أطفال ونساء وشيوخ … بنك الأهداف الإسرائيلي
الصحة / وسام نبهان – ملكة الشريف
(( وينكم يا أولاد يلا تعالوا تغدو ، الأكل انحط )) هذه هي آخر ما نطقت به أميرة أبونصر 12عاما قبل أن يصيبها صاروخ صهيوني أطلق من طائرة استطلاع كانت تحوم في أجواء مدينة خانيونس أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ، ليرتقي على أثرها الجد إبراهيم أبونصر 85عاما وحفيدته أميرة ويصاب ابنه محمد .
يقول محمد أبونصر 43عاما الذي يرقد مصابا بمستشفى غزة الأوروبي للعلاج (( قبل أسبوع ذهبت برفقة والدي لجني محصول الزيتون أثناء تناولنا طعام الغذاء أطلق علينا صاروخ طائرة الاستطلاع الإسرائيلية ، فاستشهد جدي وأميرة وأصبت أنا .
وأوضح محمد أن أميرة كانت قبل أسبوع على استشهادها في مصر برفقة والديها لزراعة نخاع لأخيها المصاب بالتلاسيميا كونها المتبرع الوحيد له لتطابق الأنسجة بينها وبين أخيها ، وأكد أن الكيان الإسرائيلي كيان مفلس (( فهو لم يستهدف في حربه ضد القطاع إلا الأطفال والشيوخ والنساء )) .
في حين تروي أماني النصاصرة والتي أصيبت بحروق بوجهها جراء قصف طائرات f 16 الإسرائيلية منزلها بصاروخين على الأقل في اليوم السادس للعدوان الإسرائيلي بمنطقة العطاطرة برفح قالت أن في إحدى الليالي ذهب أولادي وزوجي للنوم بدوني وفجأة دوى انفجار قوي في منزلنا فبدأ الجميع يصرخون ويركضون ولا أتذكر ما حصل بعدها ولم أستيقظ إلا وأنا بالمستشفى.
وعند سؤالها عن أحوال البقية من أسرتها – زوجها وأولادها – أجابت (( كلهم بخير الحمد لله زوجي وأولادي بخير ، الحمد لله أن الضربة قد جاءت بي وبالبيت .
على ما يبدو أن من حولها أفهموها ذلك خوفا عليها من الصدمة ، فأماني لا تعلم أنها فقدت ابنين من أولادها الشهيد محمد 15 عاما والشهيد أحمد 17 عاما ، في حين تم تحويل طفل ثالث إلى مصر لخطورة حالته ، وتتساءل أماني التي ترقد بالمستشفى الأوروبي والحيرة تقتل صوتها المخنوق عن سبب استهداف منزلها ؟؟؟ موجهة رسالة للعالم (( إسرائيل منذ وجودها لا تستهدف سوى المدنيين ورغم ذلك لم يحرك أحد ساكنا … حسبنا الله ونعم الوكيل )) .
ألم ودموع …هذا ما خلفه العدوان الصهيوني على القطاع ، تلك بضع صور مأساوية من الحالات التي وصلت م. الأوروبي اثر العدوان الغاشم على القطاع.
“مبدأ الشمعة”
نعى الدكتور عبد اللطيف الحاج مدير مستشفى الأوروبي شهداء العدوان الأخير على غزة ، وأشاد بأداء الكادر الطبي والمهني أثناء الحرب قائلا” أنه ومنذ اللحظة الاولى على العدوان قمنا بتنفيذ العمل حسب خطة الطوارئ الموضوعة سلفا ، وقد قام الكادر الطبي باستقبال المصابين وقدموا لهم ما استطاعوا من العلاج الطبي والإنساني ” ، وعن طبيعة الإصابات التي وصلت المستشفى أكد الحاج أن أغلب الإصابات في البطن والصدر ، وكان هناك العديد من الإصابات بحاجة لجراحة الأعصاب بالتحديد.
وأشاد د. نضال أبو هدروس رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بأداء الكادر الطبي قي المستشفى، فالجميع واصل الليل بالنهار، تاركين بيوتهم وأبنائهم ليقدموا الخدمة الطبية والإنسانية وتخفيف معاناة المرضى والمصابين.
في حين أكد د. محمود أبو خاطر استشاري جراحة المخ والأعصاب في مستشفى الأوروبي على أن طبيعة الإصابات التي وصلت كانت بفعل أسلحة فتاكة للأعصاب وهو ما يسمى ” مبدأ الشمعة” ، أي أن الشظية تكون بسيطة ، ولكنها تؤذي 12 ضعف في جسم الإنسان، أي أنها غير متناسبة معها ، وتستقر في مكان قريب من المخ ، وذلك كما حصل مع عبد الله عسقول ، ومحمد الرقب ، ورواء اللحام، واحمد أبو عليان وغيرها من الحالات.
وبلغ عدد شهداء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع 191 شهيدا ، من بينهم 48 طفلا، منهم 16 دون سن 5 سنوات، في حين بلغ عدد الإصابات 1492 من بينهم 553 طفل منهم 105 طفلا دون 5 سنوات.
وكانت مؤسسات حقوق الإنسان في قطاع غزة بدأت بالعمل على فضح جرائم الاحتلال وتوثيقها تمهيدا لطرحها أمام مؤسسات حقوق الإنسان الدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه التي ارتكبها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة .