في صورة فنية معبّرة مزجت دموع الأمهات والآباء وفرحة الخريجين الأبناء أمام حشد كبير لحظة توزيع شهادات التكريم التي توجت نهاية مرحلة مهمة تؤهلهم للالتحاق بركب المجتمع وخدمته، تحت شعار (نجاح رغم الجراح) احتفلت كلية التمريض التابعة لوزارة الصحة -وبرعاية معالي وزير الصحة- بتخريج الفوج الثلاثين والذي أطلق عليه اسم (فوج الفرقان) في مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة والذين تزينوا بثياب العلم والمعرفة ليكونوا جزءا فاعلا للنهضة والتميز ، وذلك بحضور كل من معالي وزير الصحة الدكتور باسم نعيم ووزير التربية والتعليم العالي أ.د محمد عسقول ود. حسن خلف وكيل وزارة الصحة المساعد ود. محمود الجعبري وكيل وزارة التربية والتعليم وأ. خليل شعيب عميد كلية التمريض وأ. خليل شقفة مدير وحدة التمريض بوزارة الصحة وعدد من نواب التشريعي وعدد من الشخصيات الاعتبارية والقيادية والسيد “إيرك أبيلد” ممثلا عن هيئة المساعدات النرويجية “نورواك” وإضافة إلى حشد من ذوي الخريجين.

 نجاح رغم الحصار

من جهته هنأ معالي وزير الصحة الدكتور باسم نعيم الخريجين متمنيا لهم النجاح في حياتهم العملية , وقدم شكره لكل من أسهم في انجاز هذا الحفل الذي جرى الإعداد له منذ أكثر من شهرين مؤكدا أن وزارة الصحة تولي اهتماما خاصا بشريحة التمريض كونها عصب القطاع الصحي والعمود الفقري للوزارة ، مشيراً أن الخريجين هم رسل رحمة في المجتمع وتقع على عاتقهم مسئولية كبيرة ومؤكداً أنهم قادرين على حمل هذه الأمانة على محمل الجد والمهنية الأخلاقية لخدمة أبناء شعبهم. وأشار الوزير نعيم بأن وزارة الصحة نجحت في تحدي كل الظروف الصعبة التي واجهتها بسبب ويلات الحصار والحرب والانقسام الفلسطيني واستمرت في المضي قدماً بخطتها التطويرية من أجل إحداث نقلة نوعية في القطاع الصحي وخاصة في مجال التمريض موضحا أن إقامة هذا الاحتفال رغم كل ما حدث يثبت أن الشعب الفلسطيني قادر على الصمود والعطاء ويستحق الحياة بحرية وكرامة كباقي شعوب العالم، مبينا أن الوزارة بصدد تنفيذ عدد من البرامج الخاصة بتوفير فرص لدراسات عليا في مجال التمريض على غرار ما وفرته سابقا لثلاثين ممرضا وممرضة لدراسة الماجستير في الصحة النفسية من خلال التنسيق والتعاون في هذا المجال مع كلا من منظمة الصحة والجامعة الإسلامية بغزة منوها أن هذا الأمر سينعكس إيجاباً على مستقبل التمريض في فلسطين. وأكد الوزير نعيم أن الوزارة تضع على سلم أولوياتها الاهتمام بالقطاع التمريضي في فلسطين خاصة في قطاع غزة وقد خصصت جزءا كبيرا من الوظائف المتاحة للتمريض نظرا لأهميته وحاجته الملحة، مبيناً أن الوزارة وبالتعاون مع نقابة التمريض وكلية التمريض التابعة للوزارة ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسة “نورواك” النرويجية والعديد من الجهات المانحة تبذل قصارى جهدها من أجل النهوض بالقطاع التمريضي في فلسطين. وأوضح الوزير نعيم أن الوزارة معنية بمشاركة الجميع في النهوض بالقطاع التمريضي من خلال تشكيلها المجلس الفلسطيني للتمريض الذي يضم ممثلين عن الوزارة وقطاعات أهلية وخاصة ومؤسسات مجتمع مشيراً أن عجلة التطوير لن تعود للوراء على غرار ما حدث من تعطيل للمجلس قبل 15 عاما معربا عن أمله في انتهاء الانقسام الفلسطيني الذي يحول دون انضمام المؤسسات في الضفة الغربية لهذا المجلس. هذا وشدد الوزير نعيم على أن التطور الذي تشهده كلية التمريض من خلال استحداثها لتخصصات جديدة بالرغم من قلة عدد العاملين فيها والذي لا يتجاوز 26 موظفا ما بين أكاديمي وإداري بسبب استنكاف العديد من الموظفين يكشف مدى الانتماء الحقيقي للدين والوطن ، مشيداً بدورهم المتميز في مواجهة كافة العقبات وتذليلها خدمة لأبناء هذا الشعب العظيم.

 نموذج للعطاء

بدوره شكر معالي وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ الدكتور محمد عسقول كافة الطواقم العاملة في وزارة الصحة وفي مقدمتها القطاع التمريض مثنيا على الجهود التي يبذلونها من أجل خدمة المواطنين وخاصة أثناء الحرب على غزة التي راح ضحيتها عدد من الكوادر الصحية وهم يؤدون واجبهم الوطني تجاه أبناء شعبنا المحاصر. وقال الوزير عسقول ” إن تخريج فوج الفرقان هو أحد الانجازات الكبيرة لوزارة الصحة والذي جاء من رحم المعاناة في ظل التحديات التي تقف في وجه أبناء شعبنا في هذا الوقت العصيب ،موضحا أن هذا هو الحفل الأول الذي تقيمه وزارة الصحة في ظل الحكومة الحالية، مؤكداً أن وزارة الصحة ستبقى نبراسا مضيئا على الدوام للتضحية والعطاء. وأكد الوزير عسقول أن الحصار لن ينجح في كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني الأسطوري ولن يثنيهم في الحفاظ على الثوابت الوطنية موجهاً رسالة إلى دعاة الانقسام والفرقة دعاهم فيها إلى التوقف عن التحريض وإثارة المشاكل والعودة إلى الصف الوطني بغية التفرغ إلى الدفاع عن القضايا الوطنية المصيرية وفي مقدمتها المسجد الأقصى الذي يتعرض لهجمة مسعورة من قبل قوات الاحتلال .

الحضن الدافئ

من جانبه قال الأستاذ خليل شقفة مدير وحدة التمريض بوزارة الصحة “إن وحدة التمريض ستبقى دوما الحضن الدافئ لكافة العاملين في المجال التمريضي بوزارة الصحة الفلسطينية مثمنا جهود نقابة التمريض بغزة وكلية التمريض في معاونة الوزارة باستكمال خطتها الرامية لتفعيل القطاع التمريضي في فلسطين وخاصة بقطاع غزة , متمنيا التوفيق والتميز للخريجين الجدد في حياتهم العملية ، آملاً أن يكون للتمريض حصة كبيرة في التوظيف خلال المرحلة المقبلة. واستعرض الأستاذ شقفة العقبات التي واجهتها وحدة التمريض نتيجة الانقسام الفلسطيني وما رافقه من استنكاف عدد كبير من الممرضين خاصة أثناء الحرب على غزة مبينا أن الوزارة نجحت في تخطيها بفضل المخلصين من أبناء شعبنا الذين واصلوا عملهم بالليل والنهار بل وحققت سلسلة من النجاحات رغم كافة المعيقات التي واجهتها.

مكرمة رئيس الوزراء

من جهته قدم الأستاذ خليل شعيب عميد كلية فلسطين للتمريض شكره لدولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور إسماعيل هنية على المكرمة التي قدمها والبالغ قدرها (10000) دولار لتغطية نفقات الحفل, مشيدا بالمجهودات العظيمة التي تبذلها كلا من وحدة التمريض والإدارة العامة لتنمية القوى البشرية بالوزارة ونقابة التمريض بغزة والجهات المانحة وفي مقدمتها مؤسسة نورواك النرويجية للقطاع التمريضي. واستعرض السيد شعيب الإنجازات التي حققتها الكلية مؤخرا والتي كان أبرزها إنشاء مركز التطوير والجودة والذي تم تمويله من قبل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وكذلك استحداث تخصصات جديدة وإضافة مساقات إسلامية بالإضافة إلى تشجير حدائق الكلية وزيادة المساحات الخضراء لاضفاء لمسات فنية جميلة عليها, موضحا أن كل ذلك تحقق رغم الصعوبات التي واجهتها الكلية نتيجة استنكاف الموظفين خاصة ولم يكن موجودا في تلك اللحظة سوى ثلاثة موظفين فقط، من أصل ثلاثة وستين موظفاً ما بين أكاديمي وإداري.

هذا وتخلل الحفل العديد من الفقرات الفنية وإلقاء قصيدة شعرية للطالبة إيناس أبو شنينو وكلمة للطالبة خلود أبو دقة ألقتها نيابة عن الخريجين والخريجات والتي قدمت من خلالها شكرهم الكبير لوزارة الصحة وإدارة الكلية على الوقوف إلى جانبهم وتوفير كافة الاحتياجات التي تساعدهم على التعلم والتدريب موصلين الشكر لكافة أولياء أمورهم الذي دعموهم بكل ما يملكون وتوفيرهم الأجواء للدراسة والتحصيل كما وشكروا كل من شارك في إنجاح هذا الحفل الذي يهدونه إلى أرواح شهداء الفرقان وفي مقدمتهم زميهلم الحكيم (محمد الحلبي). وبدورهم أعرب ذوي الخريجين عن سعادتهم الغامرة لهذا الحفل الذي يتوج أبناءهم ويقدمهم للمجتمع ليكونوا سفراء خير وملائكة رحمة للمواطنين، موصلين شكرهم لمعالي دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور اسماعيل هنية ومعالي وزير الصحة د. باسم نعيم وكافة من شارك في إنجاح هذا الحفل الرائع.