بيان صحفي صادر عن وزارة الصحة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني

الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. بين مقصلة الإجراءات التعسفية وسياسة الإهمال الطبي

خلف تلك القضبان الزائلة ، وفي تلك المعتقلات المعتمة ، لا يزال أسرانا البواسل يعانون من أبشع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقهم ، فلم يعد لما يسمى بمصلحة السجون الإسرائيلية من خيارات لصب جام حقدها وإجرام حكومة الاحتلال ، الا أن تُسعر من شراسة القيود واحكام القبضة العنصرية المقيتة على أبسط حقوق الأسير الفلسطيني ، فالحركة الأسيرة في سجون الاحتلال وعلى مر السنين لاتزال شاهدة على أصعب فصول الظلم والاضطهاد وانتهاك الأعراف والمواثيق الدولية ، وما تضمنتها اتفاقية جنيف الرابعة ، والقرارات الأممية والحقوقية ، التي لم تحرك يوماً تلك الضمائر التي التزمت الصمت والصمت فقط ، ليزيد ذلك معاناة أسرانا الأبطال ويضعهم في ظلمات القهر والإهمال الطبي والقتل البطيء.

ان يوم الأسير الفلسطيني ليس مجرد مناسبة وطنية نلهب فيه مشاعر الوفاء والتضامن واعلاء صوت الأسرى في وجه السجان فحسب، بل هو تجديد العهد والوفاء مع من أمضوا زهرة حياتهم وقدموها رخيصة ليسرج بها طريق الحرية نحو القدس وفلسطين كل فلسطين.

وفي هذا المقام الذي نقف فيه احياءً ليوم الأسير الفلسطيني ضمن فعاليات (الاسرى درع المسرى)، لايزال 4750 أسيراً، منهم 29 أسيرة، و160 طفل، و700 مريض يعيشون أوضاعاً يصعب وصفها، ويكابدون إجراءات دخلت مرحلةً أكثر جرماً وقسوة مع هذه الحكومة الاحتلالية المتطرفة، والتي تسعر نيران حقدها وتوعدها للأسرى بإجراءات غير مسبوقة تسلبهم ما تبقى لهم من حقوق.

لقد شكلت سياسة الإهمال الطبي ، أبشع صور الانتهاك بحق أسرانا الميامين ، فالموقف لايتسع لسرد تلك الجرائم التي كان ومازال ما يسمى بعيادة سجن الرملة مسرحاً لها ، فالجميع لا ينسى من قضوا شهداء وهم مكبلين على أسرة المرض ، ومن تُركوا يواجهون أشرس الأمراض وحدهم في غرف العزل المظلمة ، لتسجل الحركة الأسيرة استشهاد 76 أسيراً جراء سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء، كان آخرهم الشهيد الأسير البطل ناصر أبو حميد ، واليوم هناك 700 من الأسرى المرضى يواجهون مصيراً مجهولاً وفي مقدمتهم الأسير البطل وليد دقة والذي يعاني من سرطان النخاع وقد تعرض لعملية جراحية لاستئصال جزء من رئته امس في ظروف صحية قاسية ، وكذلك الأسير الشيخ خضر عدنان والذي يخوض اضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ أكثر من شهرين ، ويعيش ظروف صحية صعبة

ولم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عند هذا الحد، بل واصل في اجرامه بحق من قُدر لهم الشهادة خلف القضبان، حيث لايزال يحتجز جثامين 12 شهيداً في تحد سافر للمواثيق الدولية والاعلان الدولي لحقوق الانسان.

ان بشاعة التوصيف لواقع أسرانا الأبطال وخاصة المرضى منهم لم يعد كافياً مالم يكن هناك موقفاً جاداً من العالم الحر ومن المؤسسات الإنسانية والحقوقية للجم وادانة ومحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق أسرانا البواسل، وفتح تحقيقات مباشرة في جرائم القتل البطيء التي تمارس بحق الأسرى المرضى، والذين يُحرمون عنوةً من حقهم في العلاج.

اننا في وزارة الصحة الفلسطينية، وإذ نشارك أسرانا البواسل معانتهم وظلمة سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء بحقهم لنؤكد دعمنا ومساندتنا ووقوفنا الى جانب حقوقهم المشروعة، خاصة توفير فرص العلاج العاجلة والمتخصصة للأسرى المرضى خاصة لمرضى السرطان وكبار السن والأطفال والنساء.

كما ندعو المنظمات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الانسان بالوقوف عند مسؤولياتهم لوقف سياسة القتل البطيء الذي تمارسه مصلحة السجون بحق اسرانا المرضى وعلى رأسهم الأسير البطل وليد دقة والاسير الشيخ خضر عدنان وتوفير العلاج لهما وللأسرى المرضى في المستشفيات المدنية المتخصصة وبمتابعة مباشرة من أطبائنا.

كما نطالب المجتمع الدولي واحرار العالم والمؤسسات الحقوقية والدولية والإنسانية الى اتخاذ إجراءات فورية لإطلاق سراح جثامين الاسرى الشهداء المحتجزين لدى لاحتلال الإسرائيلي.

كل التحية والاكبار الى أسرانا الأبطال، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا البواسل

وزارة الصحة الفلسطينية

قطاع غزة

12 أبريل 2023