بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية
إغلاق معبر رفح … قطع لشرايين الحياة عن مرضى قطاع غزة
تتداعى يوما بعد يوم حلقات ثقيلة من أزمات مركبة بددت بقساوتها آمال طال انتظار أصحابها بالشفاء , فعديد المرضى اليوم باتوا مقيدين بواقع مأساوي يرقدون على أسرة المستشفيات يراقبون كل يوم تعقيدات الأزمة مع صباح كل يوم من أيام الحصار الظالم , تترقب عيونهم أشعة تبدد ظلمة الليل الحالك الذي أصبح عنوانا لتلك الوجوه النحيلة من مرضى السرطان والفشل الكلوي وحتى أطفال لم تمهلهم قسوة الاحتلال العيش كباقي أطفال العالم, هم مرضى غزة أولئك الذين ما ان نظرتم الى أجسادهم او سمعتم حرقة أناتهم تتلخص المعاناة وتصف الحالة نفسها بان هناك المئات من المرضى في قطاع غزة باتوا على مسافة ليست ببعيدة من الموت والهلاك فلم تعد قلوبهم تحتمل غياب أصناف من الدواء قد تكون بسيطة ولكن يرتبط معها حياة مريض هنا , وآخرون تؤجل عملياتهم الجراحية فلم تعد أبسط مقومات غرف العمليات موجودة , ويبقى الأمل لهم بأن يحظوا بفرصة للعلاج في مستشفيات جمهورية مصر العربية , فحتى تلك الآمال تخبو مع اشتداد وقع السلاسل التي تحكم اغلاق بوابات معبر رفح هذا المعبر الذي هو شريان الحياة لكل من حمل واحتمل قسوة المرض في قطاع غزة .
نقف اليوم كوادر طبية وباسم مئات المرضى امام بوابات معبر رفح لنعلي الصوت لأشقائنا في مصر العروبة بان لا تقطع شرايين الحياة عن أجساد مرضانا فحياتهم في خطر … وان أوضاعهم الصحية والإنسانية لم تعد تحتمل مزيدا من الأزمات, فالاحتلال أطبق على معابر قطاع غزة ويحوله الى سجن كبير المرضى هم الخاسر الأكبر والأول في تلك العقوبات الجماعية التي تمارس بحق شعبنا ومرضانا على وجه الخصوص , فمعبر رفح يعني الكثير لهؤلاء المرضى الذين تطول قائمة الانتظار بهم للعبور من خلاله واستكمال رحلة علاج توقفت محطاتها على اعتاب هذه البوابات .
اننا في وزارة الصحة الفلسطينية نطالب بفتح معبر رفح امام الحالات المرضية والسماح لها بالعلاج في المشافي المصرية , وان استمرار إغلاق المعبر من شأنه إدخال مرضانا في غياهب كهف مظلم تجرعوا مرارته على مدار السنوات الماضية من الحصار الظالم الغاشم , والنظر بشكل إنساني الى أحوالهم بعيدا عن أي أمور أخرى لا ناقة لهم فيها ولأجمل .
نطالب الإخوة في مصر الشقيقة بالسماح بدخول الطواقم الطبية العربية والدولية الى قطاع غزة والذين يساهمون بشكل كبير في تقديم الخدمات الصحية لمرضانا وجرحانا ويختصرون عليهم المسافات لإجراء العمليات التخصصية والتي لا تجرى في قطاع غزة , كما ونطالبهم بتسهيل عبور قوافل الإغاثة والمساعدات الطبية لإنعاش الأقسام الحيوية في مستشفيات قطاع غزة حيث ان أحوالها لا تقل سوءا عن أحوال من يرقدون فيها .
نطالب العالم الحر والمؤسسات الدولية والحقوقية والانسانية بالتدخل العاجل والفوري للجم ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلية بامعانها في اغلاق المعابر مع قطاع غزة امام حركة المرضى وخاصة معبر بيت حانون وما تمارسه من صنوف التعذيب وجلسات التحقيق الطويله مع المرضى المحولين للعلاج داخل مستشفيات الخط الاخضر .
ان الدقائق والايام تمر ثقيلة وطويله على صدور مرضى قطاع غزة وبوابات معبر رفح مغلقة , لقد جئنا اليوم نناشد فيكم العروبة والجوار واخوة الدم والمصير ان افتحوا المعبر ولا تتركوا مرضانا امام مصير مجهول .
وزارة الصحة الفلسطينية
غزة 5 نوفمبر 2014