“تحت الملاحظة”.. ولا زالت المريضة “رضا” تنتظر علاجها حتى تخرج من دائرة الخطر التي تهدد حياتها بالتقسيط
الصحة/ نهى مسلم
“تحت الملاحظة”.. كلمة حفرت جرحاً عميقاً في قلوب ذوي مريضة السرطان “رضا” وخاصة زوجها الذى قالها بمرارة وتحفظ عليها خوفا على مشاعر زوجته وأطفالها الثمانية أصغرهم في السابعة من عمره، والذين كانوا يلتفون حولها على سرير المرض وألسنتهم تلهج بالدعاء بشفائها بمعجزة ربانية جراء عدم توفر علاجها لشفائها من السرطان الذى تغول فى كبدها وكأنها تنتظر ما يسمى “الموت بالتقسيط”.
تمكنّا من الدخول الى غرفة المريضة “رضا” ذات الأربعين عاما بعد الاستئذان لنا، وقد نهش السرطان جسدها النحيل الملقى على سرير الصداقة التركي تكاد تفتح عينيها وتغمضها على غفلة منها من آثار الألم والوجع نتيجة احتباس الماء فى جسمها بفعل سرطان الكبد الذى أصيبت به وتحتاج سحب للمياه من حول الكبد بشكل شبه يومي حتى تتمكن من استعادة ما تبقى من قواها التي خارت بفعل عدم توفر الدواء اللازم لعلاجها.
تقول “رضا” بحديث مقتضب وبصوت منهك:” أتمنى الشفاء سريعا وقد اشتقت لأولادي الصغار، اشتقت لاحتضانهم، اشتقت لأعود لحياتي الطبيعة التي نسيت كيف كانت مع التعب والوجع الذي فتك بجسمي، حياتي تتدهور شيئا فشيئا لعدم وجود الدواء، وها أنا ملقاة على السرير لا أستطيع الحركة الا القليل والمحلول الوريدي يلازمني كطيفي أينما ذهبت، لقد مللت منه ومن رائحة المستشفى والدواء، أريد أن أعود البيت لأطفالي”.
المريضة رضا توجه نداء مؤلم يكاد يخرج من حنجرتها من قلب الوجع والألم تستغيث الداعمين بأن يوفروا لها الدواء فى أقصى سرعة لأن كل دقيقة تمر عليها تٌنقِص من حياتها التى تراها تنهار شيئاً فشيئا.
إن قصة “رضا” مؤثرة ومحزنة حقا، يدعو الوضع الصعب الذي تمر به إلى التضامن والتعاون من أجل توفير الرعاية الطبية اللازمة لها، فنقص العلاج يؤدي لمضاعفات كبيرة ومن الممكن الى الوفاة، كما أن عدم توفر العلاج الاشعاعي في قطاع غزة وتأخير سفرهم الى العلاج بالخارج يساهم في تأخير علاج المرضى وبالتالي فقدان حياتهم.
وعلى الرغم من أن سرطان الكبد يعد من الأمراض الخطرة التي تحتاج إلى رعاية طبية متخصصة وعلاج فوري، ومع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، فإن الوضع يزداد تعقيدا وصعوبة، حيث يصعب الحصول على العلاجات اللازمة والمناسبة، إلا أن هناك دائما أمل في الشفاء، ينبغي علينا جميعا محليا ودوليا العمل معًا لإيجاد الدعم اللازم من الأدوية لإعطاء الفرصة لرضا بالحصول على العلاج والمناسب لشفائها، فالصحة والرعاية الطبية حقا أساسيين لكل إنسان.
أتمنى أن تجد “رضا” العلاج الذي تحتاجه وأن تتمكن من العودة لعائلتها وأطفالها الثمانية ويشفيها ويعافيها من هذا المرض الخطير.
ولهذا السبب، فإن الدعوة إلى التضامن والتعاون لتوفير الدعم والمساعدة اللازمة لرضا وغيرها من مرضى السرطان في قطاع غزة هو أمر عاجل وفوري، يجب أن نعمل جميعا معًا لحصول هؤلاء المرضى على الرعاية الصحية لشفائهم، بغض النظر عن الظروف السياسية والاقتصادية التي تواجههم.