حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة من استمرار منع توريد الدواء لمرضى قطاع غزة من قبل وزارة الصحة في رام الله، وهي إجراءات تعسفية مقصودة وسياسة عقاب جماعي، وتأتي في إطار المناكفات السياسية وفي ظل الانقسام الفلسطيني، الذي يدفع فاتورته المواطن والمريض الغزي دون ذنب. وتأتي هذه السياسة المتعنتة في ظل ارتفاع أصناف الدواء التي رصيدها صفر في مخازن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة وشح الأدوية في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث وصل عدد هذه الأصناف إلى قرابة 170 صنف من أدوية السرطانات ومحاليل الكلى وحليب الأطفال والأمراض المزمنة بالإضافة إلى 165 صنف من المهمات الطبية المتمثلة في الشاش والحقن وأدوات الجراحة المستعملة في غرف العمليات وأقسام الطوارئ والولادة وغيرها.

 وطالبت وزارة الصحة بغزة إرسال مستحقاتها من الدواء بدلا من حجزها في مخازن في مدينة رام الله ومنع توريدها لغزة، حيث وصلت نسبة ما تم إرساله خلال العام 2010 نحو 37% فقط من تلك الأدوية والمستهلكات الطبية، حتى بات المواطن الغزي يشكو باستمرار من نقص الدواء الذي يحتاجه عشرات الآلاف من المرضى. علما بأن ما تم إرساله في العام 2008 كان يقدّر بنحو 55% وفي العام 2009 نحو 40%، حتى تدنت تلك النسبة في العام 2010 إلى أدني مستوياتها. وذكرت وزارة الصحة بغزة بأن المساعدات الطبية من التبرعات وتحديدا الأدوية لا تلبي الحاجة المطلوبة من الدواء، بل هي عبارة عن أصناف وكميات تكون كبيرة في بعض الأحيان ولا يحتاجها المريض، ولا تلبي حاجة وزارة الصحة بغزة، وبالتالي فهي تشكل عبء في آلية التخزين، علاوة على قرب انتهاء صلاحية استخدامها، بالإضافة إلى وصول أدوية بلغات أجنبية تحتاج إلى مختصين في الترجمة لمعرفتها.

وتناشد وزارة الصحة بغزة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية لارتياد دورها في إنهاء هذه المهزلة والاستخفاف بعقول وحياة مواطني قطاع غزة، الذين يرزحون تحت حصار ظالم أصبحت تشارك فيه صحة رام الله الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بما يزيد من معاناة المرضى الذين يقضون حياتهم بفعل تلك التصرفات الهوجاء المتعمدة،وتحذر من مغبة وقوع كارثة صحية تودي بحياة مئات المرضى، مطالبة إياهم بالقيام بدور أكبر والضغط على صحة رام الله من أجل إرسال الدواء والمستهلكات الطبية بشكل طبيعي، والجدير بالذكر أن الأدوية في مخازن الصحة في رام الله تشكل تخمة غير عادية ولا يكاد يوجد مكان في مخازنهم لوضع الدواء فيه، في حين يأن ويصرخ آلاف المرضى في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحة من النقص المدقع، والحاجة الملحة له. و نتسائل: هل أصبحت حياة المواطن والمريض الغزي رخيصة إلى هذا الحد يا صحة رام الله؟؟!!

وحدة العلاقات العامة والإعلام