أشاد معالي وزير الصحة د. باسم نعيم بالتطور العلمي والعملي الذي شهدته وتشهده وزارة الصحة وبحجم الانجازات الكبيرة التي حققتها رغم ظروف الحصار، مبيناً أن الوزارة أعطت التطوير العلمي اهتمام كبيرا من خلال المنح الطبية لكثر من الأطباء للحصول على اختصاصات جديدة لينفعوا بها بلدهم في كلمته خلال فعاليات المؤتمر الطبي السنوي السادس الذي نظمه المنتدى الطبي الفلسطيني بالتعاون مع جمعية الجراحين الفلسطينيين بعنوان ( طب الطوارئ – في السلم والحرب) بحضور كلا من وكيل وزارة الصحة المساعد د. حسن خلف ود. محمد الكاشف مدير عام المستشفيات ود. نصر التتر المدير الطبي لمجمع الشفاء الطبي ود. مفيد المخللاتي عميد كلية الطب بالجامعة الإسلامية وأعضاء المنتدى الطبي الفلسطيني وممثلين عن القطاع الأهلي والخاص وذلك في قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة ومئات الأطباء من مختلف التخصصات. وأعرب الوزير نعيم عن أمله في أن يؤدي المؤتمر أهدافه المرجوة والمتمثلة في تطوير طب الطوارئ في قطاع غزة حتى تكون مستشفياتها ومراكز رعايتها الصحية قادرة على تحمل أي أزمات أو كوارث جديدة، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من تجربة الوزارة خلال الحرب على غزة ومحاولة تجنب بعض الأخطاء السابقة خلال الحرب، مبينا أن صمود الكوادر الطبية أثناء الحروب يسهم في تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأثنى الوزير نعيم على أداء الطواقم الطبية خلال فترة عملهم أثناء العدوان الإسرائيلي واستشهاد عدد كبير منهم أثناء تأدية واجبهم الوطني في علاج الجرحى والمصابين، مشيراً أن وزارته ومنذ انتهاء العدوان على غزة قامت بتشكيل لجنة الطوارئ الوزارية وعقدت عدة اجتماعات دورية كان هدفها الأساسي هو البحث عن الآليات الكفيلة بتطوير خدمات الإسعاف والطوارئ. وأشار الوزير نعيم أن وزارته قامت بتدريب طواقم الإسعاف والطوارئ فضلا عن قيامها بتطوير غرف الاستقبال والطوارئ في المستشفيات، موضحاً أن الوزارة حرصت على الاستفادة من تجربة الدول العربية المجاورة في هذا المجال الهام. ودعا الوزير نعبم إلى أهمية أن يضع المشاركون في المؤتمر الأسس العلمية المتينة لضبط عمل الإسعاف والطوارئ من خلال زيادة التنسيق والتعاون في هذا المجال ما بين وزارة الصحة والمؤسسات الأهلية ذات الصلة في المجال الصحي.

من جهته تحدث د. محمد الكاشف مدير عام المستشفيات عن تجربة الوزارة الرائدة خلال العدوان، مبينا أن وزارة الصحة قامت وبتعليمات من معالي الوزير د. باسم نعيم بتشكيل لجنة مركزية مهمتها استقبال التبرعات والمساعدات القادمة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، كما انها قامت بتوزيع الوفود الطبية العربية والأجنبية التي وصلت إلى غزة على مستشفيات القطاع لتلبية احتياجاتهم. وأوضح د. الكاشف أن الوزارة تمكنت خلال العدوان من التنسيق للعديد من الحالات التي كانت تحول للعلاج في الخارج من خلال التواصل مع كافة المؤسسات الأهلية والحقوقية والدولية.

كلمة رئيس المؤتمر وألقى رئيس المؤتمر الدكتور نبيل البرقوني استشاري طب الأطفال ومدير مستشفى النصر للأطفال كلمة قال فيها \\” نحن اليوم ننطلق بمؤتمرنا نحو النور وبعد عام من الجهد والعطاء.. لكنه في هذه المرة يكتسب طابعا دوليا بمشاركات وأبحاث من خارج الوطن… خاصة من جمهورية مصر العربية الشقيقة، والسودان الشقيق، وبحضور كريم من الكادر الطبي العامل في المؤسسات الحكومية والغير حكومية ومؤسسات دولية.. فلله الفضل والمنة أولاً وأخرا.. الذي أخرجنا من ضيق الحصار.. إلى سعة الأمل بالله الواحد القهار \\”. وأكد الدكتور البرقوني على أن المؤتمر يعالج مواضيع هامة لها انعكاسات كبيرة على القدرة والتحدي في مواجهة ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة وسرعة علاج مصابينا إبان الحرب الضروس، مشيرا إلى أن المؤتمر يمثل فرصة لتبادل المعلومات والخبرات، وليس فقط في النطاق المحلي وإنما تبادل الممارسات، مع الأساتذة الأجانب فالفائدة تكون من المؤتمر عبر اللقاءات التي تتم على هامشه نتيجة النقاشات وتبادل الخبرات. وأضاف الدكتور البرقوني \\” إن هذه المؤتمرات والتظاهرات الثقافية العلمية وبمشاركات وحضور الأخوة العرب، والأصدقاء والزملاء الأعزاء المهتمين من قطاعنا الحبيب، في هذه الظروف التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، هي بحق وسام شرف على صدر الشعب الفلسطيني، ودليل الإصرار والعزم على مواكبة العلم والتعلم والاستمرار بالحياة بكل جوانبها \\”. كلمة رئيس المنتدى الطبي الفلسطيني وألقى رئيس المنتدى الطبي الفلسطيني الدكتور نصر التتر استشاري أمراض القلب والمدير الطبي لمستشفى الشفاء كلمه قال فيها \\” لقد تأسس المنتدى الطبي الفلسطيني، هذا الصرح العظيم، عام 2003 ليكون من أهم أهدافه الارتقاء بالمستوى العلمي للكادر الطبي في قطاع غزة، لهذا كان هناك الكثير من الندوات والدورات والمحاضرات وورشات العمل بالإضافة إلى البعثات الطبية لبعض الكوادر الطبية لنيل أعلى الدرجات العلمية في التخصصات الطبية المختلفة ليقوموا بأداء واجبهم نحو أهلهم في قطاعنا الصابر المرابط \\”. وأضاف الدكتور التتر \\” لما كان الحصار هو أحد أسلحة العدو الصهيوني التي يحاول من خلالها تجهيل شعبنا وكوادرنا حتى نبقى مرتبطين به صحيا وعلاجيا.. قررنا نحن في المنتدى الطبي الفلسطيني الإعداد لعمل مؤتمرات طبية علمية تلتقي فيها خبرات كل العاملين في المجال الطبي في قطاعنا الحبيب، فكان ولادة المؤتمر الطبي الأول والذي حمل عنوان \\” الجديد في علم الاستنساخ، ثم تلاه المؤتمر الطبي الثاني بعنوان إلتهاب الكبد الوبائي، ومن بعده المؤتمر الطبي الثالث بعنوان الجديد في أمراض السكر، والمؤتمر الطبي الرابع بعنوان الأمراض البنائية للعظام، ومن ثم جاء المؤتمر الطبي الخامس بعنوان ضغط الدم.. تحديات وآفاق.. و ها نحن اليوم وقد مرت بنا ذكرى حرب الفرقان، والتي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى، قررنا أن يكون عنوان مؤتمرنا لهذا العام \\” طب الطوارئ في الحرب والسلم \\” وذلك حتى نتواءم مع الوضع والظروف الحالية وحالة الطوارئ المستديمة التي نعيشها.. وتمنى للمؤتمر النجاح في أعماله ومحاضراته المتنوعة \\”. كلمة رئيس جمعية الجراحيين الفلسطينيين كما وألقى رئيس جمعية الجراحيين الفلسطينيين الدكتور مفيد المخللاتي عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية كلمة قال فيها \\” رغم الحصار.. ورغم الألم والجراح.. إلا أننا وبفضل من الله تمكنا من تحقيق العديد من الإنجازات الطبية والعلمية ومن بينها هذا المؤتمر الطبي المتميز \\”. وأضاف الدكتور المخللاتي \\” أن العلامة البارزة في هذا المؤتمر هو العمل الجماعي والذي نحن بحاجة إلى دعمه وتطويره.. إن المشاركة ما بين المنتدى الطبي الفلسطيني وجمعية الجراحيين لهي مثل طيب مثمر لهذا العمل الجماعي..\\”. وأكد د. المخللاتي على ان العلامة البارزة في هذا المؤتمر هو مشاركة الأشقاء من جمهورية مصر العربية ومن جمهورية السودان.. ولو فتحت المعابر والحدود ورُفع الحصار لوجدت الوفود الطبية من جميع أنحاء العالم تشاركنا هذه التظاهرة الطبية العلمية المتميزة.. وتمنى ان يكون هذا المؤتمر حافزا للعاملين في القطاع الصحي لمزيد من النشاط العلمي البحثي المميز \\”. جلسات اليوم الأول تجربة مجمع الشفاء خلال الحرب على غزة وجاءت المحاضرة الأولى في الجلسة الأولى للدكتور صبحي سكيك رئيس أقسام الجراحة في مستشفى الشفاء وتحدث فيها عن تجربة مستشفى الشفاء خلال الحرب على غزة وشرح التجربة الأسطورية للعمل الطبي الدءوب في المستشفى وكيفية التعامل السريع مع كافة الحالات منذ الساعات الأولى للحرب على غزة. تجربة مستشفى كمال عدوان خلال الحرب على غزة وجاءت المحاضرة الثانية في الجلسة الأولى للدكتور رائد طبيل رئيس قسم الجراحة في كمال عدوان \\” وتحدث عن حالات الجراحة التي استقبلها المستشفى خلال الحرب على غزة والتجربة الخالدة في إنقاذ العديد من الجرحى والمصابين وكيفية تغلب الأطباء على العقبات التي واجهتهم خلال أيام الحرب وساعاتها الأليمة. أداء وزارة الصحة أثناء الحرب على غزة وجاءت المحاضرة الثالثة للدكتور محمد الكاشف مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة وتحدث فيها عن أداء وزارة الصحة أثناء الحرب على غزة قال فيها \\” قد سبق هذا العدوان حصار استمرار لأكثر 18 شهرا وفي أول أيام الحرب السبت 27-12-2008 كان يوم عطلة وكان وزير الصحة وطاقم الوزارة لا يغادرون مستشفى الشفاء، فيما يشارك كل منتسبي وزارة الصحة في العمل الدءوب.. كما بدأت الوزارة في توفير احتياجات المستشفيات خصوصا مجمع الشفاء الطبي والمستشفيات الحدودية، والتنسيق مع المؤسسات الأهلية غير الحكومية، والتنسيق مع المؤسسات الدولية، والتنسيق لاستقبال المساعدات الخارجية والداخلية وتحديد الاحتياجات وتسهيل خدمات الإسعاف والطوارئ واستقبال الوفود الطبية وتجهيز مركز الرعاية الطبية الأولية للطوارئ \\”. جلسات اليوم الثاني واشتمل اليوم الثاني للمؤتمر على ثلاثة جلسات ترأس الجلسة الأولى الدكتور مروان أبو سعدة استشاري الجراحة في المستشفى الأوروبي وجاءت المحاضرة الأولى للدكتور مروان عسلية وتحدث فيها عن استخدام أنبوب الصدر العلاجية للمرضى المصابين بعدة إصابات في أنحاء الجسم وتشمل الصدر أو إصابات معزولة للصدر فقط. وبينت الدراسة أن أنبوب الصدر أساسي ويجب الاهتمام به في جميع حالات إصابة الصدر المعزولة أو الجسم المتعدد الإصابات. أمام المحاضرة الثانية في الجلسة كانت للدكتور أحمد قنديل استشاري ورئيس قسم الجراحة بمجمع الشفاء الطبي وقد تحدث عن اختيار حالات من إصابات البطن بأعيرة نارية بدون تدخل جراحي، حيث تم إجراء بحث على 540 إصابة بأعيرة نارية بالبطن خلال الفترة من 2001 حتى 2006، وتم تقسيم الحالات إلى 3 مجموعات الأولى عولجت بإجراء الجراحة بصورة عاجلة، والمجموعة الثانية أجريت لها الجراحة بعد فحوصات وتأكيد التشخيص، والمجموعة الثالثة تم اختيارها كي تعالج بالقسم دون تدخل جراحي، والهدف من ذلك تحاشي عمل استكشاف للبطن بدون وجود إصابات داخلية وذلك لتقليل المضاعفات الممكن حدوثها من التدخل الجراحي بدون وجود إصابات بالبطن وهذه الطريقة حديثة نسبيا، كما ان معظم مراكز الإصابات المتقدمة لا تشكل أي خطر على حياة المصاب باعتبار تم استخدامها بصورة سليمة. أما المحاضرة الثالثة فقد كانت للدكتور مروان الصادق استشاري جراحة القلب في مستشفى الشفاء وقد عرض حالة بها انفصال حاد في الشريان الأورطي حيث تعد هذه الحالة من الحالات الجراحية المعقدة والمصحوبة بوفيات عالية. وقد بيّن الدكتور خلال المحاضرة طريقة التعامل مع هذه الحالات بمهارة عالية من قبل الفريق الطبي والمحافظة على حياة المريض وإنقاذها. أما المحاضرة الرابعة فقد كانت للدكتور عبد الرزاق الكرد استشاري النساء والولادة وتم عرض دراسة لحالات نادرة حصل فيها أثناء عملية الولادة انفجار في الطحال، وهي من الحالات النادرة على مستوى العالم، وقد تم عرض خبرة الطاقم الطبي في التعامل مع مثل هذه الحالات النادرة. الجلسة الثالثة وترأس الجلسة الثانية الدكتور سمير إسماعيل استشاري الأمراض الباطنية ونائب عميد كلية الطب جامعة الأزهر، فيما كانت المحاضرة الأولى للدكتور وليد داود استشاري أمراض الصدرية وهي تتحدث عن إزالة الدبابيس المبلوعة عن طريق منظار القصبة الهوائية، حيث عرض لاستخدام جديد للمناظير الجديدة في إزالة الدبابيس بدلا من المناظير القديمة وكانت نتيجة التجربة ناجحة وتتعدى نسبتها 95%. أما المحاضرة الثانية كانت للدكتور محمد حبيب استشاري أمراض القلب في المستشفى الأوروبي، فقد عرض لاستخدام القسطرة الشريانية في علاج انتشارات سرطان الكلى المنتشر للغدة فوق الكلوية وعلاج النزيف الناتج عن ذلك عن طريق القسطرة الشريانية. أما المحاضرة الثالثة فقد كانت للدكتور مصطفى العيلة استشاري طب الأطفال في مستشفى الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وعرض خلال المحاضرة حالة لطفل مصاب بارتفاع ضغط الدم العالي الناتج عن تضييق في الشريان الكلوي والمصاحب لنقص الصوديوم وهي من الحالات النادرة في الأطفال التي تم اكتشافها في غزة وقد تم عمل استئصال للكلية المصاحبة لتضييق الشريان الكلوي. الجلسة الرابعة للمؤتمر أما الجلسة الرابعة للمؤتمر فقد اشتملت على ثلاثة محاضرات كانت المحاضرة الأولى للدكتور محمد الرنتيسي استشاري جراحة اليد والأعصاب الطرفية في مستشفى ناصر ورئيس القسم الوحيد في مستشفيات القطاع، وتحدث إصابة الأعصاب الطرفية الناتجة عن شظايا الصواريخ المتفجرة والأعيرة النارية في قطاع غزة، وقد تم عرض حالة لكل نوع وأنواع الأعصاب الطرفية، وكيفية علاجها واستطاعت المريض العودة لممارسة حياته بشكل طبية وقد عرض لحالات صعبة ومعقدة. أما المحاضرة الثانية فقد كانت للدكتور هشام وجدي أستاذ الجراحة في جامعة عين شمس وتحدثت محاضرته عن التعامل مع الإصابات بصورة عامة، والتعامل مع الجروح بشتى أنوعها والتعامل مع الكسور ولدغات الثعابين، فيما تم عرض حالات صعبة وكيفية معالجتها والتعامل معها طبيا. فيما كانت المحاضرة الثالثة للدكتور هيثم يونس عضو الفريق القومي للكوارث في السودان وتحدث عن الطوارئ الصحية تعريف وإجراءات، وكيفية التعامل مع الكوارث والاستعدادات لأية مخاطر قد تحدث.