الصحة/ إبراهيم شقوره

لم تكد الكلمات أن تعبر عما يشعر به والد الطفلة فرات أحمد عقب اجراءاها لعملية معقدة في قدمها على يد الوفد الطبي الإسباني والذي استجلبته وزارة الصحة بالشراكة مع جمعية اغاثة أطفال فلسطين بمستشفى غزة الأوروبي للمشاركة في اجراء العلميات المعقدة للعظام للأطفال.

يقول والد الطفلة جلال أحمد خلال لقاءه معنا بمستشفى غزة الأوروبي اليوم الأحد، إن ابنته ولدت وهي تعاني من تشوه في عظام قدميها ونظرا لصعوبة حالتها رفضت الكثير من المشافي في الخارج اجراء العملية، وفي حالات قبول الحالة كانت العائلة تواجه العقبات في السفر خارج قطاع غزة بسبب الحصار المفروض على غزة منذ اكثر من 13 عاماً.

الطفلة فرات والتي عبر والدها عن شكره لجميع من أسهم في اجراء عمليتها بدءً من وزارة الصحة والتي أحضرت الوفد ومروراً بالوفد الاسباني والطواقم الطبية المحلية التي شاركت في اجراء العملية، ستبقى حالتها قيد المتابعة من الطواقم المحلية بالمستشفى إلى حين تمام شفاءها.

رئيس الوفد الطبي الإسباني د. خوسيه أنطونيو، قال خلال حديثنا معه إن حالة الطفلة فرات تأتي ضمن أكثر من 13 عملية أجراها الوفد يعاني معظمهم من خلع في عظام الفخذ و القدم، إلى جانب حالات الاصابات بالرصاص والتي يندر مواجهتها كفريق طبي في مستشفيات الاتحاد الأوروبي.

ويشيد د. خوسيه إلى الأداء الرائع الذي تتمتع به الطواقم الطبية المحلية، مشيراً إلى أن الوفد أتى للمساعدة في انجاز العمليات المعقدة، محضراً العديد من المهام الطبية والتي يفتقدها القطاع الصحي بغزة واللازمة لإجراء مثل هذه العمليات.

وكان الفريق الطبي بقيادة د. خوسيه أنطونيو قد قدم الفحوصات الطبية والاستشارات ل60 طفلا ممن يعانون من مشاكل خلقية وإصابات بالعظام في اليوم الأول من بعثتهم التطوعية.

ويرافق د. أنطونيو، جراحة العظام د. روزا جراوس وأطباء التخدير د. خوسيه أغودو و د. سلمى أبو بكرة، جميعهم جاءوا من إسبانيا في بعثتهم التطوعية الأولى لمساعدة أطفال قطاع غزة وتحسين حياتهم.

وتسعى وزارة الصحة عبر سياستها في استجلاب الوفود الطبية المتخصصة وعالية المستوى إلى تخفيف عبء الحصار المفروض على قطاع غزة على المرضى والذين يصعب عليهم تحمل تكاليف ومشقة العلاج في الخارج والاغلاق المستمر للمعابر والذي أسهم في حرمان المرضى من حقهم الانساني في العلاج وأودى بحياة الكثيرين.