جاء باكورة نجاح شفاء احد موظفيها..

الصحة تتسلم جهاز منظار الحنجرة  المرن و القصبة الهوائية بتبرع من شركة الاتصالات الفلسطينية

الصحة: نهى مسلم //

لم يتمالك الاربعينى محمد العواجنة  مشاعره التي امتزجت فيها الفرح و البكاء حينما سمع صوته و هو ينطق بكلمة “الحمد لله” وراح يبكى تارة و اخرى يضحك و يحتضن طبيبه المعالج مرة و زوجته مرة أخرى التى رافقته منذ بداية رحلة علاجه حتى وصوله الى هذه اللحظات الجياشة.

كم تمنى  محمد ان يكون ابنه عبود ابن الخمسة اعوام  متواجدا معه فى هذه اللحظات حتى يسمعه صوته الذى غاب عن مسامعه لما يقارب من العام و الثمانية اشهر عانى فيها جفاء من ابنه لفقدانه سماع صوته الحانى الذى تعود عليه يغنى له و يلعب معه و اخذت نفسيته تتراجع لشعوره بفقدانه لحنان صوت ابيه.

كانت هذه كلمات محمد العواجنة من منطقة العوجا باريحا خلال لقاء المكتب الاعلامى الصحي و الذي تعرض لرائحة نفاذة و سامة و هو يقوم بإعادة فحص وإصلاح إحدى خطوط التليفونات أفقدته صوته حينما شعر بجفاف فى حلقه و دوار فى الرأس لم يفيق على نفسه إلا و هو في  احدى مستشفيات رام الله تلقى خلالها العلاج على مدار ثلاثة ايام دون استعادة صوته.

من هنا بدأت رحلة العلاج و المعاناة لمحمد الذى جال و صال فيها جميع مستشفيات الضفة الغربية المحتلة و فلسطين المحتلة عام 48، وزار اخصائيى الانف و الحنجرة و الاوتار و كل له تشخيصه و علاجه انتهت دون استعادة صوته أيضا كما و توجه لزيارة الطب النفسى  و لم يلقى نتيجة و لا علاج.

أمل و ألم

استرسل محمد فى حديثه قائلا :”بقدر الله عزل و جل  بينما كانت زوجتى تقلب قنوات الفضائيات اذ باحدى القنوات المحلية تبث حلقة حول مشاكل الاذن و الحنجرة و ضيقها الدكتور احمد الجدبة الذي استعرض خلالها حالات استعادة النطق لها بعد فترة من الزمن “

و قال و صوته بدا عليه اللهاث من طول فترة اللقاء :”لم تتردد زوجتى فى الاتصال و التواصل مع د.الجدبة و الإصرار على العلاج إلى أن وصلنا إليه في قطاع غزة التى كانت  بداية لمحطة جديدة من  الامل و الالم  على مدار شهر”

و استطرد متفائلا:”و بالفعل تمت الفحوصات بشكل سريع وبدأنا مع د.الجدبة  عمليات المنظار الأولى الاستكشافية التى استمرت لمدة 45 دقيقة و الثانية بتحديد المشكلة حيث الحروق في أسفل الأوتار نتيجة استنشاق المادة السامة والعملية الثالثة المفاجأة كما اسماها طبيبه المعالج والتي استغرقت 30 دقيقة “

تحشرج  صوت محمد فجأة و نحن نتحدث اليه عبر الهاتف من شدة البكاء ،مستذكرا تلك اللحظات  قائلا:”معالم الامل و التفاؤل برزت على ملامح الدكتور الجدبة و هو يدخل انبوب المنظار داخل حلقى و يقول لى صارخا بأعلى صوته ..نادى على عبود ..نادى على عبود (ابنه المحبب الى قلبه)”

بدأ محمد بصوت خافت يقول الحمد لله الحمد لله ،نزع طبيبه أنبوب المنظار بعدها بشدة من شدة فرحته و  بكى محمد من من ألام ذلك الشد ..اختلطت المشاعر كل حسب طريقته و تحولت غرفة العمليات الى صالة افراح يملؤها الزغاريد و التهنئة و الاحضان بعودة صوت محمد الذى يرجع الفضل فيه الى الله عز و جل ثم الى الطبيب المعالج و الزوجة الصبورة المكافحة (أم موسى)هكذا اختتم محمد حديثه .

وشكر العواجنة مجمع الشفاء الطبى الذى احتضنه و قسم الانف و الاذن و الحنجرة بكافة طواقمة و خص بالذكر الدكتور احمد الجدبة طبيبه المعالج،كما شكر طواقم مجموعة الاتصالات التى سهلت مهمة علاجه منذ لحظة خروجه من بلدته الى أن وصل قطاع غزة و التواصل معه الى ان شفى تماما و استعاد صوته الشجى.

جهاز منظار الحنجرة و القصبة الهوائية الذي تبرعت به  شركة الاتصالات الفلسطينية لمجمع الشفاء الطبى جاء باكورة قصة نجاح لعلاج احدى موظفيها  على يد طاقم طبى متمرس و متميز في المجمع برئاسة د.الجدبة لاستعادة نطقه بعد ان فقده اثناء  مهمة عمل وتقديم الخدمة للمواطنين.

توجت وزارة الصحة باكورة قصة النجاح لأحد طواقمها الطبية باحتفال نظمته فى ادارة مجمع الشفاء الطبى لاستلام جهاز منظار مرن للحنجرة و القصبة الهوائية بتبرع من  شركة الاتصالات الفلسطينية بقيمة 80 ألف دولار.

 حضر الاحتفال معالى د. مفيد المخللاتى وزير الصحة و ممثلى شركة الاتصالات الفلسطينية برئاسة السيد احمد ابو مرزوق مدير اقليم غزة فى شركة الاتصالات الفلسطينية و المدراء العامون و المدراء و رؤساء الوحدات و الاقسام و اخصائيى الانف و الاذن و الحنجرة  بالمجمع .

بدوره عبر الوزير المخللاتى عن سعادته لتكاتف جهود القطاع الاهلى الذى لم يتوقف عن مسيرة البناء و التطوير لدعم القطاع الصحى و على رأسهم شركة الاتصالات الفلسطينية من خلال تبرعهم بهذا الجهاز الهام و التى كما كانت لهم سابقة قبل ذلك فى التبرع بالأدوية للوزارة.

و أردف:هذا الجهاز هو جهاز تشخيصى علاجى متقدم له خصائص متميزة فى علاج أمراض الانف و الحنجرة وسيساهم فى رفع معاناة المرضى  و خاصة الحالات التى كانت تحول للخارج ،و أيضا فى تقليص قائمة الانتظار،مثمنا دور شركة الاتصالات على هذا التبرع الكريم “

أ.أحمد أبو مرزوق قال بأن هذا الجهاز جاء باكورة قصة نجاح لاحد موظفى الشركة باستعادة نطقه بعدما فقده اثناء مهمة عمل و كان وراء هذا النجاح طبيب عظيم د.احمد الجدبة الذي تحتضنه اسوار مجمع الشفاء الطبى الاكبر على مستوى قطاع غزة فى الخدمة و الاداء و التطور.

و أضاف:”تبرعت مجموعة الاتصالات الفلسطينية بهذا الجهاز ليزيد من نجاحات المجمع عامة و قسم الأنف و الأذن و الحنجرة و يطور الخدمة للمواطن فى جميع ارجاء فلسطين فى الداخل و الخارج و فلسطينيو الشتات”

و عبر أبو مرزوق عن فخره و اعتزازه بمستوى الخدمة فى المجمع فى ظل الحصار الخانق و ضعف الامدادات و قلة الامكانات مثمنا جهود الطواقم الطبية في ذلك التى لها الدور البارز فى هذه النجاحات و اسعاد المرضى بعلاجهم  و شفائهم بشكل تام كحالة موظفنا فى الشركة”

و قال:” هذه قصة نجاح سنتحدث بها فى كل المحافل و الاماكن التى تسجل انجازا عظيما لوزارة الصحة “

حول الجهاز

د.أحمد الجدبة الطبيب المعالج لحالة محمد العواجنة قال بن هذا الجهاز متطور جدا و هو تشخيصى و علاجى و تعليمى كما انه يستطيع إزالة الاجسام الغريبة من القصبة الهوائية و الرئتين بسهولة و من خلاله نستطيع اخذ عينات للفحص من تلك الأماكن المذكورة سابقا،إضافة إلى انه تعليمى  يستطيع اكثر من طبيب ان يرى الجسم الغريب فى ان واحد و تشخيص المشكلة على الفور

و استطرد د.الجدبة:” يتميز هذا الجهازبسرعة التشخيص و العلاج  حيث نقوم بعمل منظار للمريض و ارسال الصورة للخارج و من ثم يتم معالجتها هناك على اثر هذه الصور بالليزر إن احتاج الأمر “

و ذكر اخصائى الاتف و الأذن و الحنجرة د.الجدبة بأنه يتم معالجة ما يقارب من 30 حالة اسبوعيا و اجراء من (5-7)حالات مناظير فى الاسبوع.

يشار إلى أن د.أحمد الجدبة كان قد عالج و اعاد النطق لعشرين حالة فقدت النطق من مؤثرات عصبية و صوتية و عوامل أخرى كان أولها امرأة في الستينات  من قطاع غزة فقدت النطق لحوالى 14 عاما جراء صدمة عصبية كما تم تشخيصها و اخرى من مملكة  البحرين و اخرها حالة الشاب الاربعينى محمد العواجنة و ليست بأخر الانجازات.

وحدة العلاقات العامة و الاعلام