أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن أزمة الأدوية في قطاع غزة، لا تزال تراوح مكانها بالرغم من كل الوساطات الجارية، وذلك بسبب تعنّت حكومة رام الله وصحتها في إدخال الدواء لمرضى قطاع غزة المنكوبين، موضحة أنّ الوضع الدوائي أصبح على شفير الهاوية ولا يحتمل إقحامه في المناكفات السياسية.
جاء ذلك خلال إحياء الوزارة فعاليات الذكرى الثانية للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والتي انطلقت من مجمع الشفاء الطبي بمشاركة مختلف الطواقم الطبية وضباط وسيارات الاسعاف، باتجاه مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة حيث تم عقد مؤتمرا صحفيا للوزارة، وبعدها افتتاح معرضا للصور يظهر بشاعة وإجرام الاحتلال الصهيوني بحق المواطنين الأبرياء.
حيث ألقى د. مدحت عباس مدير عام مجمع الشفاء الطبي كلمة الوزارة ناقلا تحيات السيد الوزير د. باسم نعيم للجميع، قائلا “إننا نحيي اليوم الذكرى الثانية للعدوان الصهيوني على غزة، والذي شهد صموداً أسطوريا لأبناء شعبنا البطل أمام جبروت الاحتلال وقسوته، مؤكداً أنّ الطواقم الطبية شكّلت خط الدفاع الأول في إسعاف ومداواة الجرحى والمصابين، وقد جسّدت بدورها الوطني أروع صور العطاء والفداء.
صمود الطواقم الطبية
وأضاف “عملت وزارة الصحة على مدار الساعة حتى كانت في خط المواجهة وخندق التصدي لآلة الحرب الصهيونية التي فتكت ولا زالت بالأبرياء والمقاومين والمدافعين عن شرف الأمة حتى ارتقى الآلاف من المدنيين العزّل، وكذلك 16 من أفراد الطواقم الطبية الأبطال.
وأكد على ثبات شعبنا المقاوم وصمود طواقمنا الطبية أمام كل حرب تشنها إسرائيل وتدعمها كثير من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بضغط من اللوبي الصهيوني هناك.
واستعرض د. عباس مدى خطورة الأسلحة التي استخدمها الاحتلال، مشيراً أنّ نتائج تحليل العينات البيولوجية التي تمّ أخذها من أجسام الشهداء والمصابين والمواطنين بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة تثبت استخدام الاحتلال الإسرائيلي للأسلحة المحرمة دوليا، مديناً صمت المجتمع الدولي والجهات الدولية في ملاحقة ومحاسبة المجرمين الصهاينة.
وبيّن د. عباس أن الفحوصات التي أجراها العلماء الايطاليين أثبتت وجود عنصر اليورانيوم لدى بعض المواطنين ممن تعرضت مناطق تواجدهم لضرب قنابل الفسفور والقنابل المعدنية التي احتوت على أكثر من 35 معدن وهي عناصر سامة مثل عنصر الكوبالت و الكاديميوم والمولبيدينوم وعناصر أخرى لا تقل خطورة وفتكا لحياة البشر.
وطالب د. عباس كل الوفود التي وصلت إلى القطاع بعد الحرب برفع تقاريرها للجهات والمنظمات الصحية وغير الصحية الدولية بخصوص وضع القطاع الصحي في قطاع غزة وحجم المأساة التي يعيشها المرضى بسبب نقص الدواء وتعطل عشرات الأجهزة الطبية.
كما ناشد المجتمع الدولي وخاصة مؤسساته المعنية بهذا الشأن أن ترسل الخبراء لمساعدة الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها المختصة، لوضع الخطط لحماية الشعب الفلسطيني وخاصة الأجيال القادمة من آثار الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
الحصار وأزمة الدواء
ودعا عباس إلى رفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من أربع سنوات مطالبا بضرورة إدخال كافة الأدوية والمستلزمات الطبية، والأجهزة الطبية وقطع الغيار اللازمة لعشرات الأجهزة المتعطلة، وإدخال كافة المواد اللازمة للبناء واستكمال المشاريع الإنشائية والأقسام الطبية وغرف العمليات خدمة للمواطن الفلسطيني المقهور.
وحذر د. عباس من تعرض حياة المئات من المرضى للموت، نتيجة عدم توفر الأدوية التي يحتاجونها وفي مقدمتهم مرضى الكلى، والسرطان والثلاسيميا، ومرض السكر ونقص المضادات الحيوية والأنسولين وحليب الأطفال. مطالبا سلطة رام الله بإدخال هذه المساعدات فورا وإلا فإن كارثة صحية ستلحق بأولئك المرضى الأبرياء.
ووجه نداء استغاثة لكافة المؤسسات الدولية والحقوقية للقيام بدور أكبر لإدخال الدواء فورا، لإنهاء هذه المأساة التي يدفع ثمنها مئات الأبرياء من المرضى في قطاع غزة، الذين يعانون حصارا إسرائيليا ظالما وقسوة سلطة رام الله التي لم تشفع لحياة أولئك المرضى.