الرضاعة الطبيعية تمثل الحماية الأكيدة في أوقات الطوارئ قال تعالى : وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ [البقرة:233] في الوقت الذي يتنامى فيه الشعور العالمي بضرورة حماية الطفولة والدفع باتجاه أن تكون بداية أي طفل في العالم بداية سليمة، وحيث أن الرضاعة هي أول خطوات هذه البداية، فإن وزارة الصحة إذ تعبر عن سعادتها بهذا الاهتمام تنضم إلى ركب المبادرين إلى دعم الرضاعة الطبيعية والمشاركة في كافة الفعاليات التي تنطلق ما بين 1-7/أغسطس/2009. إن الاهتمام بالرضاعة الطبيعية يعني الاهتمام بها في كل الظروف، وبالذات في أوقات الطوارئ والتي هي حالة غير اعتيادية تمس الناس المعرضين لها ولأخطارها فتعصف بهم وببقائهم، وأكثر الناس تضرراً هم النساء والأطفال وكبار السن، وفي أحوال الكوارث والتي قد تكون طبيعية أو تكون من صنع الإنسان يجب التركيز على هذه الفئات، وفي حال الأطفال الرضع لا بد من توعية النساء على ضرورة جعل الرضاعة الطبيعية أصلاً وليس بديلاً لغذائهم مما يعزز حمايتهم في أوقات الكوارث والطوارئ والتي ينعدم فيها الأمان ويسودها الاضطراب والتخبط. إنه من المعروف أنه في أوقات الكوارث تزداد التبرعات وبالذات فيما يخص الأطفال والرضع فيتم التبرع بالحليب الصناعي ومنتجات الألبان ويصبح التبرع بالرضاعات أمر بديهي ، ولكننا يجب أن ندفع باتجاه أن لا يكون ذلك على حساب الرضاعة الطبيعية لأنها كما ذكرنا هي الأصل وليس البديل، وهي التي يمكن أن توفر للرضيع الغذاء المناسب والذي لا تتغير جودته. لقد بات من البديهي أن يكون لدى الدول الإستراتيجية التي تعزز من دور الرضاعة الطبيعية، وأن يصبح لديها دليل إرشادي وعملي لصحة الطفل وتغذيته يتناسب مع كل الأوقات بالذات الطوارئ منها والتي يصاحبها سوء التغذية ، وسوء مستوى النظافة وصعوبة الإمدادات بالماء والغذاء أحياناً. إن تعزيز دور الرضاعة الطبيعية يعني الدفع باتجاه أن يأخذ الرضيع حقه في وقت كاف من الرضاعة والذي يبدأ من الساعات الأولى بعد الولادة وقد يمتد لمدة عامين، وهنا يجب أن ننوه إلى أنه يجب عدم اعتماد سياسة الاقتصار على الأشهر الأولى والفطام المبكر لغير الأسباب المبررة. إنه ضمن هذه السياسة لا بد أن نوفر للأمهات كل الظروف التي تساعدهن على ذلك وتوعيتهن لعدم ترسيخ المفاهيم المغلوطة التي تؤثر سلباً على السيدات، فيتخذن القرار السلبي بالفطام المبكر أو الاعتماد على البديل عن الرضاعة الطبيعية. لقد اعتمدت منظمة الصحة العالمية الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية فشكل دعماً لهذا التوجه حيث أن الرضاعة الطبيعية توفر الأمن للطفل والرضيع مما يدفع باتجاه تقليل الضرورة لإدخاله المستشفيات في أوقات الطوارئ، ويوفر نوعاً من الأمن الغذائي للرضيع، ولهذا فإنه يجب أن يتم تدريب الكوادر المتخصصة في هذا المجال لتصبح قادرة على مساعدة الأمهات وتشجيعهن على ممارسة ذلك. إنه يجب على كل الدول أن تجعل كل ما سبق ضمن أولوياتها ، وكذلك أن تضع خططاً للطوارئ يصاحبها برامج قوية وفعالة لدعم الرضاعة الطبيعية مما ينعكس إيجاباً على حماية الطفولة ويؤسس بداية قوية تجعل ما بعد ذلك أسهل. وفي الختام فإن وزارة الصحة سوف لا تألو جهداً في دعم المساعي الرامية لتعزيز الرضاعة الطبيعية وسوف تعمل على توفير ما يمكن أن يساعد على ذلك. ونرجو من الله التوفيق لنا في ذلك وأن يحمي أطفالنا ومجتمعنا من خطر الكوارث.,, معالي وزير الصحة الدكتور باسم نعيم