الصحة : نجاح علاج مريضين يعانيان من جلطة دماغية حادة واجراء القسطرة التداخلية لشرايين الدماغ في الساعات الثلاث الأولى لبدء الاعراض
وزارة الصحة/
ذكر رئيس قسم القسطرة القلبية بمجمع الشفاء الطبي د. محمد حبيب أن عدد حالات السكتة الدماغية في قطاع غزة تقدر بحوالي(2000) حالة سنويا، منهم (300) حالة نتيجة نزيف في انسجة الدماغ و(1700) حالة عبارة عن انسداد في شرايين الدماغ نتيجة وجود تخثر في أحد هذه الشرايين.
وأوضح بأنه يتوفى سنويا من (500 -600) شخص في قطاع غزة نتيجة السكتة الدماغية، لافتا أنه (كل 5 ساعات يصاب شخص في قطاع غزة بالسكتة الدماغية وكل 18 ساعة يفقد شخص حياته نتيجة السكتة الدماغية)، وتعتبر السكتة الدماغية السبب الثالث للوفاة في فلسطين بعد امراض الشرايين التاجية والاورام.
وأشار د. حبيب ان منشط البلازمينوجين النسيجي (TPA) أو ما يعرف باسم دواء ألتيبلاز (Alteplase) المضاد للتخثر هو علاج يشارك في عملية تحليل وتفتيت جلطات الدم التي تسد الشرايين، ويستخدم هذا العلاج في علاج السكتة الدماغية الناجمة عن جلطة دموية أو انسداد الأوعية الدموية، على أنه يُعْطى الدواء في غضون 4.5 ساعة من بدء الحَدَث وظهور الأعراض بعد التأكد من عدم وجود نزيف في الدماغ بواسطة فحص التصوير المقطعي المحوسب. (CT).
وقال أن فعالية العلاج حوالي 30% فقط، وتشير الدراسات العلمية الحديثة الى ان اجراء القسطرة التداخلية مباشرة بعد إعطاء هذا العلاج عن طريق الوريد في غضون فترة لا تزيد عن ستة ساعات من بدء ظهور الاعراض تزيد من احتمالية فتح الشريان الدماغي بنسبة تصل الى 70%، وبالتالي فان الطريقة الانجح والتي توصى بها الجمعيات العالمية للسكتة الدماغية هي إعطاء هذا العلاج في فترة لا تتعدى 4.5 ساعة ومن ثم اجراء القسطرة التداخلية بشكل عاجل في غضون فترة لا تتعدى 6 ساعات من بداية الاعراض.
وأضاف د. حبيب “بحمد الله عز وجل تم إعطاء هذا العلاج لمريضين يعانون من جلطة دماغية حادة واجراء القسطرة التداخلية لشرايين الدماغ في الساعات الثلاث الأولى لبدء الاعراض، الامر الذي أدى الى تحسن ملحوظ في اعراض المرضى داخل قسم القسطرة، ويذكر ان هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها إعطاء هذا العقار واجراء قسطرة تداخلية عاجلة في الساعات الأولى لبدء الاعراض في قطاع غزة”.
واستطرد أنه من المتوقع ان يصبح اجراء هذه الحالات بمثابة روتين في مجمع الشفاء الطبي في الفترة المقبلة، لافتا أن اجراء هذه الحالات يحتاج الى جهود مضاعفة من قبل الطاقم الطبي في اقسام طوارئ الباطنة، والى جهد متناسق بين أطباء المخ والاعصاب والاشعة المقطعية والقسطرة التداخلية لسرعة تشخيص وعلاج هذه الحالات في الوقت المناسب.
ونوه د. حبيب أنه للوصول الى هذه المرحلة تم اجراء العديد من المحاضرات وورشات العمل بالخصوص، والتوافق على بروتوكول عمل يسهل اجراء هذه الخدمة في مجمع الشفاء الطبي.
ووجّه د. حبيب شكره الى جميع أطباء الباطنة والقلب والمخ والاعصاب والاشعة وعلى رأسهم مدير مستشفى الباطنة والمدير الطبي ومدير عام المجمع الذين ساهموا في انجاز هذا العمل النوعي، والى وزارة الصحة وعلى رأسهم د.يوسف أبو الريش وكيل الوزارة الذي كان يتابع سير عمل ورشات العمل والمحاضرات وتوفير الادوية وعمل على تذليل جميع العقبات الى الوصول الى بروتوكول عمل يضمن علاج هذه الحالات بطريقة سلسة.