الصحة/نهى مسلم
تمنى أن يكون يوم ميلاده الذى يصادف الغد هو انتهاء لذلك الوباء الجائح”كان بداية حديث الممرض الثلاثينى “أيمن الهسى” الذى يعمل في مستشفى معبر رفح ضمن الفرقة الثانية التى تمتد لليوم الخامس على التوالى و على مدار أربعة عشر يوما.
مشاعر مختلطة بين الرفض و الايجاب ،بين الواجب الانسانى و ترك أسرته،لتطغى مشاعر الانتماء للرسالة الملائكية التى اعتاد ان يقدمها في جميع الاوقات و كافة الازمات منذ خوضه الثلاث حروب فى عمله ،و الان هو في المكان الاشد خطرا عليه ليكون ذلك باختياره و قناعته أن يكون دائما بجانب المريض.
خلال اتصال هاتفى مع الحكيم الهسى الذى يعمل منذ (14) عاما في مستشفى ابو يوسف النجار ليعمل منذ جائحة كورونا في مدرسة غسان كنفانى اسبوعا لينطلق بعدها الى مستشفى معبر رفح،أكد ان القرار ليس سهلا عليه في بداية الامر لتعلق اطفاله به و خاصة ذات الست شهور الذى لم يتشبع بعد من رؤيتها و احتضانها ، يقول:”طقوسنا اليومية بقضاء وقت ممتع بصحبة اطفالى الى ارضنا المحاذية لمنزلنا في رفح و سقاية المزروعات،الان يتولى المهمة عنى ابنى الاكبر ذات الاربعة عشر ربيعا حيث يوافينى بالتفاصيل الصغيرة عبر بوابات التواصل الاجتماعى،لتغمرنى مشاعر هى الأقسى في حياتى،لكن نداء الواجب و الانسانية كان الاشد قساوة”
الهسى سيحرم من مائدة افطار رمضان في الايام الاولى كسائر الاسر التى تستقبل تلك الايام وسط ذويهم و احبابهم لكنه أيضا تغلب على تلك المشاعر لتلبية الواجب،موجها نداءه لزملائه من الطواقم التمريضية بخوض تلك التجربة ليس لخطورتها و لكن لانسانية الخدمة هنا كونهم مرضى بحاجة لنا في هذه المحنة.
يتابع الهسى:” كل يوم نقوم باجراء فحوصات للعمليات الحيوية للمرضى و قياس الضغط و الحرارة ،لكن المواجهة الاصعب كانت عندما قمت بعملية سحب الدم للمرضى للتاكد من خلوهم من الفيروس ليكون وجهه حلوا على هؤلاء المرضى على حد تعبير مديره د.مروان الهمص لتخرج النتائج سلبية ،و كانت هذه فرحة عارمة أنستنى كل المخاوف التى انتابتنى وقت اجراء عملية السحب”