكن مدعما بالعلاج النفسي، في حسن استقبال المريض، والسماع له، ومناقشته بالطريقة واللهجة التي يفهمها، والحرص على عدم ذكر أي تشخيص احتمالي ما لم يتم التشخيص للحالة بدقة خاصة في الحالات الأشد خطورة، حيث أن ذلك من شأنه أن يؤثر على المريض وذويه سلبا.
كسر حدة الخبر السيئ عن المريض أو ذويه
في بعض الحالات الأشد خطورة، أو المزمنة مثل: بعض أنواع الأورام، أو حتى في حالات الموت الدماغي، أو حتى حالات الوفاة، من الخطأ الجسيم نقل المعلومة بصورة مفاجئة لذوي المريض؛ إذ أن ذلك كفيل بحدوث الصدمة العصبية لمتلقي الخبر وقد ينتج عن ذلك ما قد يودي بحياة متلقي الخبر. في مثل هذه الحالات يتم الجلوس مع ذوى المريض مجتمعين (والدة ووالد الطفل)؛ لأجل أن يخفف بعضهم عن بعض ومن ثم إيضاح المشكلة بشكل تدريجي مع إيضاح مضاعفات المرض، وما قد يؤول إليه حال المريض، حيث يكون ذوو المريض مهيئين بشكل أكبر لتلقي الخبر، ولا ننسى أنه في مجتمعنا المسلم والمؤمن بقضاء الله وقدره له الدور الأكبر أولا وأخيراً في تحمل ذلك.