انتظرته والدته بعد ثماني سنوات
الرضيع حذيفة على حافة الموت جراء نقص علاجه الخاص بالتليف الكيسي(creon )
الصحة/نهى مسلم
“بين المطرقة و السندان” هذا هو حال المرضى فى قطاع غزة جراء أزمة الأدوية و المستهلكات الطبية التي تعصف بمستشفيات وزارة الصحة. أهات و أنات تنهدت بها والدة الطفل حذيفة الطويل ابن الثلاثة شهور الذي يعانى من التليف الكيسى منذ ولادته و يصارع من اجل الحياة .
تقول والدة حذيفة بأنها رضيعها منذ ولادته كانت تصيبه نوبات سعلة حادة و نقص وزنه تدريجيا ,اضطرها إلى زيارة مستشفى الرنتيسى الذي شخص حالته بأنه تليف كيسي جيني ووراثي , هول الخبر كان صدمة لها خاصة و أنها رزقت به بعد ثماني سنوات،و تتابع و قد انهمرت دموعها بحرارة التي وصًلت معاناتها بدون سماع نبرات صوتها :”منذ ولادته و أناأتابع في المستشفى بشكل شهري لأصرف له العلاج الخاص به ,إضافة إلى حليب نيوترامجين العلاجي اللازم لتغذيته” و تفاجأت والدة الرضيع خلال زيارتها اليوم للمستشفى بأن الصيدلي يقول لها بأن الدواء نفذ بسبب أزمة الأدويةالتي تمر بها وزارة الصحة. وتقول :”وقفت محتارة و مصدومة في أن واحد لم أفكر لحظتها سوى في صحة طفلي التي ستتدهور سريعا مجرد عدم اعطائه العلاج ,حيث يتناول العلاج في كل وجبة حليب خلال اليوم” و تستطرد حديثها :” طرقت أبواب المستشفى و مديرها لعلى أجد شخصا يوهمني بأن الذي طرق مسامعى ليس صحيحا و أن الدواء متوفر ,لكنهم أكدوا لي بأنه نفذ, خاصة و أن سعر العلبة الواحدة في الصيدليات يتجاوز إل 100 شيكل.
والدة حذيفة تستصرخ و تناشد الضمائر الحية بإنقاذ طفلها الوحيد التي انتظرته ثماني سنوات من الحرمان بتوفير علاج رضيعها حتى تستمر حياته ,معبرة عن تخوفها و توترها الشديدين على حياته التي تستمر باستمرار توفر العلاج.
بدوره أوضح د,علاء حلس مدير دائرة الصيدلة بالإدارة العامة للمستشفيات بأن (231) مريض تليف كيسي في مستشفيات قطاع غزة يحتاج الى علاجهم الخاص بهم وهو (creon ) ,مؤكدا على أن عدم توفر العلاج يؤدي إلي سوء تغذية حاد يصاحبه نقص في الوزن بشكل متسارع.
و أشار الى ان هذا المرض هو مرض جيني وراثي نتيجة قصور في غدة البنكرياس مما يؤثر على الرئتين و الكبد والامعاء ، مما يؤدى الى تراكم طبقة سميكة و لزجة من المخاط على تلك الاعضاء. و نوه الى أن هذا الاضطراب الجيني يؤدى إلى الوفاة بسبب الالتهاب الرئوي الحاد,كما و يصاب المريض بسوء تغذية تؤدى إلى نقص حاد فى الوزن .