الصحة:نهى مسلم//

لم يعد الحصار على قطاع غزة يشكل عائقا كبيرا فى تطوير القطاع الصحى بكل مفرداته ،سواء على صعيد تطوير الكادر البشرى او استحداث  خدمات جديدة أو انشاء المراكز الصحية من مستشفيات و مراكز رعاية اولية أو أقسام جديدة،و التى كانت تحد صارخ لهذا الحصار على جميع الاصعدة كان أهم نتاجها اجراء العمليات النوعية و المعقدة التى كانت تحول سابقا لخارج القطاع و ترهق الوزارة و المواطن ماديا و جسديا.

عمليات نوعية لحالات نادرة أصبحت تجرى فى مجمع الشفاء الطبى و التى كانت تحول سابقا  للعلاج بالخارج،و ذلك بفضل نتاج خبرات و كفاءة طاقم جراحى متخصص و متمرس فى جراحة الاطفال الذى اكتسبها على مدار سنين طويلة و طور من مهاراته الى أن وصل الى هذا المستوى من الخبرة.

المكتب الاعلامى الصحى رصد ميدانيا اهم نجاحات و انجازات قسم جراحة الاطفال فى مجمع الشفاء الطبى الذى حقق فى الاونة الاخيرة نجاحا نوعيا خفف من حالات التحويل للخارج ،من خلال لقاء د.اسماعيل نصار استشارى جراحة الاطفال و رئيس قسم جراحة الاطفال بمجمع الشفاء الطبى،و الاطلاع على العمليات التي اجريت داخل القسم.

أول عملية نوعية تحدت التحويل للخارج

و فى هذا السياق،فقد أجرى طاقم طبى فى جراحة الاطفال برئاسة د.اسماعيل نصار استشارى جراحة الاطفال ورئيس قسم جراحة الاطفال فى مجمع الشفاء الطبى عملية نوعية لحالة نادرة من خلال استئصال كيس دهنى (ورم دهنى) فى الرقبة لطفل عمره (8 سنوات) كان يعانى من ارتفاع المنطقة اليسرى للرقبة عن المنطقة اليمنى  و التى كانت ضاغطة على الاوعية الدموية و الشرايين و القصبة الهوائية مما تسبب له ضيق فى التنفس.

و أوضح د.نصار بأن هذا الورم الموجود فى الرقبة ممتد الى الجزء العلوى من الصدر و يصل الى الكتف اليسرى و الى الاوعية الدموية الكبيرة فى أعلى الصدر و محيطها ،كما أنه ممتد الى القصبة الهوائية و محيط بالشرايين و الاوردة فى الرقبة.

و تابع قائلا:”تم تشخيص الحالة من خلال تصوير C.T. التى أظهرت وجود هذا الورم فى الرقبة ،حيث تم استئصاله فى عملية استمرت 4 ساعات بمساعدة طاقم جراحى مصرى أحدهما متخصص فى الاوعية الدموية و الاخر جراحة أطفال اضافة الى طاقم التخدير و العناية المركزة و التمريض،و التى أثبتت نجاحا كبيرا بعد متابعته فى قسم العناية المركزة.

ووصف د.نصار هذه العملية بأنها أول عملية نوعية لحالة نادرة تحدت بنجاحها التحويل للخارج.

 

استئصال تكيسات فى الرئة اليمنى

و فى جانب آخر،فقد أجرى الطاقم ذاته برئاسة د.نصار و مساعدة د.هشام الحداد المتخصص فى جراحة الاطفال عملية جراحية أيضا نوعية و لحالة نادرة من خلال استئصال تكيسات فى الفص السفلى للرئة اليمنى لطفل يبلغ من العمر (53 يوم).

وقال بأن هذا الطفل تردد على مستشفى النصر للأطفال لأكثر من مرة حيث كان يعانى من صعوبة فى التنفس و ازرقاق ويصل دمه الى 5 درجات و يتم اعطاؤه وحدات دم و تنفس صناعى و عمل انبوبة صدرية له للتنفس ،و يتحسن الطفل ويغادر المستشفى ثم يعود مرة اخرى لنفس الاعراض.

وأضاف:” عندما تم تشخيصه بصور الاشعة التى بينت وجود هواء ضاغط على الرئة ادى الى ضيق في التنفس وازرقاق في لون البشرة و من خلال الاشعة المقطعية C.T و الاشعة الملونة. والتي كشفت عن عيب خلقى من ولادته فى الفص السفلى للرئة اليمنى ووجود تكيسات فيها”

و أردف قائلا:”بأن هذه التكيسات تنفجر واحدة تلو الاخرى و تسبب ازرقاق للطفل و صعوبة فى التنفس الامر الذى سارع فى اجراء العملية بشكل عاجل و استئصال هذه التكيسات و العيب الخلقى،حيث تمت هذه العملية الى استغرقت ساعتين بنجاح”

ووصف د.نصار بأن هذه العملية بأنه الانجاز الابرز من خلال تعاون الطاقم الجراحى برئاسته و طاقم التخدير برئاسة د.تيسير يونس ،و بتعاون طاقم العناية المركزة فى م.النصر للأطفال الذى خصص غرفة خاصة لهذا الطفل و تخصيص ممرض له على مدار الساعة الامر الذى ساهم فى شفاء الطفل و استعادة عافيته و من ثم مغادرته لمنزله و قد اختفت الاعراض منه نهائيا.

 

استغرقت 9 ساعات متواصلة

وفى ذات السياق،فقد تم اجراء عملية نوعية لحالة نادرة لطفل يبلغ من العمر (9 سنوات) ،حيث كان يعانى من عدة عيوب خلقية منذ ولادته و تشوهات فى المريء و الاثنا عشر و انسداد فى فتحة الشرج،و تم اجراء 3 عمليات فى جلسة واحدة بعد ولادته بيوم واحد. وتم اجراء عدة عمليات للطفل فى غزة و مصر فى أعمار متفاوتة لاصلاح وعلاج مجموعة تشوهات وعيوب خلقية لدى هذا الطفل وفيما بعد على عمر 9 سنوات حضر الطفل الى قسم جراحة الاطفال في مستشفى الشفاء على اثر قيء متكرر ومستمر مع انتفاخ فى البطن و جفاف شديد وقد تم تشخيص الحالة على انها انسداد في الامعاء وبعد معالجة الطفل من الجفاف بتعويض الطفل بالسوائل اللازمة تم اتخاذ قرار بإجراء العملية الكبرى له”

و أضاف:”وقد أجريت له عملية جراحية استغرقت 9 ساعات ونصف متواصلة تم من خلالها فك الالتصاقات المعوية والتي وصفها بالشديدة جدا والمزمنة التي لا يمكن فصلها بسهولة الا من خلال عملية دقيقة وذات مهارة،و تم فك هذه الالتصاقات و اجراء اللازم له و من ثم وضعه فى العناية المركزة لمدة 24 ساعة للمتابعة ،و من ثم تحويله الى  عناية مركزة متقدمة خاصة بالتغذية فى مستشفى داخل الخط الاخضر لتغذيته عن طريق الوريد ، لعدم توفرها فى المستشفى ،و عاد بعد 6 شهور سليما معافاة و صحته بحالة ممتازة.

و شكر أهل المريض الطاقم الطبى الجراحى الذى أجرى له العملية و التي تمت بنجاح باهر بعد جهد متواصل و بتعاون الفريق الطبى من تخدير و عناية و تمريض،حيث اعربوا عن انبهارهم و سعادتهم بنجاح عملية طفلهم وانقاذ حياته الذين عانوا كثيرا و هم يعالجونه داخل و خارج الوطن”

 

عملية ذات مهارة عالية و دقيقة جدا

و فى مشهد آخر من نجاحات تحت الحصار ،فقد أجريت عملية جراحية لطفل عمره شهرين و نصف كان يعانى من صفار فى البشرة و انسداد فى القناة المرارية الرئيسية ،تبين بالتشخيص و صور التليفزيون وجود كيس دهنى ما بين الكبد و البنكرياس .

و أجرى هذه العملية طاقم طبي مكون من د.نصار و بمساعدة د.باسم خليل و د.نبيل ابو كميل أخصائيي جراحة الاطفال الى جانب طاقم التخدير و التمريض و العناية المركزة.

و أشار د.نصار الى أن هذه الحالة تم تحويلها إلى م.المقاصد و من ثم تم تحويلها الى م.الشفاء بغزة ،حيث تم استكمال التحاليل و صور الاشعة الخاصة بالكبد و القنوات المرارية و توضيحها من خلال الرنين المغناطيسى”

و تابع :”تم وضع خطة لاستئصال هذا الكيس و توصيل الامعاء بالقناة المرارية الكبدية حيث استغرقت العملية 6 ساعات و نصف،أثمرت عن نجاحها .

ووصف د.نصار هذه العملية بأنها ذات مهارة عالية و دقيقة جدا و من العمليات الكبرى،حيث اختفت الاعراض التى كانت تظهر على الطفل و غادر المستشفى بعد عشرة أيام .

 

 

عملية نوعية لحالة نادرة

وعلى صعيد آخر،فقد اجرى أول أمس طاقم جراحة الأطفال عملية جراحية لطفل عمره(7 شهور) يعانى من عيب خلقى (فتق فى الحجاب الحاجز على الناحية اليسرى) و انسداد فى الامعاء و ضيق فى التنفس.

و قال د.نصار ” بعد التشخيص و تصوير الاشعة و الصور اللازمة تبين وجود المعدة و الطحال و الامعاء الدقيقة و الغليظة فى القفص الصدرى ،كما أن الكلية اليسرى موجودة فى اعلى الصدر من الناحية اليسرى بصورة كاملة “.

واستطرد متابعا حديثه خلال لقائه بالمكتب الاعلامى الصحى:”تم اجراء العملية له من خلال ارجاع الامعاء و المعدة الى البطن و اعادة تثبيت الكلية بعد عمل تجويف لها على الناحية اليسرى الخلفية للبطن، و من ثم تثبيت الكلية فى جدار البطن الخلفى بعد اصلاح الفتق فى الحجاب الحاجز ،و هو حاليا متواجد فى العناية المركزة للمتابعة و العلاج “

و التقى المكتب الاعلامى الصحى بأهل هذا الطفل  حيث قالت والدته بأننا قمنا بإحضاره للمستشفى لوجود ضيق فى نفسه و حرارة شديدة ،و لم نكن نعلم منذ ولادته بأن لديه كل هذه المشاكل إلا بعدما أخبرنا د.اسماعيل نصار بها ،و أجرى له عملية طارئة .

حيث طمأن د.نصار الاهل بنجاح العملية فور خروجه من القسم لمقابلتنا ، حيث بدت تتلاشى معالم القلق و الخوف على وجوههم مجرد نطقه بسلامة طفلهم من العملية و حمدوا الله كثيرا وتعابير وجوههم ترتسم  بالبهجة و الاطمئنان لما بثه لهم الطبيب بهذا الخبر،و الذين لم يتوقعوا بأن يحتضنوا طفلهم مرة أخرى.

و شكر الاهل الطبيب جزيل الشكر على ما بذله و الطاقم المساعد له من طاقم العناية المركزة برئاسة د.جهاد الجعيدى رئيس قسم العناية المركزة بالمجمع  و طاقم التخدير والتمريض من جهود لإنقاذ حياة طفلهم الذى يمكث الان فى العناية المركزة تحت المتابعة.

 

التحويل للخارج

و حول تحويل الحالات للخارج أكد د.نصار على أن امكانيات الطاقم الجراحى للأطفال تسمح بإجراء العمليات الكبرى و المعقدة،منوها الى أن هناك بعض الحالات حولت الى مستشفيات خارج قطاع غزة و عادت بمضاعفات و من ثم تم اجراء العمليات لها من قبل الطاقم المحلى بنجاح باهر.

الوفود الطبية:

و أكد د.نصار بأن بعض الوفود الاجنبية والعربية التي وصلت المجمع تركت بصمة نوعية من خلال اجرائها و اشرافها لبعض العمليات المعقدة وكان الهدف منها تبادل خبرات في مجال جراحة الاطفال والمسالك البولية للأطفال حيث اسهم تعدد الوفود من العديد من الدول مثل فرنسا وبريطانيا وامريكا واستراليا ومصر والمغرب والاردن وكثير من الدول الاخرى قد ساهمت في اكتساب الطاقم الجراحي المحلي كثير من المهارات والخبرات المتنوعة حيث اصبح الطاقم المحلي على اجراء الكثير من العمليات النوعية والكبرى وذات المهارات العالية مما ادى الي التخفيف من عذابات ذوي المرضى من السفر الي الخارج ومعاناتهم على المعابر.

و نوه الى أن هذه الوفود تبادلت الخبرات و عملت جنبا الى جنب مع الطاقم الطبي المحلي في جراحة الاطفال واسهمت في تطوير وصقل المهارات العالية من احترام للأنسجة والدقة في العمل الجراحي بغض النظر عن طول وقت العملية مما ادى لاحقا لإتقان العمل الجراحي .

هذا و اعرب د.نصار عن امله فى توفير بعض الأجهزة اللازمة لتسهيل قيامهم بإجراء العمليات الجراحية النوعية .

وكما تمنى بان يتم تخصيص غرفتين عمليات خاصة بالأطفال مع توفير كل الاجهزة والمعدات اللازمة فيهما للعمل يوميا  على مدار الساعة لإجراء جميع العمليات الخاصة بالأطفال وحديثي الولادة  من عمليات  كبرى وصغرى وعمليات ذات مهارة الى جانب تخصيص قسم عناية مركزة لجراحة الأطفال نظرا لحساسية أجسامهم الصغيرة و تحتاج الى دقة و متابعة كبيرة  لتجنيب الحالات من المضاعفات التي يمكن تلافيها

يشار الى أن تم اجراء  48عملية كبرى و 200 عملية صغرى خلال  شهر مارس الماضى فى جراحة الاطفال بمجمع الشفاء الطبى.

هذا و اثنى استشارى و رئيس قسم جراحة الاطفال بالمجمع على التعاون الكامل بين الطواقم الطبية فى مختلف التخصصات و من جميع المستشفيات  التى اسهمت بشكل كبير فى انجاح منظومة العمل الجراحى وانجاح العمليات النوعية والكبرى ،و التى سجلت بتعاونها أكبر انجاز صحى فى اجراء عمليات نوعية كانت تحول سابقا للخارج.

 

وحدة العلاقات العامة و الاعلام