توفيرا لفاتورة العلاج بالخارج
محمد اليازوري .. ميت سريريا .. والصحة لا قرار بالتحويل لمستشفيات الخط الأخضر
تقرير: نور الدين عاشور
على أسرة العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي ,وعلى مدار خمسة أسابيع متواصلة ظل محمد اليازوري ابن الثلاثين ربيعا , ينتظر الموافقة من قبل دائرة العلاج بالخارج بوزارة الصحه في رام الله , لتحويله لاحدى مستشفيات الخط الأخضر لإجراء عملية جراحية عاجلة لاستئصال ورم دماغي عانى محمد من انتكاسة صحية بسببه فمن التشنجات الدائمة إلى حالات الاغماء والتي ادت الى حدوث كسر في فخده الأيمن ما استدعى إجراء عملية جراحية لتثبيت الكسر .
البداية
بدموعها وأنين صوتها الخافت وصفت الحاجة ام محمد اليازوري معاناة ولدها والذي يعمل موظفا في وزارة الصحة , للحصول على تحويلة وتغطية مالية لاستكمال علاجه في مستشفيات الخط الأخضر , وما تكبدته العائلة من رفض للتحويلة 3 مرات العام الماضي , وفي شهر 3 /2015 تم اجراء عملية جراحية له دون أي مؤشرات للتحسن , بعد العيد مباشرة تدهورت حالة محمد , لتتواصل رحلة المعاناة لاستصدار تحويله جديدة لمستشفى المقاصد وعند كل مراجعة لدائرة العلاج بالخارج يتم ابلاغنا بأن الموعد لم يتحدد من المستشفى , وبعد تواصلنا مع مستشفى المقاصد ابلغنا بان التحويلة لم تصلهم اصلا من دائرة العلاج بالخارج , وليتم بعد ذلك تقديم تحويلة جديدة وفقا لتقارير ونماذج التحويل والمروسة بالعاجل جدا لتاتي الموافقه , وخلال توجهنا بالإسعاف الى معبر بيت حانون جاءت الاتصالات بأن يعود محمد دون توضيح للاسباب .
تقاطعت الكلمات بوالدة محمد وتوجهت بقبلاتها على جبينه وتدعو له بالرحمة مستذكرة للمكانة التي حظي بها محمد في قلوب كل من عرفه فهو موظف في وزارة الصحة مشهود له بالكفاء والتفاني بالعمل رغم انه ممن لم يتقاضوا رواتبهم لكنه واظب على عمله , تفوق في دراسته وكان محل ثقة مرؤوسيه في الوزارة , توجهت والدة محمد بنداء استغاثه الى كل القلوب الرحيمه بالنظر لحالة محمد وما آلت اليه أوضاعه الصحية حيث دخل منذ ايام في حالة موت سريري .
من يتحمل المسئولية ؟
حاتم اليازوري شقيق محمد أوضح أن دائرة العلاج بالخارج أبلغتهم رفض مستشفيات الضفة والمقاصد لاستقبال حالة محمد نظرا لخطورة وضعه الصحي بعد خمسة أسابيع من تطور الحالة , وبعد ذلك بأيام يضيف حاتم اليازوري انه تم التواصل مع د. بسام البدري مدير دائرة العلاج بالخارج بغزة وتجمع عدد من أفراد العائلة وبعد توسل ورجاء الدكتور وافق على التحويل الى مستشفى اخلف داخل الخط الأخضر مشترطا وجود موافقة للتغطية المالية من رام الله , طالبا منهم البحث عمن يتوسط لهم في الحصول على التغطية المالية .
ويشير حاتم اليازوري بيده الى اخيه محمد بأنه ضحية لنظام عقيم غلب المصالح المالية على مصالح وصحة المرضى خاصة في غزة , مفوضا امره لله تعالى هو الوحيد القادر على ان يبدل الحال , وليس ببعيد عن محمد حيث يرقد والده الحاج توفيق اليازوري في مستشفى الباطنة بمجمع الشفاء الطبي والذي تعرض لانتكاسة صحية بعد سماعه عن الحالة المرضية لنجله محمد .
العلاج بالخارج
العديد من الروايات والوقائع خيمت على مفاصل العمل بدائرة العلاج بالخارج فبين مريض بالسرطان حاول احراق نفسه وآخرين قضوا ضحية اجراءات وقرارات ظالمة كما يصفها المراجعون وبطء الاجراءات الادارية وليس انتهاءا بقرار د. اميرة الهندي مدير دائرة العلاج التخصصي بوزارة الصحة لوقف التحويلات للمستشفيات الاسرائيلية للعمل على توفير فاتورة العلاج بالخارج .
ويبقى السؤال مطروحا من هي الضحية القادمة بعد محمد اليازوري والذي ربما يتوفاه الله في أي لحظه , وكم هم من في حالة محمد تحول بيننا وبينهم قصص ومعاناة لاتقل ماساوية عن حالة محمد .