.
غزة : محمد محجز
لم يعد يخفى على أحد حجم التطور الذي تشهده مستشفيات ومرافق وزارة الصحة سواء من حيث انشاء المباني وتزويدها بالأجهزة الطبية المساعدة، أو من حيث تحسين جودة الخدمات الصحية، فلا يكاد يمر يوما دون أن نطوي صفحة مشرقة لنجد أنفسنا أمام صفحات أكثر اشراقا، والشاهد هذه المرة قصة المواطن ناصر عمار البالغ من العمر 49 سنة، من مخيم البريج وسط قطاع غزة.
يقول المواطن عمار : ” حضرت إلى المستشفى بينما كنت أشكو من وجود دم في البول وآلام أسفل البطن، وبعد أن أجريت لي بعض الفحوصات تبين وجود ورم في المثانة، وعليه أجريت لي عملية جراحية تم خلالها كشط الورم “.
وتابع : ” وعلى الرغم من متابعة العلاج بعد العملية من خلال حقن المثانة بأدوية للمناعة؛ إلا أن المشكلة لم تنتهي، الأمر الذي تطلب عمل منظار؛ لمعرفة أسباب استمرار الشكوى، وعندئذ تبين وجود أورام متغلغلة في عضلة المثانة ما يشير إلى عدم جدوى العلاج الكيماوي في تلك المرحلة”.
وأضاف : ” حصلت على تحويلة إلى مستشفى مار يوسف بالقدس، وحاولت السفر عبر معبر بيت حانون ، غير أن ضابط المخابرات “الإسرائيلي” طلب مقابلتي ليخبرني بأن اسمي مدرج ضمن قائمة المرفوضين أمنيا.
وأوضح : ” تقدمت بشكوى عبر منظمات حقوق الإنسان، فأصر الاحتلال على رفضه، بينما سمح بنقلي إلى عَمّان مُقَيّدا بالأغلال، علما بأنه لا توجد تغطية مالية من قبل السلطة للعلاج في الأردن”.
ولفت إلى أن لديه جنسية مصرية، وكان بإمكانه السفر إلى مصر غير إنه آثر العلاج في غزة على يد فريق المسالك البولية في غزة .
ويتحدث الدكتور فايز زيدان استشاري جراحة المسالك البولية في مجمع الشفاء الطبي بغزة و المشرف على الحالة عن أورام المثانة باعتبارها واحدة من أكثر الأورام الخبيثة التي تصيب الجهاز البولي عند الإنسان، مشيرا إلى أهم الأعراض الشائعة لهذا المرض وهي وجود دم في البول, والذي عادة لا يصاحبه آلام.
وأضاف بأن سياسة الوزارة إزاء عمليات أورام المثانة تقوم على أساس احترام رغبة المريض سواء بمنحه تحويله؛ للعلاج بالخارج، أو قبوله بالعلاج داخل مستشفياتنا، بحيث يُترك القرار لمدى ثقة المريض بالخدمات الصحية، مشيدا بالطواقم الطبية المحلية وقدرتها على إجراء العمليات المعقدة بنفس المستوى الموجود في مناطق الجوار.
وتابع زيدان :” منذ عامين أصبحت عمليات استئصال المثانة وتكوينها وزراعة مثانة جديدة من الأمعاء تُجْرى في مستشفيات قطاع غزة، واصفا هذه العمليات بالمعقدة لما قد يصاحبها من مضاعفات خطيرة ؛ قد تغير نمط حياة المريض .
وأكد أنه خلال الفترة الأخيرة أجريت أكثر من ست عمليات بالغة التعقيد، مشيرا إلى أن أخرها كانت للمواطن ناصر عمار الذي كان يعاني من وجود ورم بحجم 5 سم في جدار وعنق المثانة، تطلب إجراء عملية جراحية.
وأفاد زيدان :” قمنا خلال العملية باستئصال المثانة والبروستاتا والغدد اللمفاوية والحويصلات المنوية، إضافة إلى استئصال الجزء الخلفي من قناة البول، ثم عوّضنا عن ذلك بأخذ جزء من الأمعاء الدقيقة وبالتالي تم زراعة حالبين على الجدار الأمامي للبطن، مؤكدا أن العملية تمت بنجاح بعد أن استغرقت خمس ساعات”.
بدوره تقدم المريض ناصر بالشكر الجزيل للطاقم الطبي الذي عمل على انقاذ حياته وأسهم بالتخفيف من معاناته، لافتا إلى انه عاد ليمارس حياته بشكل عادي متمنيا السلامة لجميع المرضى.
.