الحسد من أخلاق اللئام، وتركه من أفعال الكرام، ولكل حريق مطفئ، ونار الحسد لا تطفأ. ومن الحسد يتولد الجيد، والحقد، والحقد أصل الشر، ومن أضمر الشر في قلبه، أنبت نباتا مرا مذاقه، نماؤه الغيظ، وثمرته الندم.
والحسد هو اسم يقع على إرادة النعم عن غيره، وحلولها فيه، فأما من رأي الخير في أخيه، وتمني التوفيق لمثله، أو الطفر بحاله، وهو غير مريد لزوال ما فيه أخوه؛ فليس هذا بالحسد الذي ذمّ ونهى عنه.
ولا يكاد يوجد الحسد إلا لمن عظمت نعمة الله عليه، فكلما أتحفه الله بترداد النعم، ازداد الحاسدون له بالمكروه والنقم.
إني نشأت وحُسَّادي ذوو عدد * * * يا ذا المعارج ، لا تَنْقُصْ لهم عددا
إن يحسدوني على ما كان من حسن * * * فمثلُ خُلْقِيَ فيهم جَرَّ لي حسدا