نجحت وزارة الصحة خلال العام 2009 في تخطي العقبات التي واجهتها جراء الحرب والحصار والإضرابات المسيسة وتمكنت من تحقيق انجازات ضخمة أبرزها ابتعاث الأطباء إلى الخارج وتفعيل برنامج البورد الفلسطيني وبرامج التعليم الصحي عن بعد بالإضافة إلى انجاز أول أرشيف الكتروني للوزارة وحوسبة مؤسساتها
كما نجحت في إجراء العديد من العمليات الجراحية المعقدة وفي تشكيل لجان عليا مشتركة مع مؤسسات ووزارات حكومية وأهلية في مجالات الصحة النفسية والإسعاف والطوارئ والتمريض واللجنة الفنية الدوائية التي تم تشكيلها مؤخرا إلى جانب ترميم العديد من المباني واستحداث أجهزة طبية متطورة.
والنجاح الذي تحقق لم يكن محض صدفة وإنما جاء نتيجة تنفيذ خطة الطوارئ التي وضعتها الوزارة واشرف على تطبيقها كل من وزير الصحة د. باسم نعيم ووكيل الوزارة د. حسن خلف والتي أعلن عنها قبل الحرب بأيام معدودة.
ولعل ابرز ما عانت منه الطواقم الطبية خلال الحرب هو الاستهداف المتعمد من قبل قوات الاحتلال للمؤسسات الصحية حيث أدت إلى استشهاد 16 من كوادرها إضافة إلى تدمير عدد من سيارات الإسعاف والمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية فضلا عن نفاد العديد من أصناف الأدوية والمهمات الطبية من مخازن الوزارة مما فاقم من الأزمة, لكن خلية الطوارئ التي شكلها الوزير أسهمت في تخطي كل هذه العقبات.
وقد شكلت الوزارة أثناء العدوان لجنة مهمتها استقبال المساعدات الطبية حيث تقوم بتخزين هذه المساعدات التي بغت قيمتها الإجمالية 13,108,633 دولار أمريكي ومن ثم تقوم بتوزيعها على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية, كما ألغى الوزير في تلك الفترة كافة الإجازات للموظفين وواصلت الطواقم الصحية عملها بالليل النهار من اجل إنقاذ الجرحى الذين وصلوا بالمئات خلال الأيام الأولى من الحرب.
وبعد انتهاء الحرب وتخطي عقبة الإضرابات واستنكاف الموظفين أعطى وزير الصحة د.باسم نعيم تعليماته إلى الاستفادة من كافة الوفود العربية والأجنبية التي وصلت إلى القطاع حيث تم إجراء عدد كبير من العمليات إضافة إلى توقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع دول عربية وإسلامية لابتعاث عدد من الأطباء المتخصصين من جميع المستشفيات إلى الخارج بغية تأهيل وتطوير قدراتهم .
كما قامت الوزارة في استغلال وجود هذه الوفود العربية والأجنبية في عقد العديد من الدورات الطبية في مختلف التخصصات وذلك عبر التنسيق مع الإدارة العامة لتنمية القوى البشرية مما أسهمت في إفادة العديد من العاملين في وزارة الصحة.
وفي خطوات حقيقة تؤكد تحديها للحصار الجائر المفروض على القطاع منذ ثلاث سنوات استطاعت الوزارة خلال العام الحالي في تحقيق جملة من المنجزات الهامة بدأت معالمها في انجاز أول أرشيف الكتروني للوزارة والذي يعد الأول منذ تأسيس السلطة الفلسطينية , كما تمكنت من حوسبة جميع المؤسسات الصحية الحكومية وتوقيع أول اتفاقية تعاون مع اتحاد الأطباء العرب تقضي بان يقوم وفد الاتحاد بتدريب الأطباء الفلسطينيين نظريا وعمليا.
كما حولت الوزارة حلم الأطباء الفلسطينيين إلى حقيقة بعدما نجحت في عقد امتحانات مجلس البورد الفلسطيني للعشرات منهم وهو ما كان غائبا في السابق وكان يكلف الأطباء الفلسطينيين للحصول على هذه الشهادات من الخارج عناء السفر وأموال طائلة, إضافة إلى الاتفاق مع بعض الجامعات المصرية على تدريب الأطباء في فلسطين عبر الفيديو كونفرانس من اجل تخطي عقبة الحصار وإغلاق المعابر.
وتطبق الوزارة منذ ثلاث سنوات وتحديدا منذ تولي د. باسم نعيم مهام وزارته في الحكومة العاشرة في خطة لإعادة اعمار القطاع الصحي, من اجل تغيير النظرة السلبية لدى جمهور المواطنين حول وجود إهمال وتقصير طبي , من خلال قيام الوزير بجولات تفتيش ميدانية اغلبها مفاجئة وأحيانا تكون في منتصف الليل من اجل مراقبة أداء كافة العاملين في الوزارة.
ويوجد في قطاع غزة ثلاثة مشاف تمتلك قدرات كبيرة وهي مجمع الشفاء الطبي ومجمع ناصر في خان يونس ومستشفي غزة الأوروبي في جنوب القطاع , ويوجد أيضا مشافي أخرى تمتلك قدرات لكن ليس بالقدر الموجود في المشافي سابقة الذكر.
وقد تمكن الاطباء في اجراء العديد من العمليات النوعية التي اسهمت في التخفيف عن المواطنين جراء الحصار ورفض السماح لهم بالسفر للعلاج في مشافي الخارج ابرزها عملية القلب المفتوح التي اجراها الدكتور عبد الكريم مهنا استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية في مجمع الشفاء الطبي للمريضة سحر الحسنات 28 عام, حيث كانت تعاني من ثقب 3 سم في القلب من إجراء تمكن الطاقم من إغلاقه جراحيا في عملية استغرقت قرابة الساعتين.
و استطاع الأطباء في مجمع ناصر الطبي من تصوير القنوات المرارية عبر الصبغة (ptc) كما نجح أطباء قسم أمراض في ذات المجمع في إجراء أول عملية خزع كلى( ( renal biopsy والتي تعد الأولى من نوعها في مستشفيات القطاع.
ونجح الأطباء في مستشفى غزة الأوروبي في إجراء العشرات من عمليات القسطرة القلبية الناجحة وغيرها من المستشفيات التي اثبت جدارتها وقدرتها على النهوض بالقطاع الصحي ومواكبة التطور العلمي الحاصل في المجال الطبي.
وفي إطار سعيها الحثيث لتطوير العمل في مستشفيات القطاع وخاصة في مجمع الشفاء الطبي الذي يعد اكبر مؤسسة صحية في فلسطيني قامت الادارة العامة للمستشفيات وبالتعاون مع الجهات المانحة في توفير أجهزة متطورة للمجمع أبرزها جهاز (Digital Fluoroscopy) والذي وصل بعد 8 شهور من احتجازه على المعبر , حيث تم تركيبه في قسم الأشعة المركزي بمجمع الشفاء الطبي.
كما قامت الوزارة في إعادة ترميم مبنى البطانة في ذات المجمع وبتمويل من التعاونية الايطالية وافتتاح مشروع وحدة القلب والحروق الجديد وقسم الصحة النفسية وغيرها من المشاريع , كما زودت الوزارة المجمع بجهازين تعقيم قيمة تكلفتهما 90 ألف دولار تم تمويلهما من قبل الصليب الأحمر الدولي ومحطة تحلية مياه خاصة بقسم غسيل الكلى تم التبرع بها من الهلال الحمر القطري حيث بلغت كلفتها المالية 140 ألف دولار. كما وصل جهاز الرنين الملون إلى ذات المجمع.
ولعل الانجاز الأبرز هذا العام هو اختيار مؤسسة Marquis who”s الأمريكية المعنية بإبراز الشخصيات المؤثرة على نطاق عالمي في مجالات مختلفة ، الدكتور زكريا يحيى الأسطل مدير دائرة المختبر في مجمع ناصر الطبي ضمن قائمة الشخصيات المؤثرة عالميا.
ومن باب التخفيف عن المواطنين اصدر الوزير عدد كبير من القرارات لتخفيض رسوم الدفع أبرزها الإعفاء الكامل لأصحاب الأمراض المزمنة إضافة إلى تخفيض رسوم السائقين فضلا عن منع التدخين في المرافق الصحية حرصا على سلامة المواطنين.
وبعد ظهور فيروس انفلونزا الخنازير وانتشاره في معظم دول العالم ووصوله الى الدول المجاورة ومحافظات الضفة امر الوزير باسم نعيم بتشكيل اللجنة العليا لمكافحة أنفلونزا الخنازير من معظم الوزارات والمؤسسات والجهات ذات العلاقة من اجل مواجهة هذا الفيروس في حال وصوله الى قطاع غزة.
كما قامت الوزارة في تزويد معبر رفح بكاميرا خاصة لمراقبة الزائرين من الوفود العربية والأجنبية لقطاع غزة تقوم بكشف الحالات المشتبه إصابتها في فيروس أنفلونزا الخنازير, كما تبذل جهودا مضنية من اجل توفير كاميرا أخرى على معبر بيت حانون.
كما استعدت المستشفيات لاستقبال أي حالة في حال وصول هذا الفيروس الوبائي إلى القطاع من خلال توفير غرف خاصة في كل من مجمع الشفاء الطبي ومستشفى النصر للأطفال إلى جانب إنشاء عيادتين طبيتين في كل من معبري رفح وبيت حانون.
هذا ونظم الوزير باسم نعيم جولة خارجية لحشد الدعم للقطاع الصحي حيث أسفرت هذه الزيارة التي شملت كل من مصر وسوريا وتركيا في الحصول على وعودات ضخمة لإعادة اعمار القطاع الصحي وباقي القطاعات الحكومية والأهلية التي تضررت بفعل العدوان والحصار الجائر المفروض على القطاع منذ ثلاث سنوات , خاصة بعد مشاركته في مؤتمر اسطنبول الشعبي لإعادة أعمار القطاع الذي حضره أكثر من 500 شخصية عربية وإسلامية ودولية وجمع أكثر من نصف مليار دولار لإقامة 470 مشروع موزعة ما بين مشاريع حكومية وبلديات وقطاعات مختلفة غير حكومية.
وحول مشاريع التطوير والأعمار في مؤسات الوزارة تم مؤخرا تزويد مجمع الشفاء الطبي بجهازين تعقيم بلغت قيمة تكلفتهما 90 ألف دولار بتمويل من الصليب الأحمر الدولي ومحطة تحلية مياه خاصة بقسم غسيل الكلى تم البترع بها من الهلال الحمر القطري وبلغت كلفتها المالية 140 ألف دولار.
كما تم افتتاح قسم تصوير الأشعة الرقمية الملونة في مجمع الشفاء الطبي الممول من الإغاثة الإسلامية وكذلك ترميم مبنى الباطنة في مجمع الشفاء الطبي وترميم وتطوير قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى النصر للأطفال والذي جرى تمويله من قبل جمعية الإغاثة الإسلامية وبعض الجهات المانحة المحلية , والعديد من المشاريع التطويرية في كافة مستشفيات القطاع.
كما تم تطوير قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى النصر للأطفال من ترميم المباني والتجهيز لافتتاح قسم الحضانة وأخيرا حوسبة الأرشيف الطبي.