الصحة: عجز كبير في الأدوية والمهمات الطبية وخدمات علاج السرطان شبه متوقفة

 

وزارة الصحة/ زينة محيسن

رغم المناشدات العاجلة والنداءات التي وجهتها وزارة الصحة لكافة الجهات المعنية لتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية التي تواجه عجزاً بنسبة 48%، استجابات محدودة تلقتها الوزارة ساعدت فقط في منع القطاع الصحي من الانهيار الكامل وتركزت على توفير أدوية الطوارئ نظراً لأحداث مسيرات العودة الكبرى، وبالرغم من ذلك لم تغطي تلك الاستجابات حاجة المستشفيات التي كانت ولازالت تعمل بأقل الإمكانيات في ظل الأعداد الضخمة من المصابين.

النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية ينذر بتوقف عدد من الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة في كافة مرافقها وفقاً لتصريحات مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة د. منير البرش الذي أكد أن 90% من الخدمات العلاجية لمرضى السرطان شبه متوقفة.

وأضاف د. البرش أن فقدان 42 صنفاً دوائياً من أدوية السرطان أي ما نسبته 65% من إجمالي الأدوية تسبب في تعطيل عدد كبير من البروتوكولات العلاجية لهذا المرض، مشيراً إلى أن صنف واحد من هذه الأدوية كفيل بإيقاف خدمة علاجية كاملة.

ونوّه د. البرش أن أزمة علاجات مرض السرطان اضطرت الوزارة إلى تحويل المرضى للعلاج بالخارج الأمر الذي يعرضهم لمتاعب عديدة تتمثل في تأخر سفرهم وربما منعهم من السفر وهو ما يعني انتشار المرض بشكل أكبر وتراجع فرص الشفاء والاستجابة للعلاج.

وحول الخدمات الأخرى المتأثرة، أشار د. البرش إلى أن خدمات الغسيل الكلوي تأثرت بالعجز الدوائي الذي بلغ 40% إضافة إلى 22% من العجز في المهمات الطبية، فيما تأثرت خدمات الرعاية الأولية بعجز دوائي في أدوية الأمراض المزمنة بما يزيد عن 61% وأدوية صحة الأم والطفل بنسبة 55% وعلاجات الصحة النفسية بنسبة 50%.

وحذر د. البرش من أن هذه النسب العالية من العجز تعكس تدهوراً خطيراً في الواقع الصحي وقد توجهت الوزارة بالعديد من المناشدات العاجلة لإنقاذ الخدمات الصحية من التدهور بشكل أكبر أو التوقف، داعياً المجتمع الدولي وكافة الجهات ذات العلاقة إلى تحمل مسؤولياتهم واحترام اتفاقيات جنيف الرابعة لحقوق الإنسان، كما دعا إلى إلزام الاحتلال الإسرائيلي بتحمل مسؤولياته تجاه المناطق المحتلة.