أخي الطبيب أختي الطبيبة :
إليكما بعض الأفكار التي تساعدكما في الدعوة إلى الله وتكسبكما الحسنات منه سبحانه وتعالى، وتفيدان منها بإذن الله تعالى في العيادة، أو مع المريض مباشرة، أو في غرف التنويم، أو في المستشفى عمومًا وهي كما يلي:
1- عند إعطاء المريض الوصفة يمكن أن يرفق معها هدية تشتمل على: كتيب وشريط ونشرة تكون منتقاة لتفيد المريض.. ويمكن كتابة إهداء عليها من الطبيب «عبارة تدعو فيها للمريض بالشفاء وما شابه ذلك».
2- تذكير المريض بقضية الرضا بالقضاء والقدر، وأن المرض والشفاء من عند الله عز وجل؛ عن جابر بن عبد الله t أن الرسول r دخل على أم السائب فقال: «مالك تزفزفين؟ قالت: الحمى لا بارك الله فيها. فقال: «لا تسبي الحمى؛ فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد»([1]). قال تعالى: }وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ{[البقرة: 216].
وقد يتمنى المريض الموت؛ لشدة ما يجد من الألم، فيُذكَّر بما وقع للنبي r في مرض موته.. ويُذكَّر بحديث النبي r الذي رواه أنس t: «لا يتمنَّيَنَّ أحدكم الموت لِضُرٍّ نزل به؛ فإن كان لا بُدَّ متمنِّياً للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خير لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي»([2]).
3- بشاشة الوجه.. عن أبي ذر t قال: قال r: «وتبسُّمُك في وَجْهِ أخيك صدقة»([3]). فإذا أقبل الطبيب على المريض يحسن أن يكون بشوش الوجه.. طلق المحيَّا.. طيب الكلمة.. وأن يقول له: «لا بأس طهور إن شاء الله»([4]). فما زار النبي r مريضًا إلا قال له هذا الدعاء.. فمعلوم أن جزءاً من المرض ناتج عن تفاعلات نفسية.. فتعالجه وأنت تدعو له.. وتطمئنه.. وتسكِّن قلبه.. وتذكِّرُه بالله.. فمثل هذه الكلمات والحركات السهلة الخفيفة تزيل ما في نفس المريض من القلق والخوف، وتجلب له الارتياح وتجعله يتقبل منك أي شيء تمليه عليه.
4- الرفق بالمريض أثناء علاجه وتوقي الحكمة عند إبلاغه بمرضه والتدرج في ذلك.. ومراعاة نفسيات المرضى.. فإن خيف عليه الانهيار والقنوط.. فلا يقال له: فيك مرض خطير وحالتك سيئة جدًا.. لا.. بل يذكر بالله ويطمأن.. ويتفاءل به وعليه وله.. ويقال له: هذا قضاء الله وقدره، وأنه يجب عليك الإكثار من ذكر الله.. المهم أن تشعره بأن عليه أن يراجع نفسه وماله، ويتأهب للموت بطريقة غير مباشرة.. وكل بحسبه في التحمل.. ويمكن أن يستعان بمشورة أهل الرأي من أقاربه في الطريقة المثلى لإخباره..
5- توزيع فتاوى تهم المريض المقيم في المستشفى تتكلم عن كيفية الطهارة والصلاة ونحو ذلك مما يحتاجه المريض؛ لتستقيم عبادته لله.
6- استغلال وقت المريض بما ينفعه في أخراه.. فتضع في كل غرفة مصحفًا ومجموعة من الكتيبات والنشرات.. وتذكره بالأوقات الفاضلة والسنن المستحبة؛ إما بالمرور عليه أو وضع مكبرات في الغرف متصلة بغرفة الإرشاد التي سنتكلم عنها لاحقًا إن شاء الله.
7- أمر المريض بالمعروف ونهيه عن المنكر.. فيسأل عن حاله مع الصلاة، ثم يبين له كيفية الوضوء والصلاة، وإن كان يحتاج إلى أن يوجه إلى القبلة وجه لها.. ويذكر له ما فاته من الصلوات في وقت العملية بتأثير المخدر أو الغيبوبة.. كذلك لو كان سبب المرض معصية أو كبيرة من الكبائر يبين له حكم فعله، ويذكر له مضاعفات هذا المرض حتى يرتدع عن معصيته، وإن كان عليه مخالفات شرعية غير مرتبطة بالمرض فإنه يوجه وينصح..