بعد إجراء 10000 عملية قسطرة و تدشين جهاز القسطرة الثاني
الصحة: تقليص التحويل للخارج لحالات القسطرة القلبية في مستشفيات قطاع غزة
تقرير/نهى مسلم
يعتبر قسم القسطرة القلبية من الأقسام الحيوية و الهامة الذي تم افتتاحه بمستشفى غزة الأوروبي بتاريخ 18-11-2006 بالتعاون مع الحكومة البلجيكية وهو قسم القسطرة الأول التابع لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ويقوم بخدمة جميع سكان قطاع غزة والتي يقدر عددهم بحوالي 1.7 مليون نسمة.
تدشين جهاز قسطرة ثاني
و بما أن أمراض الشرايين التاجية من أكثر الأمراض المسببة للموت على مستوى العالم، وتشكل الجزء الأكبر من مجمل التحويلات التي يتم تحويلها إلى الخارج في فلسطين و قطاع غزة على وجه الخصوص فقد دشنت وزارة الصحة جهاز قسطرة القلب الجديد و الثانى على مستوى القطاع و الذي يعد إضافة حقيقية للمشاريع المتميزة في مستشفى غزة الأوروبي في مجال قسطرة القلب وعمليات جراحة القلب المفتوح لجميع الفئات العمرية، وقسطرة القلب العلاجية للأطفال والوحدة المتميزة لجراحة الأعصاب والأوعية الدموية ووحدة عمليات مناظير الجهاز الهضمي،حيث أن الخدمات المقدمة للمرضى في قطاع غزة خفضت نسبة التحويلات إلى الخارج لنسبة تصل إلى 40%.
وفى هذا الجانب،قال د.مفيد المخللاتى وزير الصحة بأن هذه الخدمة الجديدة – قسطرة القلب- تقلل من نسبة التحويلات للخارج في مجال علاج وتشخيص القلب، مضيفاً ” قاربنا إلى الوصول لمرحلة تعتمد بنسبة 100% على وحدات القلب التشخيصية والعلاجية، وفي مجال جراحة القلب المفتوح كنا نغطي ما نسبته 50% من احتياجات مرضى عمليات جراحة القلب المفتوح، وستزيد من هذه النسبة بعد أن استلم الجراح الفلسطيني من اسبانيا د. محمد نصار عمله في وحدة جراحة القلب المفتوح ،و الذي شأنه أن يوفر ويخفف من معاناة المواطنين في سفرهم إلى الخارج لإجراء عمليات جراحة القلب المفتوح ويقلل من نسبة التحويلات التي تكلف وزارة الصحة أموالاً طائل. مؤكدا على دور مجلس دول التعاون الخليجي والبنك الإسلامي للتنمية في دعم مشاريعهم لاعادة اعمار غزة ودعم منظمة الصحة العالمية.
من جانبه، ذكر د.محمد حبيب رئيس قسم القسطرة القلبية بأنه وبتاريخ 5/11/2008 تم إجراء أول عمليتي قسطرة علاجية عن طريق توسيع الشريان التاجى بالبالون و تركيب دعامة لمريضين كانا يعانيان من تضييق شديد فى الشرايين التاجية.
و أضاف:” فى 15/5/2009 تم زرع أول منظم لضربات القلب لمريض كان يعانى من نوبات اغماء متكررة نتيجة وجود خفقان في ضربات القلب ،لافتا إلى أن عمليات القسطرة التشخيصية والعلاجية وزرع منظم ضربات القلب أصبحت الان تجرى بشكل يومي وروتيني حيث سجلت عدد حالات القسطرة منذ افتتاحه حتى الآن ما يقارب 10000 حالة قسطرة تشخيصية وعلاجية وزرع منظم لضربات القلب.
أهداف القسطرة القلبية:
و أكد د. حبيب على أن قسم القسطرة ساهم في توفير عناء السفر والمعابر من خلال تقديم خدمة القسطرة التشخيصية والعلاجية للقلب والشرايين التاجية والطرفية،بالإضافة إلى إغلاق ملف العلاج بالخارج بالكامل بخصوص أمراض القلب وإجراء جميع العمليات التي تخص القلب محليا ،كذلك تدريب الطاقم المحلي من أطباء القلب والتمريض على إجراء القسطرة،فضلا عن إجراء الأبحاث العلمية لتكون مرجعية للمعلومات في فلسطين وعمل مؤتمرات علمية دورية في هذا المجال.
القسطرة العلاجية للشرايين التاجية و الطرفية:
و بين د.حبيب بأنه يتم إجراء عمليات القسطرة العلاجية للشرايين التاجية و الطرفية عن طريق إغلاق الثقوب بين حجرات القلب ،وتوسيع الصمامات بواسطة البالون،وعلاج تضخم القلب الانسدادي عن طريق حقون الكحل عالي التركيز،إلى جانب علاج التشوهات الخلقية بين الشرايين والأوردة ،وتوسع الشريان السباتي الذي يغذي المخ ،وفتح الشريان العضدي الذي يغذي اليد بعد انسداده بشكل كامل .
و أضاف:” يتم كذلك توسيع العديد من الشرايين التاجية التي تغدي القلب والساق والإقدام،وإعادة فتح الشريان التاجي بعد حدوث الجلطة القلبية مباشرة أو في حالات هبوط حاد في الدورة تمّ استئصالها من الساقين وزرعها للشرايين التاجية في عضلة القلب فضلا عن تصليح الشريان التاجي بعد حدوث تمزق شديد في جذع الشريان التاجي الأيسر،بالإضافة إلى تركيب منظم لضربات القلب وبرمجة العديد من أجهزة منظم ضربات القلب وأجهزة الصدمة لعشرات المرضى .
و تابع قائلا:” تتم من خلال القسطرة العلاجية إجراء علاج الأورام السرطانية عن طريق إغلاق الشرايين المغذية لتلك الأورام . وفي هذا تقليل لنسبة الموت والنزيف أثناء إجراء الجراحة،وتفريغ المياه من الغشاء التيموري للعديد من مرضى قطاع غزة بما في ذلك الأطفال .
عمليات نوعية:
و ذكر د.حبيب مجموعة من العمليات النوعية و المعقدة التي تم إجراؤها منذ افتتاح القسم أبرزها توسيع الصمام الأورطى والرئوي عن طريق القسطرة ،إغلاق الثقوب الخلقية بين حجرات القلب عن طريق القسطرة،كذلك علاج تضخم القلب الانسدادى عن طريق القسطرة ،وتوسيع جذع الشريان التاجي الأيسر،إلى جانب إجراء عملية إغلاق التشوهات الخلقية للشرايين الطرفية عن طريق القسطرة ،وتوسيع الشريان السباتى الذي يغذى المخ.(Carotid Angioplasty).
و أضاف:”تم إجراء عمليات أخرى فى هذا المجال مثل فتح الشريان العضدى الذي يغذى اليد بعد انسداده بشكل كامل((Brachial Angioplasty ،وتوسيع العديد من الشرايين التاجية التي تغذى القلب و الساق والأقدام.(Femoral, Iliac) ،وإعادة فتح الشريان التاجي بعد حدوث الجلطة القلبية مباشرة أو في حالات هبوط حاد في الدورة الدموية.(Primary PCI, PCI in Cardiogenic Shock ) ،كذلك توسيع الشريان التاجي بعد جراحة القلب المفتوح لترقيع الشرايين وذلك بعد انسداد الأوردة التي تم استئصالها من الساقين و زرعها للشرايين التاجية فى عضلة القلب(PCI for SVG).
و أشار د.حبيب إلى عملية تركيب أول منظم لضربات القلب (Permenant Cardiac Pacemaker) و برمجة العديد من أجهزة منظم ضربات القلب و أجهزة الصدمة ( (ICD لعشرات المرضى ،وعلاج الأورام السرطانية عن طريق إغلاق الشرايين المغذية لتلك الأورام. وفى هذا تقليل لنسبة الموت والنزيف أثناء إجراء الجراحة،حيث تم بنجاح علاج لورم نازف في الكلية والغدة الكظرية اليمنى وتعتبر هذه العملية الحالة رقم 3 على مستوى العالم.وقد تم قبول هذا البحث في مجلة علمية Current Oncology) aterial embolization for ruptured phyochromocytoma )،وتفريغ المياه من الغشاء التيمورى للعديد من مرضى قطاع غزة بما فى ذلك الأطفال (Pericardiocentesis).
و ونوه بأنه تم عمل العديد من الأبحاث العلمية و العمليات النوعية التي عرضت في مؤتمرات دولية و أصبحت مراجع و كتب علمية يستفيد منها الباحثين و الأطباء.
تجربة مريض
و من جانب أخر، تحدث الخمسينى م.أ عن تجربته قائلا:خضعت لعملية قسطرة تشخيصية شعرت خلالها بارتياح و التي كانت بدون بنج و قيموا لي المشكلة على الفور ،حيث السرعة فى الأداء و التشخيص ،الأمر الذى يدلل على كفاءة و خبرة الطاقم الطبي المعالج”
و قال:”كنت أشعر بنوبات اختناق و ضيق فى التنفس و الهث بمجرد المشي لمسافة قصيرة أو الصعود على الدرج،و اشعر بضيق في صدري و تنميل اليدين بين الفينة و الأخرى”
و أردف:” و بعد التشخيص الذي أظهر وجود مشاكل في الشرايين التاجية التي كانت تسبب لي هذه الأعراض ،و على أثرها تم تحويلي إلى قسم القلب المفتوح لإجراء العملية في م.الشفاء نظرا لخطورتها و الحمد لله تعافيت و أنا الآن بصحة جيدة و أمارس حياتي و عملي بنشاط و أفضل من السابق”
الجدير بالذكر، أن جهاز القسطرة الأول دخل إلى مستشفى غزة الأوروبي بتاريخ 18/11/ 2006 وأنقذ حياة 10000مريض بالقلب حتى الآن ،كما أنه من المتوقع استيراد جهاز قسطرة قلب ثالث سيعمل في مجمع الشفاء الطبي.
وحدة العلاقات العامة و الإعلام