نجاح عمليتي استئصال أورام بالمخ
جراحة الأعصاب بالأوروبي تعيد الذاكرة لسيدة وتنقذ شاب من شلل رباعي
وزارة الصحة/ يحيى النواجحة – ملكة الشريف
ألم يعتصر أبناء الحاجة “فتحية” 76 عاما ، والتي لم تعد تعرفهم، أو تميز بينهم ، وأصبحت تشعر بالحرج عندما يسألها أحدهم عن الأشخاص أو الأشياء فلا تجيب، لأنها نسيت كل شيء .
بدأت معاناة السيدة الحاجة “فتحية” تدريجيا، حين بدأت تشكو في الأسابيع الأخيرة من فقدان ذاكرة وصداع شديد، وصعوبة بالغة في الكلام، مما دفع أبناءها إلى التوجه بها للمستشفى الأوروبي.
وبعد إجراء صورة أشعة مقطعية للدماغ وصور رنين مغناطيسي بالصبغة، تبين وجود ورم كبير بحجم 5×5×5 سم داخل الجمجمة ضاغط بشدة على الدماغ من الناحية اليسرى، وهو قريب جدا من مركز الحركة للأطراف اليمنى، وبذلك تبين سبب الصداع وصعوبة الكلام الذي تعاني منه المريضة.
وقد نجح فريق جراحة الأعصاب في مستشفى الأوروبي باستئصال كامل للورم الدماغي دون مضاعفات، وقد استعادت المريضة الوعي الكامل مباشرة بعد الجراحة، حيث تم ملاحظتها ليلة واحدة بالعناية المكثفة ثم حولت بعدها للقسم.
وأفاد استشاري ورئيس قسم جراحة الأعصاب د. نضال أبو هدروس أن هذا الورم كان يشكل خطرا على حياة المريضة في حال تركه دون تدخل جراحي، كما أظهرت الصور المقطعية بعد الجراحة الاستئصال الكامل للورم، واستطاعت المريضة أن تمشي وحدها ودون مساعدة بعد يومين من اجراء العملية لها.
من جانبها وأثناء خروجها من المستشفى بعد عدة أيام، أخذ لسان الحاجة “فتحية” وأبنائها يلهج بالدعاء للطاقم الطبي الذي قدم لها خدمة صحية مميزة أدت لشفائها التام ، وقدرتها على ممارسة حياتها بشكل طبيعي، وقد أصبحت تتذكر الجميع وتتمتع بالصحة والعافية.
أما الشاب “سامي” البالغ من العمر 20 عاما، فقد كان يعاني من كتلة بارزة في مؤخرة الرقبة تزداد في الحجم منذ عام، إلى أن بدأت تؤثر على حركة الرقبة، وبعد إجراء صور الرنين المغناطيسي والصور المقطعية تبين وجود ورم عظمي كبير الحجم في الفقرة العنقية الرابعة، وخلال إجراء العملية تم استئصال كامل للورم دون مضاعفات، وبذلك عاد الأمل لسامي الذي خرج من المستشفى بعد بضعة أيام.
من جانبه، أوضح د. أبو هدروس أنه _ولحسن حظ المريض_ كان معظم نمو الورم للخلف مبتعدا عن الحبل الشوكي الذي كان تقريبا في تماس مع الورم، وكانت الجراحة ضرورية حتى لا يحدث ضغط على الحبل الشوكي مع مرور الوقت مما قد يؤدي إلى شلل رباعي.
وأضاف أنه الحالتين الأولى والثانية كانتا في نفس الأسبوع وكان مستوى الدقة الجراحية عالي، وهذا ضروري حتى لا يتضرر مركز الحركة أو الحبل الشوكي، والذي قد يؤدي إلى شلل نصفي في الحالة الأولى أو رباعي في الثانية، كما شكر د. أبو هدروس الطاقم العامل والمساعد من أطباء جراحة الأعصاب وأطباء التخدير والتمريض.