أصنافٌ مفقودةٌ تماماً وأخرى على وشك النفاد

الصحة : قطاع الأدوية بغزة يستغيث.. وفي يد مصر “شريان الحياة”

الصحة : نهى مسلم

أكثر من سبع سنوات متتالية من الحصار،ولا زالت الأزمة الصحية الدوائية  تتفاقم  في قطاع غزة ،خاصة مع العجز الحاصل من نقص أصناف في الأدوية والمستهلكات الطبية من مستودعات وزارة الصحة الفلسطينية، والتي ستؤدي سلبا على الوضع الصحي وتوقف تقديم الخدمات الصحية الأساسية في الوزارة.

معاناة المرضى

منذ العام و النصف أصيبت الثلاثينية مجدولين السباخى بمرض السرطان تحدثت بصوت يملؤه الألم قائلة:”أعانى من ورم خبيث في الثدى و تم استئصاله ،ومن المفترض أن أسافر في 15/8  لمصر لتلقى جلسات إشعاعية قد تنقذني من هذا المرض اللعين و لكن مع إغلاق المعبر  تأجل الموعد،و الآن أشعر بأن  الورم يتغلغل في عظمى وصحتي تزداد سوءا و اصبر نفسي بالمسكنات بلا فائدة،متمنية أن يفتح المعبر و يتم شفائي و عودتي لأطفالي الذين هم بحاجة لي و أعيد البسمة على وجوههم “.

المريض العشريني يتحسر ألما على زهرة شبابه الذي يفتقده يوما بعد يوم مع استمرار إغلاق المعبر قال:أعانى منذ ثلاث سنوات من ورم سرطاني في المخ و تزداد لدى المشكلة عندما أتعرض لنوبات كهرباء أيضا تفقدني النطق عدا عن اصابتى بفقدان البصر مع تأثير الورم ،و انتظر الذهاب لمصر منذ الأسبوع الماضي لاستكمال علاجي ومتابعة حالتي التي يتأزم وضعها ،خاصة وأن إغلاق المعبر سيؤجل سفري إلى ألمانيا أيضا لتركيب شريحة الكترونية لاستعادة الرؤية لدي”.

 30 % أدوية و 51%مستهلكات.

و أفاد د. أشرف أبو مهادى مدير عام الإدارة العامة للصيدلة بأن القطاع الدوائي في غزة يعيش أزمةً حقيقية؛ نتيجة إغلاق معبر رفح البري ،مشيرا إلى أن عدد الأصناف التي رصيدها صفر من الأدوية وصل إلى  145 صنفاً من أصل (500) صنف موجودة وأوشك أن ينفد (65) صنفاً أخرى ،مما يرفع نسبة العجز في الأدوية إلى 30%.

 كما و ذكر بأن عدد الأصناف الصفرية من المستهلكات الطبية وصلت إلى  459 صنفاً من أصل (902) صنف ضروري، في حين يتأهب للنفاد بشكل كامل (77) صنفاً أخرى لتصل نسبة العجز فيها إلى 51% .

وبين أن الأزمة الحقيقية بدأت تتجلى اليوم فيما يتعلق بأدوية الأورام السرطانية، إضافة إلى العلاجات النفسية، وبعض أدوية الرعاية الصحية الأولية ، فضلًا عن المهمات اللازمة لجراحة العظام، ، و الأدوية النفسية وغيرها، مما يؤثر سلباً على الخدمات المقدمة في الأقسام والدوائر الصحية التابعة للوزارة.

وفي ظل تقليص عدد التحويلات للعلاج بالخارج بسبب الأزمة المصرية الداخلية وشح الدواء في القطاع، ازداد ضغط الاحتياج الداخلي للأدوية، الأمر الذي كان سبباً مباشراً لنقصها بأنواعها المختلفة من مخازن الوزارة.

مرضى الأورام و الهيموفيليا

و أكد  أبو مهادى على نقص بعض الأدوية الخاصة بمرضى الدم والهيموفيليا و أهمها Factor VIII  و الذي يكفى لمدة شهر واللازم لمرضى الهيموفيليا ،الأمر الذي  سيعرض حياتهم للعديد من المضاعفات من جراء هذا العجز،كما و يطال النقص أصناف أدوية مرضى الأورام التي وصل رصيدها الصفري إلى 50 % من قائمة أدويتها الأساسية، الأمر الذي  يؤدي إلى طول فترة انتظار ومعاناة المريض للحصول على علاجه كما أن تحويله للعلاج بالخارج أصبح صعبا للغاية مع الأحداث الداخلية في مصر الشقيقة ، وما ينتج عن ذلك من زيادة معاناته والتكاليف الخاصة بعلاجه.

و أشار د.أبو مهادى الى أن جراحات العظام و العيون تئن نقص مستهلكاتها الخاصة بها ، الى جانب نفاذ أهم الأصناف  الخاصة بالحضانات و الخدج منها  Immunoglobulin anti-D والذي يكفى لشهر واحد  ، إضافة إلى صنف الهيومن البيومين لتعويض البروتين الناقص فى الجسم،كما و طال النقص أدوية النفسية التي وصل رصيدها الصفري إلى 31%.

و فى هذا السياق حذر مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة بغزة من استمرار أزمة النقص في هذه الأصناف من الأدوية والمستهلكات الطبية و التي  ستنعكس سلباً على مختلف نواحي الحياة في القطاع.

حلول بديلة

و أكد د.أبو مهادى على أن وزارته تبذل قصارى جهدها في التواصل مع الجهات المانحة و شركات الأدوية لتعويض النقص في الأدوية و توفيره للمرضى لضمان استمرار تقديم الخدمة الصحية،كما أنها تقوم بترشيد الاستهلاك الدوائي  لضمان وجوده أطول فترة ممكنة و توزيعه حسب الاولويات .

ومن الجدير ذكره أن وزارة الصحة بغزة تحتاج إلى ما مقداره (15 مليون شيقل)_ شهريّاً لتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية المختلفة، وتغطية الخدمات الأساسية في مرافق الصحة بالقطاع.

 20 حالة حرجة

من جانب آخر، أوضح د.يحيى خضر مدير وحدة الإسعاف و الطوارئ بوزارة الصحة بأن هناك 20 حالة حرجة بحاجة إلى السفر بشكل عاجل ،إضافة إلى 300 حالة تنتظر مواعيد تحويلها منها حالات  صرع و أورام ، جراحة عامة ، و مرضى بصريات ،إضافة إلى مرضى قلب ،و حالات عظام و كسور،و كلى و أعصاب و عيون

إغلاق باب التسجيل

و ذكر د.خضر بأنه مع بداية شهر سبتمبر كانت آلية الدخول لمعبر رفح  تتراجع لدرجة وصولها لحد المنع النهائي،مشيرا إلى إغلاق المعبر نهائيا و لا يسمح بدخول أي مريض اعتبارا من 11/9 و حتى فتحه جزئيا الى 18/9 من العام الحالى ،مؤكدا على أن هناك ما يزيد عن 300 مريض و أكثر من 20 حالة حرجة بأمس الحاجة لاستكمال علاجهم و يأملون فتح المعبر الذي هو شريان مغذى لاستمرار حياتهم.

هذا و طالبت وزارة الصحة  المجتمع الدولي و حكوماته بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع حصاره الغير قانوني عن قطاع غزة و السماح بحرية التنقل و إدخال الأدوية و المستهلكات الطبية و مواد البناء الأساسية ( الاسمنت  , الحصمة و الحديد ) .

كما طالبت الأشقاء في جمهورية مصر العربية الى رفع المعاناة عن شعبنا و فتح معبر رفح البري باعتباره معبراً فلسطينياً مصرياً في كلا الاتجاهين و تذليل العقبات أمام الحالات الإنسانية و المرضية و دخول القوافل الاغاثية و الوفود و المساعدات الطبية.

و دعت الوزارة  الأشقاء العرب و المسلمين و أحرار العالم لدعم صمود أهلنا في قطاع غزة وتعزيز الأرصدة الدوائية و المحروقات بما يكفل استمرارية تقديم الخدمة الصحية.

و طالبت المنظمات الحقوقية و الإنسانية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية و منظمة الصحة العالمية إلى دعم حقوق المرضى العلاجية , و السماح بحرية تنقلهم عبر معابر القطاع و العمل على دعم المستشفيات و المراكز الصحية بالأدوية و المستهلكات الطبية و المحروقات اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في 13 مستشفى و 56 مركز رعاية أولية , إضافة إلى سيارات الإسعاف و النقل الصحي .

انتهى

                                                                    وحدة العلاقات العامة والإعلام

                                                                     وزارة الصحة