لم يفلح الحصار الجائر على قطاع غزة في وقف عجلة التطوير التي تسير عليها وزارة الصحة منذ أربع سنوات لاستكمال تطبيق الخطة الشاملة التي وضعتها والهادفة للرقي بالخدمات الصحية في قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، أكد د. مدحت عباس مدير عام التعاون الدولي بوزارة الصحة أن إدارته بصدد تنفيذ مشروع ضخم يقوم على إعادة تأهيل وتجهيز كافة أقسام العناية المركز في مستشفيات قطاع غزة من خلال اتفاقية وقعت الشهر الماضي بين البنك الإسلامي للتنمية – منسق برنامج دول مجلس التعاون – لإعادة إعمار غزة والإغاثة الإسلامية عبر العالم بكلفة مالية قدرها 1.872.000 دولار.
وأوضح د. عباس أن وزارة الصحة تدرك أهمية عمليات التأهيل في أقسام العناية المركزة في المستشفيات كونها الأكثر تضررا بسبب الضغط الكثيف عليها وعدم تطويرها على مدار السنوات السابقة، مشيرا أن الوزارة تسعى جاهدة لتنفيذ هذه المشاريع لمواجهة الزيادة السكانية الهائلة التي يشهدها قطاع غزة والتي تزداد معها حاجة المواطنين إلى خدمات صحية أكثر، مشيرا أنّ إدارته تمكنت من خلال التعاون مع العديد من الجهات المانحة في ترميم عدد من المستشفيات والمراكز الصحية التي تضررت من العدوان إضافة إلى نجاحها في مواجهة أثار الحصار.
وبيّن د. عباس أن الوزارة تبذل قصارى جهدها في سبيل تطوير العمل في أقسام العناية المركزة في المستشفيات كونها تتركز في أكثر الأقسام حساسية في التعامل مع المرضى كأقسام الاستقبال والطوارئ والعناية المركزة، مشيرا أنّ الارتقاء بمستواها يشكل نقلة نوعية القطاع الصحي لم تعهدها من قبل.
من جهته قال وسام أبو شمالة مدير دائرة العلاقات العربية في التعاون الدولي " إنّ المشروع يتضمن تجهيز وحدة العناية المركزة في عدد من مستشفيات القطاع يشمل (مستشفى غزة الأوروبي، ومستشفى أبو يوسف النجار، ومستشفى الولادة بمجمع الشفاء الطبي) إضافة إلى تزويد أقسام العناية المركزة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة بالأجهزة والمعدات الطبية وغيرها من الأقسام الأخرى.
بدوره أعرب وزير الصحة عن شكره وتقديره للإغاثة الإسلامية على تنفيذها هذا المشروع الضخم كما شكر البنك الإسلامي للتنمية على التمويل، مؤكداً حرص وزارته على تعزيز التواصل مع الجهات المانحة بما يسهم في تطوير العمل بالقطاع الصحي في فلسطين.
من جانبه اعتبر الأستاذ أحمد العشي مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة أنّ تنفيذ هذه المشاريع والإصلاحات في أقسام مستشفيات قطاع غزة يسهم في الارتقاء بالخدمات الصحية في قطاع غزة بما يجعله قادرا على التخفيف عن المرضى من ويلات الحصار ومنع بعض المرضى من السفر للعلاج بالخارج فضلا عن ضمان تقديم خدمه صحية مميزة للمواطنين.