أول الحضور وآخر المغادرين

د. الحوت يستنشق الغاز السام ويأبى إلا أن يواصل عمله

 

وزارة الصحة/ ملكة الشريف

تحفل وزارة الصحة بشخصيات  كبيرة من العطاء يتقدمون صفوف ومحافل العلم والعمل ويسعون وراء العمل الدؤوب دون أن يسعى إليهم، ومنهم  د. عاطف الحوت مدير مستشفى أبو يوسف النجار ورئيس لجنة الطوارئ  في مدينة رفح الذي يعتبر نموذجا للعمل والجهد الطيب  يحتذى به.

د. عاطف الحوت (52 ) عاما أصيب بالغاز ولم يترك مكان عمله واستمر حتى آخر لحظة من انتهاء فعاليات مسيرة العودة يوم الجمعة السادسة  من مسيرة العودة .

تقلد د. الحوت منصب مدير مستشفى ابو يوسف النجار منذ العام 2014 حيث كان يعمل مديرا لمبنى ناصر الطبي ليكمل مسيرة العمل في المستشفى حيث قام بعمل نقلة نوعية من خلال توسعة  قسم الأطفال الذي كان يحوي (6) أسرة فقط  ليصبح (23) سريرا ، وعمل نقل قسم الغسيل الكلوي مستغلا مكان المطبخ الذي تم الغائه ونقله من رفح.

الزوج والأب

د. عاطف أب  لأربعة أولاد وثلاثة بنات أكبرهم في الجامعة وأصغرهم لم يتجاوز عدة سنوات بعد، وتقول “أم بهاء الحوت”  زوجته “كثيرا ما نفتقد حضوره أنا والاولاد  وخاصة في يوم الجمعة الذي تجتمع فيه العائلة أسوة بجميع الأسر الفلسطينية إلا أنه يأبى إلا أن يغادرنا مع تباشير الصباح  الأولى إلى خيمة رفح الطبية للمساعدة في إسعاف مصابي مسيرة العودة ، وهو يعتبر ما يقدمه أقل القليل لخدمة الناس، وعمله دائما يجب أن يكون في مكان الحدث وليس المكتب  فكلمة زوجي الشهيرة ” عملي أولا ثم أولا ” .

وتضيف زوجته” عندما تشتد الاحداث يتسابق الأولاد للاتصال بأبيهم ، وغالبا لا يرد علينا في نفس الوقت لانشغاله في إسعاف المصابين مع زملائه، ونحن أيضا مؤمنين بالرسالة العظيمة التي يقدمها في خدمة المصابين والمرضى”.

رفيق العمل

يقول مسئول العلاقات العامة في مستشفى أبو يوسف النجار أ. زياد عمر “أجمل في “أبو البهاء”

أنه متواضع جدا فهو لا يرد طلب لأي أحد ولو حتى على حسابه الخاص مع التزامه بالنظام الذي يقدس العمل به وهو لم يتوان أن يكون سباقا في الوصول إلى الخيمة الطبية لمدينة رفح يسعف المصابين ويقوم برعايتهم إلى جانب الفريق الطبي فيها.

ويضيف أ. عمر ” دكتورنا ماهر جدا في عمله، وهو يحضر إلى المستشفى لإجراء العمليات في غير وقت دوامه دون أي مشاكل ، بل بالعكس يشعر بسعادة كبرى حينما يقدم خدمة للمحتاج وينجح في تقديمها له”.