في إطار حرصه على تعزيز العلاقات مع كافة مؤسسات المجتمع المدني، قام معالي وزير الصحة د. باسم نعيم برفقة وفد رفيع المستوى من الوزارة ضم د. يوسف المدلل مدير عام ديوان الوزارة، د. ناصر أبو شعبان مدير عام تنمية القوى البشرية، د. محمد الكاشف مدير عام المستشفيات ود. عايش سمور مدير عام الصحة النفسية بالوزارة وآخرين بزيارة الجامعة الإسلامية، حيث كان في استقبالهم د. محمد شبات نائب رئيس الجامعة، د. اشرف الجدي عميد كلية التمريض، د. عليان الحولي عميد كلية التربية، د. يوسف الجيش رئيس المجلس الأكاديمي لبرنامج الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية ود. عاطف الآغا رئيس قسم علم النفس.
وتأتي الزيارة في إطار اطلاعه على وضع برنامج الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية الذي بدأ العمل فيه بالجامعة عقب توقيع اتفاق مسبق ما بين وزارة الصحة والجامعة الإسلامية ومنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى الالتقاء بطلبة الماجستير والاستماع منهم إلى آرائهم وملاحظاتهم حول هذا البرنامج.
واستهلّ الوزير نعيم والوفد المرافق الزيارة بعقد لقاء مع مشرفي برنامج الماجستير في مكتب رئيس الجامعة بحضور أ. محمود ظاهر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة والسيد ضياء صايمة مسئول برامج الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية، مشيدا بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه الجامعة الإسلامية في المجال التعليمي خاصة في التخصصات التي لها علاقة بالمجال الصحي وفي مقدمتها برنامج الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية.
وأكد الوزير نعيم حرص وزارته على تعزيز علاقاتها مع كافة الجامعات والكليات الفلسطينية بما فيها الجامعة الإسلامية التي تعتبر رائدة ومتميزة في مجال التعليم بعد إدخالها تخصصات كانت تفتقدها المؤسسات التعليمية في فلسطين، مشيرا أنّ ذلك الأمر يسهم في خدمة النظام الصحي الفلسطيني ويساند الوزارة في خطتها الرامية لنهضة الكوادر الطبية والفنية والتمريضية والإدارية، مشيراً أن وزارة الصحة بصدد التخطيط لإنشاء مركز قومي للأبحاث خلال المرحلة المقبلة وإنّ الجميع مدعو للمشاركة فيه بفاعلية.
وقال الوزير نعيم” إن وزارة الصحة رغم انشغالها في تطوير العديد من الجراحات كالقلب والعظام والعيون وغيرها من التخصصات الطبية إلا أنها لم تغفل مع ذلك عن اهتمامها في الارتقاء بالكوادر البشرية العاملة في مجال الصحة النفسية لإدراكها أهمية هذا المجال الذي كان مهمشا في السابق، منوها أن الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا جراء العدوان والحصار واهتمام العديد من الدول المتقدمة بالمجال الصحي هو الذي شجعها على الإسراع في هذا الملف الهام، مثنيا على دور كلا من منظمة الصحة العالمية والجامعة الإسلامية في معاونة الوزارة في هذا الجانب الهام.
وأعرب الوزير نعيم عن فخره واعتزازه بهذا البرنامج والمستوى المتميز الذي طرأ من خلال أداء المدرسين وتفاعل الطلبة مؤكدا أن هذا البرنامج سيتبعه برامج عديدة خلال المرحلة المقبلة ليشكل إضافة نوعية في العلاج النفسي بفلسطين، داعيا منظمة الصحة إلى مزيد من التعاون بما يضمن مواكبة التطور الحاصل في العديد من الدول التي تدعمهم منظمة الصحة العالمية، منوها وجود كفاءات فلسطينية لها باع طويل في هذا المجال ستسهل من مهمة الوزارة.
وعقد الوزير نعيم في قاعة المؤتمرات بالجامعة لقاء تواصلي مع طلبة برنامج ماجستير الصحة النفسية المجتمعية أكد لهم من خلالها عن نجاح الوزارة في إعادة الاعتبار إلى ملف الصحة النفسية من خلال تحويل دائرة الصحة النفسية إلى إدارة عامة تضم ثلاث دوائر، وعقدها دورات تدريبية وورش عمل واستضافة متخصصين وخبراء في هذا المجال.
وبيّن الوزير نعيم للطلبة أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية وان العديد من دول العالم تركز على هذا الموضوع وتضعها في الحسبان، مشيرا أن الوزارة وضعت خطط وبرامج على مدى أكثر من أربعة أعوام لتطوير العمل في هذا المجال، وإنها بصدد الاستفادة من تجارب الآخرين بما يسهم في الإسراع في الارتقاء أكثر بمجال الصحة النفسية.
بدوره أشاد د. محمد شبات رئيس الجامعة الإسلامية بزيارة الوزير والوفد المرافق والممثلين عن منظمة الصحة العالمية، مثمنا دور كلا من وزارة الصحة والمنظمة في دعم برنامج الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية، داعيا إلى الاستمرار في هذا الدعم بما يضمن الارتقاء بمستوى الطلبة وأثره الايجابي في المستقبل على وضع الصحة النفسية في فلسطين.
من ناحيته تحدث د. عليان الحولي عميد كلية التربية حول دور الجامعة في دعم الصحة النفسية منذ 1996 بالتوافق مع منظمة الصحة العالمية والذي بدأ حينذاك بفرق طبية من خارج فلسطين، مشيرا أن التطور قد بدأ في عهد معالي الوزير د. باسم نعيم من خلال تشجعيه إدارة الجامعة على افتتاح برنامج الماجستير في الصحة النفسية ومن خلال دعم منظمة الصحة العالمية، معربا عن شكره لكل من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية في دعم البرنامج.
من جانبه اعتبر د. اشرف الجدي عميد كلية التمريض برنامج الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية الذي يدرس في الجامعة الإسلامية هو الأول من نوعه على مستوى القطاع متزامنا مع برنامج لا مثيل له في جامعة النجاح الوطنية بالضفة الغربية، مؤكدا أن هذا البرنامج يعد النواة في تخريج كوكبة من الطلبة سيقع على عاتقهم تطوير الصحة النفسية المجتمعية.
بدوره قال د. يوسف الجيش رئيس المجلس الأكاديمي لبرنامج الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية ” إن البرنامج واجه في البداية صعوبات جمّة جراء الحصار تمّّ تجاوزه بفضل تعاون وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وتخريج 21 طالب وطالبة، وانه جاري العمل على تطوير العمل أكثر، مضيفاً ” أن طاقم التدريس يضم خمسة أعضاء، اثنين من وزارة الصحة واثنين من الجامعة وآخر من منظمة الصحة العالمية وأن البرنامج موزع على ثلاث فصول وبمعدل 39 ساعة تدريبية، مبينا أن العمل يسير بنظام ووفق ما هو مخطط له لتحقيق أهدافه المرجوة.