انقطاع التيار الكهربائي يشكل معاناة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس والذي يعتبر ثاني أكبر مجمع طبي فهو بحاجة ماسة للكهرباء، وذلك لتشغيل الأجهزة الطبية لاحتياج المرضى خاصة أقسام العمليات والعناية المركزة وحضانة الأطفال هذه الأقسام التي يتعرض فيها المريض لخطر الموت كل لحظة حال انقطاع التيار الكهربائي.
وكانت وزارة الصحة قد وفرت عدد 2 مولد كهربائي لمجمع ناصر الطبي وهذا يحتاج إلى وقود كافي لتشغيل المولدين أثناء فترة انقطاع التيار الكهربائي عن المجمع بأكمله حيث يحتاج يوميا 1000 لتر من السولار وبفضل دعم جمعية قطر الخيرية لتزويد مستشفيات القطاع بما يلزم من الوقود لتشغيل المولدات، لأصبحت المعاناة حقيقية وأكبر.
ويعد قسم الكلية الصناعية والغسيل الكلوي في مجمع ناصر أحد أهم هذه الأقسام لمرضى يعيشون علي غسيل الدم وتنقيته من السموم بواسطة ( الكلية الصناعية) التي تعمل عن طريق الكهرباء، وهي عبارة عن جهاز خارج الجسم يوصل بالدورة الدموية للمريض ويمر فيه الدم لتقوم بدورها بتنظيف السموم من الدم، ولعمل توازن لأملاح الدم والمواد الذائبة في الماء ويعيدها إلى مستواها الطبيعي
يشار أن قسم الكلية الصناعية بمجمع ناصر الطبي يغطي محافظة خان يونس، حيث يخدم عدد كبير من مرضي الفشل الكلوي الذي يتجاوز عددهم 80 حالة مقسمة على مدار الأسبوع ، ثلاث جلسات أسبوعيا (يوم بعد يوم) لمدة 4 ساعات في الجلسة الواحدة، وكذلك يقدم خدماته لمرضى الفشل الكلوي المصابين بفيروس c بمحافظة رفح.
ففي هذه الأيام وفي ظل ما يعانيه مجمع ناصر الطبي من استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي لما يقارب 8 ساعات يومياً، فإن توقف الجهاز فجأة يحتاج إلى وحدة تخزين كهربائية ليواصل مهمته دون توقف، فإن توقفت تلك الدورة عن ضخ كمية من الدم وسحب الكمية الأخرى، فإن الدم سوف يتجلط في الأنابيب الخارجية، وعندها يتم التخلص من الفلاتر والأنابيب الخارجية وبذلك يكون المريض قد خسر من الدماء ما يكفي لإدخاله في دوامة لا تحمد عقباها.
المريضة سليمة الأغا تقول : " لقد أصبت بفشل كلوي منذ ما يقارب 10 سنوات ، واضطرني ذلك إلى إجراء عملية غسيل الكلى 3 مرات أسبوعياً.
ورغم قسوة المرض كنت أتعايش مع الواقع، إلا أن إغلاق معابر القطاع أدى إلى عدم سفري لزراعة كلية مما
أدى إلى تردي وضعي الصحي، وتدهوره إلى حد خطير، وهو ما جعلني أكثف جلسات الغسيل.
غير أن انقطاع التيار الكهربائي أثناء عملية الغسيل خلال هذه الفترة أصابتني بمشاكل كادت أن تودي بحياتي أكثر من مرة.
وفي فترة من الفترات،وأثناء قيامي بعملية غسيل الكلى، انقطع التيار الكهربائي فجأة، ما أدى إلى توقف جهاز الغسيل عن العمل. وقد أدى ذلك إلى تجلط دمي داخل الأنابيب الخاصة به، وتوقف الدم عن السريان إلى داخل جسدي، و شعرت على إثر ذلك بدوخة، وفقدت الوعي مدة من الوقت .
أما الممرض المناوب في قسم الكلية الصناعية بمجمع ناصر إسماعيل أبو السعود فيقول :
" أن مشكلة تجلط الدم لدى المرضى أثناء عملية الغسيل تحدث رغم وجود مولدات كهرباء احتياطية في المستشفى"، مضيفاً أنّ "التيار الكهربائي ينقطع لدقائق ما بين انقطاع التيار الكهربي الرئيسي، وبين إعادة تشغيله عن طريق المولدات الاحتياطية، هذه الدقائق القليلة كفيلة بتجلط دم المرضى خلال عملية الغسيل، وبالتالي يتعرض المرضى لمضاعفات صحية خطيرة على حياتهم".