حافظنا على استمرارية تقديم الخدمة الصحية رغم الحصار

الوزير المخللاتي : الحكومة الفلسطينية أسست وزارات وطنية قوية ومتماسكة ومنتجة

حاوره : نور الدين عاشور

أعرب معالي وزير الصحة د. مفيد المخللاتي عن فخره واعتزازه بقوة وتماسك وتطور وزارة الصحة كغيرها من الوزارات في الحكومة الفلسطينية , وكونها الوزارة الخدماتية الاولىبعد مسيرة من العمل استمرت لثمانية اعوام مرت خلالها بالعديد من التحديات وتمكنها من تحقيق الانجازات النوعية على مختلف الاصعدة الصحية.

وقال د. المخللاتي في حوار خاص ان وزارته تمكنت من نقل العمل الصحي الفلسطيني الى مراحل متقدمة من النهضة والتطوير والبناء والذي نراه جليا في نوعية الخدمة المقدمة للمواطن الفلسطيني، والكشف عن ابداعات كوادرنا الطبية التي استطاعت أن تضع مختلف الخدمات الصحية في اتجاهها الصحيح , متحدية بذلك كافة المعيقات التي فرضها الحصار الجائر، والذي اشتد وطأته منذ ما يقارب العام من تشديد لإغلاق المعابر وتوقف 30% من واردات الادوية عبر معبر رفح ،وتوقف الواردات من مواد البناء ما أثر سلبا على استكمال مشاريع صحية نوعية، معتبرا استمرارية تقديم الخدمات الصحية وتطويرها رغم الظروف الصعبة، هو انجاز حقيقي للوزارة حيث أننا ام نضطر الى ايقاف أيا من خدماتها الحيوية بل كانت كافة المستشفيات ومراكز الرعاية الاولية بأقسامها وخدماتها تعمل بكفاءة وفعالية، بفضل من الله عز وجل ثم بجهد الحكومة الفلسطينية وكوادر وزارة الصحة.

أولويات ثلاثة

وتحدث الوزير المخللاتي ان وزارته عملت طيلة واحد وعشرون شهرا التي مضت ضمن أولويات ثلاثة , وفقا لاحتياجات تطوير الخدمة من خلال دراسة الواقع حيث حققت الوزارة تطورات نوعية على صعيد خدمات الولادة كما ونوعا وتحقيق مؤشرات تبين نجاح الخطط التطويرية والجهود التي دفعت في هذا الاتجاه , أيضا عملت الوزارة على تدعيم الارصدة الدوائية والمستهلكات الطبية خاصة في ظل الازمات المتعاقبة في هذا الملف جراء الحصار , حيث استطاعت الوزارة في ايجاد ارصدة كافية من مختلف الاصناف الاساسية , الا أن الوضع الحالي من اغلاق للمعابر وخاصة معبر رفح أثر سلبا على استكمال ما هو مخطط له في تدعيم الارصده الدوائية , كذلك عمدت وزارة الصحة الى تطوير وتاهيل كافة اقسام الاستقبال والطوارئ بالمستشفيات وتاهيل الكوادر العاملة وتدريبهم وفق أرقى بروتوكولات الطوارئ حيث كان نظام الفرز الذي يسهل على الطواقم التعامل مع الحالات وفق درجات معينة , مؤكدا ان وزارته استطاعت ان تمضي بشكل متوازي في تلك الملفات الثلاثة بالشكل الذي يحافظ على استمرارية وجودة الخدمات الصحية .

مؤشرات نوعية

واشار د. المخللاتي الى ان وزارته نجحت في تحقيق تقدم في مجالات الصحة العامة , وهذا ما بينته المؤشرات الصحية من جهود للمحافظة على النظام الصحي , حيث انخفض معدل وفيات الأمهات من 36 حالة الى 19 حالة وفاة لكل 100.000 , واعتبار فلسطين خالية من شلل الاطفال وتعزيز برامج التوعية بصحة الام والطفل وتنفيذ برامج التطعيمات ضد شلل الأطفال والحمى الشوكية  وغيرها , كما وارتفع عدد المستشفيات من 10 مستشفيات حكومية في العام 2005 الى 13 مستشفى في العام 2013 , ما يعني زيادة عدد الاسرة من 1499 سرير العام 2005 الى 2037 سرير في العام 2013 , كما وبلغ عدد مراكز الرعاية الأولية 54 مركزا صحيا , كما وزاد عدد الاسر الحاصلة على التامين الصحي من 164 الف اسرة الى 197 الف اسرة , حيث بلغت قيمة الاعفاءات من التامين الصحي على مدار 7 سنوات ما يقارب 600 مليون شيكل , كما وشهدت المستشفيات زيادة في عدد غرف العمليات الى 46 غرفة يضاف اليها 6 غرف عمليات في مبنى الجراحات التخصصية بمجمع الشفاء الطبي .

كسر للحصار

واضاف د. المخللاتيأن وزارة الصحة تمكنت من احداث اختراق وكسر للحصار المفروض منذ العام 2006 , حيث كانت الجهود التي فتحت قنوات للتواصل مع عديد الجهات المانحة وتسويق جملة من المشاريع الصحية وتذليل العقبات امام تنفيذها بما ينعكس على تطوير وجودة الخدمات الصحية في قطاع غزة , مشيرا الى قيمة ما نفذ من مشاريع العام 2009 بلغ 30 مليون دولار وفي العام 2010 بلغ 807 مليون دولار وفي الاعوام الثلاثة المنصرمة بلغت 52 مليون دولار , وان هناك جهود تبذل لتسويق مشاريع تصل قيمتها الى 260 مليون دولار تمت الموافقة على عدد منها , كما واوضح بعض المشاريع المنجزة والاخرى التي شارفت على الانتهاء منها المستشفى الاندونيسي ومستشفى الاطفال والولادة بدير البلح ومستشفى الياسين بمجمع ناصر الطبي والموافقة على انشاء خمسة مراكز رعاية أولية , اضافة الى تدشين مبنى الجراحات التخصصية بمجمع الشفاء الطبي والذي يضم جملة من الخدمات النوعية بتكلفة 10.3 مليون دولار وبطاقة 148 سرير حيث بدأ العمل في قسم القسطرة القلبية والعلاجية , كما واحدثت الوزارة توسعات نوعية في خدمات الولادة كأولوية لعمل الوزارة في العامين الماضيين حيث دشنت الوزارة مستشفى الحرازين للولادة بعدد 19 سرير كما واضافت طابقين في مستشفى الولادة بمجمع الشفاء الطبي وزيادة عدد اكشاك الولادة لتصبح 6 غرف مجهزة , وتطبيق بروتوكولات تضمن سلامة وصحة الام والطفل من خلال برنامج الولادة الآمنة , وتحدث معاليه عن المشاريع التطويرية التي احدثت تقدما في مجال تقديم الخدمات الصحية مثل مستشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي الذي يضم تخصصات نوعية في طب الاطفال ومستشفى بيت حانون , ومستشفى الهلال الاماراتي كما وتم وضع حجر الأساس لمستشفى ربيع العمر لمرضى كبار السن , ووضع حجر الأساس للمستشفى المغربي والمستشفى الماليزي للأطفال , كما وتم البدء بإنشاء مستشفى الشيخ حمد للأطراف الصناعية والتأهيل ضمن المنحة القطرية لإعمار غزة , كما واشتملت المشاريع على اعادة تأهيل وترميم اقسام الاستقبال والطوارئ في المستشفيات , والبدء بوضع مخططات لمستشفى الباطنة بمجمع الشفاء الطبي , وتنفيذ 200 مشروع متمثلة في الترميم والتأهيل والتجهيز والصيانة وقطع الغيار والادوية والمستهلكات الطبية والتعليم والتدريب والاجهزة الطبية .

خدمات نوعية جديدة

وتحدث د. المخللاتي عن جملة من الخدمات النوعية الجديدة والتي شكلت تتويجا لمسيرة عمل طويلة حيث قطعت وزارة الصحة خطوات نوعية نحو انشاء مركز زراعة الكلى في غزة ليكون شمعة أمل لنحو 500 مريض بالفشل الكلوي , وان تلك الخطوات تمثلت في نجاح 12 عملية زراعة كلى باشراف د. عبد القادر حماد رئيس مركز زراعة الاعضاء في مستشفى جامعة ليفربول ببريطانيا , وانتهاء طاقم محلي من برنامج تدريبي متطور في هذا المجال , حيث اعتبر هذا الانجاز البصمة النوعية في سجلات الانجاز الصحي , كما وتمكنت الوزارة من اغلاق ملفات التحويل للعلاج بالخارج في العديد من التخصصات أبرزها عمليات القلب المفتوح والذي دشن العمل به العام 2010 حيث تم اجراء 800 عملية , وبدء العمل العام المنصرم بمركز جراحة القلب الثاني في مستشفى غزة الاوروبي لتصل نسبة التغطية الى اكثر من 75 % , اضافة الى أقسام القسطرة القلبية في مستشفى غزة الاوروبي وفي مبنى الجراحات التخصصية بمجمع الشفاء الطبي , كما وتمكنت الوزارة من تدشين العديد من الخدمات والجراحات النوعية في المخ والأعصاب والعظام والمفاصل والعيون مثل عمليات الشبكية وازالة السائل الزجاجي , ونجاح عمليتي زراعة قرنية والتي تعتبر من العمليات النوعية والمميزة اضافة عمليات المسالك البولية والمناظير وعمليات القلب المفتوح للأطفال بإشراف طاقم طبي من عدة جنسيات , وعمليات التجميل والجراحات العامة والعمود الفقري والاوعية الدموية .

التعليم والتدريب الصحي

واضح د. المخللاتي أن وزارة الصحة نجحت في فتح آفاق نوعية من التعليم والتدريب الصحي لتكون السنوات الماضية بداية حقيقية لثورة التعليم الصحي وما شهدته من برامج تدريبية ودبلومات متخصصة في التخدير والاشعة والصيدلة والصحة النفسية والجودة ومكافحة العدوى بالتعاون مع معهد معتمد في اتحاد الاطباء العرب بالقاهرة عبر تقنيات الفيديو كونفرنس ,وتطبيق برنامج الامتياز لعدة تخصصات مثل الطب البشري وطب الاسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي , والاستفادة من خبرات الوفود الطبية التي توالت في زيارة قطاع غزة ,وابتعاث لكوادرنا الطبية في العديد من الدول العربية والاسلامية والبالغ عددهم 170 مبتعث للحصول على الدراسات العليا وعلى شهادات البورد , حيث تم تفعيل عمل المجلس الطبي الفلسطيني حيث بلغ عدد الملتحقين ببرامجه المختلفة 167 طبيب مشيرا الى موافقة المجلس العربي للاختصاصات الصحية باعتماد التدريب في مستشفى غزة الأوروبي ومجمع الشفاء الطبي تحت مظلة المجلس العربي للاختصاصات الصحية , معتبرا هذا الانجاز قفزة عالمية في مختلف التخصصات الطبية مايمكن أطباؤنا من التعلم في كافة أنحاء العالم, فضلا على التعاون الكبير مع كليات الطب والمعاهد الصحية في اطار تطوير وبناء كوادر طبية قادرة على تحمل استحقاقات المستقبل من تطوير لمجمل المنظومة الصحية الوطنية .

العدوان على غزة

كما وتطرق الوزير المخللاتي الى لوحة الصمود التي رسمتها كوادرنا الطبية والفنية والادارية خلال معركة الفرقان ومعركة حجارة السجيل , وما مثلته هاتين الحربين من تحديا حقيقيا لوزارة الصحة فالحرب الأولى جاء وقع ضرباتها الاولى بعد ثلاث سنوات من حصار خانق أنهك الأرصدة الدوائية والمستهلكات الطبية في وزارة الصحة فضلا عن الازمات الاخرى التي فرضها الحصار والاغلاق , الا ان وزارة الصحة أعادت ترتيب اوراقها وصمدت في وجه هذا التحدي , اضافة الى الصورة المشرفة التي كانت بها الوزارة خلال معركة حجارة السجيل من تلاحم لكافة اركان الوزارة والعمل في اطار اللجنة العليا للطوارئ التي قرأت المشهد التصعيدي الذي سبق العدوان أواخر العام 2012 , حيث كانت كافة الطواقم الطبية والامكانيات موزعة وفق خطط ولجان مشرفة في كافة المناطق , مؤكدا ان وزارته تمكنت من كسر شوكة التحديات وان تشارك أبناء شعبها المرابط الصابر لوحة الانتصار والصمود .

الحوسبة الالكترونية

وأشار د. المخللاتي الى ما حققته الوزارة من النزاهة والشفافية في اطار الضبط الاداري والمالي من خلال تطوير العديد من الانظمة مثل نظام شئون الموظفين الموحد ونظام التامين الصحي ونظام الارشيف المركزي ونظام الادوية خارج القائمة الأساسية والنظام المالي الحكومي الموحد ونظام المخازن ونظام المركبات ونظام الاجازة والتراخيص ونظام الرعاية الاولية ونظام الأرشيف ونظام البريد المركزي ونظام تسجيل المواليد وتسجيل الوفيات اضافة الى حوسبة انظمة المستشفيات والتي حققت نقلة مميزة في تسهيل معاملات خدمات المرضى . 

 

 

العلاقة مع المواطن

ونوه د. المخللاتي , الى ان وزارة الصحة أولت العلاقه مع المواطن أولوية كبرى كون الانسان الفلسطيني هو محور عملنا وان ثقة المواطن بخدماتنا الصحية تعززت بشكل مميز , مشيرا الى ان ما يحدث من اخطاء طبية يقل بكثير عن النسب في الدول المجاورة , مؤكدا ان الممارسة الطبية لابد ان ترافقه نسب من الاخطاء  , منوها الى دور مؤسسات المجتمع المدني والحكومي الى ضرورة التعاون والانخراط في حملات وبرامج تستهدف تعزيز ثقة المواطن بالخدمات الصحية , كالحملات التي نفذتها الوزارة في هذا الصدد خلال الفترة الماضية .

الضبط الاداري والمالي

كما وأشاد د. المخللاتي بما أنجز في مجال الضبط الاداري والمالي في وزارة الصحة من خلال حوسبة الشئون المالية والادارية وتنفيذ جرد سنوي للاصول من خلال 31 لجنة جرد فرعية , وحوسبة نظام توقيع الموظفين , وعمل وصف وظيفي لجميع مسميات العاملين بالوزارة والبالغ عددهم 700 مسمى وظيفي , واستكمال هيكلية الوزارة وارشفة الملفات وحوسبتها وتوزيع الكادر البشري وفق معايير مهنية , وشراء خدمات في اطار التطوير كخدمات التغذية ونظافة المستشفيات ومراكز الرعاية الاولية وخدمة التوليد وغيرها من الخدمات .

اللجان الوطنية

وتحدث عن حرص الوزارة الى اشراك كافة مقدمي الخدمات الصحية في صنع القرار الصحي لذلك كانت العديد من اللجان الوطنية التي عززت التعاون وشكلت مظلة وطنية للعمل المشترك من أبرزها اللجنة الوطنية للخطة الصحية الاستراتيجية التي أنجزت الخطة الصحية الاستراتيجية 2014- 2018 , والتي اشرف على اعدادها 200 متخصص من الكوادر الوطنية على مدار 18 شهرا بهدف تعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة لتلبية احتياجات ومتطلبات وتوقعات المستفيدين، وتعظيم الجاهزية والتأهيل للطوارئ وخدمات العناية الحرجة على مستوى المجتمع المحلي والعناية قبل الوصول للمستشفى ، والعناية داخل المستشفى ،وتأمين توفير طواقم صحية كافية وفعالة ،بالإضافة لتدشين الأنظمة الإدارية والمالية المتطورة الناجعة والفعالة, إضافة الى لجان اخرى كاللجنة الفنية الدوائية واللجنة الوطنية للمعلومات الصحية واللجنة الوطنية للصحة النفسية واللجنة الوطنية لمكافحة التبغ .

رسالة عطاء

واختتم وزير الصحة د. مفيد المخللاتي حديثه بتوجيه رسالة الى كافة كوادر وزارة الصحة الى مواصلة مسيرة العطاء والبناء في ظل اجواء الوحدة الوطنية والتي تبشر بمستقبل واعد لأبناء الوطن , خاصة في القطاع الصحي  وان يواصل الجميع البناء على ما تم تأسيسه من قواعد صلبة ومتينه في العمل , مستشهدا بقول الشيخ راشد الغنوشي عندما قال ( تركنا الحكومة لنكسب الوطن ) ونحن نقول نترك الحكومة في سبيل رفعة وحرية وطننا فلسطين .