“الدرة” في عامها الثاني لاستعادة الحياة

د. سليمان: نقدم الخدمات الطبية  لنصف مليون طفل

وزارة الصحة/ ملكة الشريف

 أطفال بريئة بعمر الزهور، نائمون على أسرّة الشفاء، يرتسم على ملامحهم الخوف من أصوات القصف الصهيوني الذي يحيط بهم، و الأطباء والممرضون يحاولون التخفيف من مظاهر الرعب التي حلّت على وجوههم، إلا أن ذلك لم يخفف من الفاجعة التي ألمت بهم بسبب كثافة القذائف التي تضرب من كل صوب.

مشهد تكرر منذ عامين  في غزة .. ذاك المشهد كان في مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال الذي استهدفته طائرات الاحتلال وخلفت وراءها الدمار والخراب في كل مكان، حتى بات المستشفى غير قادر على تقديم خدماته للمواطنين.

الرضيع إبراهيم شيخ العيد الذي لم يدرك بعد ربيعه الثاني أن جسده الصغير اخترقته عدة شظايا من القذائف وهو مُلقى على سريره في المستشفى في قسم العناية المركزة تحت جهاز التنفس الصناعي، ليرتقي شهيدًا كالمئات من أقرانه خلال الحرب الجارية على غزة ولكن بسيناريو مختلف.

الغارات تسببت حينها  في حدوث تصدعات كبيرة في مرافق المشفى وأدت إلى تطاير النوافذ وتحطيم الزجاج داخل أقسام الأطفال وأدت إلى قطع شبكة التيار الكهربي الرئيسية، حيث كان ثلاثين طفلا مريضا داخل المشفى ، أصيبوا جميعا اصابات طفيفة مختلفة، كما أصيب 30 آخرين من المرضى والأطباء والإداريين العاملين بالمستشفى

بدوره، أكد مدير مستشفى الدرة د. جميل سليمان أن مستشفاه قد نجح في تخطي العقبات التي فرضها الاحتلال بتدمير مبنى المستشفى واصابة العاملين فيه، وقال” ان المستشفى استعاد عافيته منذ اعادة افتتاحه، ليخدم ما يقارب نصف مليون طفل يقدم لهم خدمات طب الأطفال العام والأمراض الصدرية، أمراض الكلى، أمراض الدم والغدد الصماء، وعلاج التشنجات، والعلاج الطبيعي .

وأضاف د. سليمان “لقد عادت الطواقم الطبية لتعمل بكامل طاقتها ، لتقدم خدمة مميزة ، وتتابع طريقها في الانجازات وخاصة أنها كانت المستشفى الأولى ضمن تصنيف منظمة الصحة العالمية  في قطاع غزة صديقا لمعايير سلامة المرضى من المستوى الأول ، والآن هي لازالت تطمح للصدارة في هذا المجال ضمن المرحلة الثانية لمعايير سلامة المرضى”.