تتواصل عنجهية المحتل تجاه كل ما هو فلسطيني فلم يكتفي بمحاصرة قطاع غزة للعام الرابع على التوالي إلا أنه يصر على محاصرة ما بقي لأبناء القطاع لسد رمق أبنائهم بعد أن حرموا من مصادر رزقهم ليزج بهم في تخوم الفقر والبطالة التي وصلت إلى مستويات مخيفة .
بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة لجأ المواطنون إلى مابقي من ركام المباني والمنازل التي إبادتها آلة الحرب الإسرائيلية , ليجمعوا مادة الحصمة وإعادة تدويرها ثم بيعها في السوق المحلي لسد احتياجاته من هذه المادة الأساسية في البناء بعد أن حرمه منها الحصار الجائر , وما أن ينطلق هؤلاء العمال الذين اصطلح تسميتهم (بعمال الحصمة) في رحلت البحث المريرة حتى تبدأ معهم قصص من الموت والتهديد بالاستهداف الذي شرعه المحتل بحجة الدفاع عن النفس.
منذ شهر فبراير من العام المنصرم وحتى اليوم بلغ حصيلة تلك الاعتداءات شهيدين و67 إصابة تراوحت بين المتوسطة إلى الخطيرة حيث يتعمد الاحتلال إلى تصويب نيران رشاشاته إلى العمال ليصيبهم إصابات خطرة.
روايات عديدة تناقلتها وسائل الإعلام على لسان من امتهنوا جمع الحصمة والذين نرى منهم الأطفال والنساء الذين يضطرون إلى الاقتراب من المناطق الحدودية شرق وشمال القطاع ليجدوا ضالتهم حتى تباغتهم قذائف ورشاشات الدبابات وأبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية حيث تتهمهم بالدخول إلى مناطق عسكرية يهدف من خلالها المحتل إلى تكريس مناطق عازلة ضمن خطط لسرقة الأرض الفلسطينية وفرض وقائع بذرائع واهية.
ونحن في وزارة الصحة الفلسطينية إذ نرصد هذا الفصل الجديد من مسلسل الاستهداف والجرائم بحق أبناء شعبنا ندعوا كافة المؤسسات الدولية والحقوقية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوقوف عند مسؤوليتها الإنسانية للجم تلك الممارسات اللاإنسانية والمخالفة للقوانين والنصوص الدولية والتي تجرم الاستهداف المباشر للمدنيين العزل , وما حصيلة تلك الاعتداءات إلى مؤشر خطير على تنامي دائرة الاستهداف لأبناء شعبنا الذين يحاولون كسر سياسة الحصار الظالم المفروض عليهم من قبل عدو تنكر إلى كل ما هو إنساني