المسنة “زهر” كفيفة لم تر جسدها النحيل الذي نهشه السرطان لكنها لم تكف عن أناتها وأوجاعها جراء نقص الدواء
الصحة/نهى مسلم
كباقي مريضات السرطان اللواتي يعانين مضاعفات المرض جراء عدم توفر الدواء بانتظام، المسنة “زهر” كفيفة البصر لكنها لم تكف عن أناتها وهي على سرير الرعاية الصحية في مستشفى الصداقة التركي، حيث تعاني يوميا جراء جرعات الوجع والألم الذي تشعر به مع كل لقيمة طعام تبتلعها حتى تصل الى جهازها الهضمي الذي حل به المرض.
معاناة يومية لهذه المسنة جراء اصابتها بسرطان الكبد اضافة الى معاناة عدم الابصار، فهي فقط تتمكن التعبير عن وجعها بأنات تكاد خفية تظهر على تجاعيد وجهها التي خلفها تقدم العمر ومعاناة الورم السرطاني الذي تغول في جسدها جراء شح علاجها الذي قد ينقذ بعض من عداد حياتها.
المسنة “زهر” تتمنى أن ينتهي مسلسل عذاباتها وأناتها بتلقيها علاجاتها كاملة دون نقصان، تتمنى أن تشعر بلذة الطعام الذي يدخل لفمها والتي قد تكون لقيماتها الأخيرة إذا استمر نقص الدواء فهي بأمس الحاجة له لاستمرار ما تبقى من العمر بين أبنائها وأحفادها.
ويعاني المرضى في قطاع غزة، خاصةً المصابون بأمراض السرطان والدم، من صعوبات كبيرة في الحصول على الأدوية والعلاجات خاصة أدوية السرطان.
وفي حالة “زهر” المسنة الكفيفة، فإن سرطان الكبد هو أحد الأمراض الخطيرة التي تحتاج إلى علاج سريع وفعال، ولكن بسبب الحصار الإسرائيلي، لا يتوفر لها الدواء اللازم لعلاجها، مما يعرض حياتها للخطر، وهذا الوضع يعكس حجم المعاناة التي يعانيها المرضى في غزة، والتحديات التي يوجهونها في البحث عن العلاج الى جانب معاناة السفر وتأخير التحويل للخارج كذلك عدم توفر العلاج الإشعاعي في قطاع غزة.
يجب أن يكون الحق في الرعاية الصحية متاحاً لجميع المرضى في قطاع غزة التي تعاني ويلات الحصار على مدار 17 عاما، بغض النظر عن الأوضاع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التي يواجهونها، ويجب على الدول والجهات المعنية العمل بشكل جاد لتحسين الوضع الصحي في قطاع غزة، وضمان توفير الرعاية الصحية اللازمة والأدوية لمرضى السرطان.