في إطار استقباله لكافة الوفود القادمة لكسر الحصار، استقبل معالي وزير الصحة د. باسم نعيم في منزله وفدا جزائريا محملاً بالمساعدات الطبية برئاسة العالم الجليل عمار الطالبي نائب رئيس جمعية العلماء الجزائرية، وذلك بحضور د. أحمد يوسف وكيل وزارة الخارجية وعدد من المسؤولين في وزارة الصحة ضم د. د. مدحت عباس مدير عام التعاون الدولي ود. مدحت محيسن مدير عام الرقابة الداخلية.
بدوره رحب الوزير نعيم بالوفد الزائر، مشيدا بالدعم الذي تقدمه الجزائر حكومة وشعبا لأبناء شعبنا في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية، مؤكدا أنها تعزز من صمود أهلنا في قطاع غزة في وجه الحصار والعدوان، وسلمه قائمة بالاحتياجات الضرورية والأساسية لوزارة الصحة، داعيا كافة الجهات المانحة إلى التنسيق والتعاون مع الوزارة على غرار ما فعلته جمعية العلماء الجزائرية، مثمنا جهود كل من دعم أبناء شعبنا، ومعربا عن أمله في أن تسهم هذه الزيارات التضامنية في رفع الحصار عن غزة وإنهاء معاناة أكثر من مليون و800 ألف مواطن غزة.
وأشار الوزير نعيم أن شعبنا استفاد كثيرا من العبر والدروس التي استخلصتها الثورة الجزائرية في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي، مؤكدا حرص الحكومة الفلسطينية برئاسة الأستاذ اسماعيل هنية على تعزيز وتطوير علاقاتها مع أبناء أمتنا العربية والإسلامية وفي مقدمتها دولة الجزائر الشقيقة.
واستعرض الوزير نعيم الصعوبات التي تواجهها وزارة الصحة نتيجة الحصار وفي مقدمتها صعوبة إيصال الأدوية والمساعدات الطبية بالإضافة إلى عدم توافر النفقات التشغيلية التي تحتاجها الوزارة سنويا والتي تقدر بنحو 20 مليون دولار، مبيناً أنّه يتم توفيرها عبر التوجه إلى المؤسسات والجمعيات والهيئات الخيرية عوضاً عن الدول المانحة.
وبيّن الوزير نعيم أنّ وزارته تمكنت من تجاوز كل هذه العقبات التي مرت بها جراء الحصار والانقسام ومرورا بالعدوان على غزة وحققت انجازات هامة تمثلت في افتتاح 3 مستشفيات وعدد من المراكز الصحية فضلا عن إصلاح وترميم المراكز الصحية التي تضررت من الحرب.
وأشار الوزير نعيم أنً الوزارة دشنت 3 مستشفيات جديدة أبرزها مستشفى الأطفال والولادة الأضخم في فلسطين بدعم من مؤسسات ماليزية، إضافة إلى تفعيلها جراحة القلب المفتوح بعد نجاحها في استجلاب كفاءات طبية في الخارج وتوسعة استقبال الباطنة في مجمع الشفاء الطبي والشروع في بناء طابق إضافي في مستشفى الدرة للأطفال وغيرها من مشاريع التطوير والترميم في كل مستشفيات القطاع ومراكزه الصحية.
وقال الوزير نعيم ” إنّ الوزارة تملك نظام صحي متكامل هو الأفضل في المنطقة العربية، مبينا أن قطاع غزة لم يعاني من أي أوبئة أو أمراض فتاكة رغم الحصار القائم عليه منذ ما يزيد عن الأربع سنوات، مشيراً أن مشكلة القطاع الصحي تكمن في نقص الأموال إضافة إلى تعذر سفر الأطباء للخارج للمشاركة في الندوات والدورات العلمية، منوها أنّ الوزارة تسير وفق خطة تهدف إلى تطوير قدرات الكوادر الطبية فضلاً عن استحداث أجهزة ومعدات طبية تعين الأطباء على إجراء عمليات نوعية ودقيقة كانت تجرى في الخارج بما يسهم في التخفيف عن مرضانا من السفر للعلاج في مستشفيات الخارج.
وأعرب الوزير نعيم عن أمنياته في إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وعودة اللحمة الوطنية للتفرغ في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتهويد القدس ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والاستمرار في فرض الحصار، مؤكدا أنّ شعبنا بحاجة لكل الشرفاء والمخلصين من أبناء امتنا العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الإخوة في جمعية العلماء الجزائرية.
بدوره أشاد العالم الجليل عمار الطالبي نائب رئيس جمعية العلماء الجزائرية بصمود أبناء شعبنا الأسطوري في مواجهة الحصار والعدوان، مؤكدا دعمهم ومساندتهم لأشقائهم في فطاع غزة واستعداهم لتوفير كل ما من شأنه أن يسهم في تعزيز صمودهم ويعجل من تحرير كل فلسطين من دنس المحتل الغاصب، واعداً بالعمل جاهدا على توفير الاحتياجات الضرورية والأساسية لوزارة الصحة.