لربما تتسارع وتيرة العمل مع كل ساعة إضافية لتشغيل المولدات الكهربائية في مختلف مستشفيات ومرافق وزارة الصحة وخاصة الرئيسية منها والتي تضم عديد الأقسام الحيوية كغرف العمليات والعناية المركزة وحضانات الأطفال وأقسام غسيل الكلى والمختبرات والأشعة , فبين جنبات تلك المستشفيات يكاد لاتخبو أصوات المولدات الكهربائية بمختلف أحجامها والتي تمتد ساعات عملها لأكثر من 12 ساعة يوميا , في محاولة منها لتزويد تلك الأقسام بالتيار الكهربائي اللازم لتشغيل الأجهزة الطبية وضمان استمرار عمل الأقسام التي تقدم خدماتها الصحية على مدار الساعة .
خدمات لم تتوقف
وخلف تلك المولدات فرق هندسية وفنية تراقب وعلى مدار اللحظة عمل تلك المولدات وكميات السولار المطلوبة لتمكينها من العمل وإجراء الإصلاحات الطارئة في حال حدوث أي عطل هنا أو هناك , حتى لا يشعر المريض بأن الخدمة الصحية التي تقدم له قد تتأثر مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة أو الانقطاع المتكرر والمفاجئ له , معطيات جعلتنا نبحث في تفاصيل عمل تلك الفرق وكيف تمكنت من أن تسجل بنجاح عدم توقف أي من الخدمات الحيوية جراء انقطاع التيار الكهربائي حتى في أصعب فصول الأزمة .
يتحدث م. بسام الحمادين مدير عام الهندسة والصيانة بوزارة الصحة حول ماتقوم به إدارته وبمتابعة يومية من قيادة الوزارة لإبقاء مؤشر عمل تلك المولدات ضمن المستويات التي تتيح لطواقمنا الطبية في مختلف مواقعها من العمل بكل ثبات دون الشعور بأي تهديد يتعرض الخدمة وبالتالي حصول المريض على العلاج اللازم وبشكله الكامل , حيث يشير م. الحمادين أن وزارة الصحة تفخر وعلى الدوام بأن مستشفياتها ومراكز الرعاية الأولية لم توقف أي خدمة من خدماتها جراء ازمة الكهرباء والتي يمتد عمرها من عمر الحصار المفروض على مختلف مناحي الحياة في قطاع غزة , مضيفا الى ان مانعتبره انجازا فعليا هو أننا وصلنا الى هذا المستوى من وسط نقص شديد في كميات السولار اللازم لتشغيل المولدات والتي تصل شهريا الى 350 ألف لترا موزعة على فترات التشغيل وقد تزيد تلك الكميات مع ازدياد فترات القطع , فضلا على الصيانة الآنية لتلك المولدات وما تتطلبه من قطع غيار ولوحات وزيوت وفلاتر أحجم الاحتلال دخولها عبر المعابر إلى غزة , الأمر الذي دفع طواقمنا الفنية والهندسية الى البحث عن بدائل في حال عدم توفر تلك القطع بشكل تام , مضيفا الى ان الأجهزة الطبية في أقسام العمليات والعناية المركزة وحضانات الاطفال والمختبرات تعمل وفق تيارات كهربائية ثابتة وتتأثر بشكل كبير بأي زيادة في كميات الكهرباء المولدة مايعني تعرض تلك الأجهزة إلى التلف الجزئي أو الكلي وهذا يضيف عبئا إضافيا لطواقمنا في متابعة الأحمال والإبقاء على الفنيين في حال استعداد متواصل لمراقبة عمل المولدات بمختلف أحجامها وهنا نقول ان بجانب تلك المولدات الكبيرة أخرى متوسطة الحجم وهي بحالة جهوزية كاملة في حال حدوث أي عطل في المولدات الكهربائية ويحتاج إلى وقت لإجراء الصيانة اللازمة له .
حلول بديلة
ويضيف م. الحمادين انه ومع اشتداد فترات الأزمة خلال الأعوام السابقة كان القرار من وزارة الصحة في البحث عن مصادر بديلة للكهرباء فكانت مشاريع تركيب لوحات الطاقة الشمسية لتجميع وتخزين الطاقة ضمن شبكات كهربائية تتيح لعديد الأقسام الهامة في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية بالعمل باستقرار حتى مع فترات انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة , حيث تم تنفيذ مشروع تركيب اللوحات الشمسية في قسم الحضانة بمستشفى النصر للأطفال وقسم العناية المرزة والمختبر في مجمع الشفاء الطبي إضافة الى تزويد بعض مراكز الرعاية الاولية بتلك اللوحات لتبقي على عمل ثلاجات الحفظ التطعيمات خلال فترات القطع .