معيقات صعبة تنذر بالأخطر
تقرير منظمة الصحة العالمية حول الحق في الصحة يطالب بتحركات استراتيجية والعمل على تحسين واقع الخدمات الصحية في فلسطين
الصحة : نور الدين عاشور
طالب تقرير منظمة الصحة العالمية حول اجتياز المعيقات للوصول للخدمات الصحية في الارض الفلسطينية المحتلة 2017 م , بتحركات استراتيجية فاعلة والعمل عل تحسين واقع الخدمات الصحية في فلسطين , وانقاذ النظام الصحي من معيقات صعبة تنذر بالأخطر .
حيث حمل د. يوسف ابو الريش وكيل وزارة الصحة الاحتلال المسئولية الكبرى عن تدهور الاوضاع الصحية والانسانية في فلسطين وفي قطاع غزة على وجه الخصوص , محذرا من ان تدهور المحددات الصحية في قطاع غزة لا يمكن ان تكون أساسا لنظام صحي قادر على الايفاء بالمتطلبات الاساسية للمرضى , مشيرا الى دائرة الازمات الصعبة والخانقة التي تحاصر العمل الصحي في غزة جراء نفاذ الادوية والمستهلكات الطبية وقطع الغيار وتدهور البنى التحتية ونقص الكوادر والامكانيات , واشتداد ازمة الوقود التي هي انعكاس لازمة انقطاع التيار الكهربائي وحرمان 12 الف مريض من التوجه للعلاج في المستشفيات التخصصية في الضفة او الداخل المحتل , كما وحذر د. ابو الريش من التبعات الكارثية بوقف التمويل المالي والبشري لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين , عادا ما يرتكب بحقها هو سلب متعمد لأحد حقوق اللاجئين وحرمانهم من الخدمة الصحية المناسبة فضلا عن برامج التعليم وبرامج الطوارئ والاغاثة , داعيا الى الاستجابة الى متطلبات الوكالة وعدم تجاوز دورها الكبير في تقديم الخدمة الصحية للاجئين وكشريك لوزارة الصحة , كما وندد بكل المحاولات لمحاربة الحق الفلسطيني وما يحدث لاهلنا في الخان الاحمر دليل على الاجرام الذي يمارسه المحتل ,
كما ودعا د. ابو الريش المؤسسات الدولية الى مراجعة الآليات التي تتبع مع الاحتلال , من خلال ما تبينه هذه التقارير من خطورة الوضع الانساني والصحي وزيادة المؤشرات التي تدلل على حرمان الانسان الفلسطيني من احد حقوقه في الحياة وهي الصحة , وأشار د. ابو الريش الى أن المتابع لمنهجية الاحتلال خلال مسيرات العودة وكسر الحصار بارتقاء 193 شهيدا واصابة 21 ألف مصاب منهم 34 طفل و3 سيدات و3 من الطواقم الاسعافية , يعي تماما اننا امام محتل لا يتقن سوى لغة القتل وامام كيان اكثر اجراما وتحديا للقوانين الدولية , داعيا في الوقت ذاته كافة الجهات والمؤسسات الدولية الى دور اكثر فعالية في حماية الطواقم والمؤسسات الصحية التي تتعرض وبشكل مباشر من ممارسة مهامها الانسانية في المناطق الشرقية لقطاع غزة , كما ووضع د. ابو الريش مقترحا عمليا لتطويق حالة الحرمان التي يعاني منها المريض الفلسطيني تتجاوز اجراءات وممارسات المحتل وحالة الانقسام السياسي بتشكيل صندوق يحمل شعار الحق في الصحة وبإشراف المؤسسات الدولية يتمكن من الوصول الى المرضى والى الفئات المهمشة .
نتائج صعبة وتمويل منخفض
الى ذلك تحدث د. جيرالد روكنشاوب مدير منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة عن ان العام 2017م شهد أقل نسبة موافقة على التصاريح تاريخيا للمرضى الذين احتاجوا لمغادرة قطاع غزة للحصول على الخدمات الصحية في مستشفيات الضفة الغربية و القدس حيث انخفضت النسبة الى 54 % فقط , كما واشار الى النتائج الصعبة والتأثير المباشر للحصار على قطاع غزة بالتسبب في حالة الضعف في النظام الصحي , وأن الوضع الصحي في غزة يشكل تحدي كبير لنا في البحث عن خطوات فاعلة تساعد في معالجة تلك التأثيرات , كما وأشار الى حالات الاعتداء على الطواقم الطبية خلال مسيرات العودة والتي تشكل تحديا صعبا في الحق بالصحة , وتحدث د. روكنشاوب عن التحديات الكبيرة في القطاع الصحي في الأرض الفلسطينية المحتلة بسبب نقص التمويل وانحسار الاستجابة الانسانية .
تراجع الوضع الصحي
بدوره حذر منسق الامم المتحدة للمساعدات الانسانية والانشطة الانمائية في الأرض الفلسطينية السيد جامي ماك جولدرك من ان ترسيخ الاحتلال في الضفة واطباق الحصار على قطاع غزة يشكل العائق الكبير امام الحق في الحصول على الرعاية الصحية من خلال نظام التصاريح والقيود التي وضعتها اسرائيل على الحركة وخاصة للفئات الهشة من المرضى الذين يحتاجون الى علاجات وفحوصات متخصصة غير متوفرة في غزة او الضفة مشيرا الى ان الحق في الصحة مرتبط في العديد من الحقوق كالحرية والحياة وعدم التمييز وبمجموعة من الحقوق الدولية , واضاف ان ما يحدث للمتظاهرين السلميين خلال مسيرات العودة هي احداث مأساوية بحق اولئك الذين يعبرون وبشكل سلمي عما وصلت اليه اوضاعهم الانسانية مطالبا بتوفير الحماية للطواقم الطبية العاملة هناك واصفا استهدافهم بالأمر المؤسف وان على اسرائيل المسئولية في رفع المعيقات امام الحقوق الانسانية التي اقرتها القوانين الدولية , وتحدث السيد جولدرك عن اوضاع المرضى الماساوية في غزة خاصة من هم بحاجة للعلاج التخصصي خارج القطاع الذي يعاني من تراجع كبير في الوضع الصحي والذي يتوجب من الجميع تعزيز المناصرة على ان يتمتع الفلسطينيين بمساواة كاملة في الحقوق وعدم اعاقة وصولهم للخدمات التي يحتاجونها .
خدمات اللاجئين على المحك
بدورها حذرت د. غادة الجدبة مدير برنامج الصحة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الانروا من ان الكارثة الملية الصعبة والخطيرة التي تضرب عصب عمل ومهام الوكالة ستؤثر وبشكل كبير وغير مسبوق على جملة الخدمات التي تقدمها الوكالة خاصة الخدمات الصحية والبرامج المتعلقة بها والتي يستفيد منها نحو مليون و 300 ألف لاجئ في قطاع غزة , ما يعني اننا امام وضع صحي هو الاصعب في وكالة الغوث جراء تلك الازمة واستمرارها و فرض واقع غير سوي ينعكس على حقهم واحتياجاتهم الصحية , مشيرة الى ان النظام الصحي في غزة تثاقلت علية الاعباء الصحية وان فئات المجتمع تعاني من التهميش والفقر , والامراض المزمنة الوضع البيئي خطير مع استمرار أزمة الكهرباء والماء وان مليون لاجئ يتلقون مساعدات غذائية وحرمانهم من ذلك يعني اننا امام تفاقم حالات مؤكدة على ان قوة وصمود الانظمة الصحية هو سبب عدم انهيار المنظومة الصحية بالكامل , وطالبت د. الجدبة بوقفة ودعم من المجتمع الدولي الى حين توفر حل للوضع في غزة ووقف حالة الانهيار الصحي المتوقعة للفئات المهمشة والفقيرة والتي لم تعد تقتصر على النساء والاطفال بل تشمل الشباب المحرومين من فرص الحياة والذين يرون العالم من خلف السياج وعلى صفحات الانترنت , وان يكون التقرير صوتا مسموعا لكل مريض حرم من العلاج في غزة .







يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.