غزة/الصحة/ لم يتوقع المواطن ابو جودت البردويل أن يجد علاجاً لمرض الحصى في كليته والتي تسبب له  آلام كثيرة دون تدخل جراحي ينهي معاناته، ليجري له الأطباء في مستشفى غزة الأوروبي عملية تفتيت الحصى باستخدام الأشعة ويغادر المستشفى في ذات اليوم لتنتهي آلامه ومعاناته مع الحصى في الكلى إلى الأبد.

يقول البردويل: ” لم أتوقع أن تكون عملية تفتيت الحصى لدي بهذه السهولة حيث أخبرني الأطباء أنهم سيجرون لي عملية تفتيت الحصى باستخدام الأشعة ودون جراحة وبحمد الله أجريت العملية دون أي مضاعفات والآن أتمتع بصحة جيدة وأمارس عملي دون أي متاعب”.

وفي ذات السياق، يؤكد مدير دائرة الأشعة في الإدارة العامة للمستشفيات في وزارة الصحة الاستاذ إبراهيم عباس أن خدمات الأشعة والتصوير الطبي تحظى باهتمام كبير من قبل وزارة الصحة، نظر للأهمية الكبيرة لها لاعتماد العديد من الأقسام الأخرى عليها وخصوصا فيما يتعلق بالخدمات الكبيرة مثل  جراحة الأعصاب وتشخيص الأورام.

ويشير عباس إلى أن نوعية الأجهزة الخاصة بالأشعة في المستشفيات تضم أحدث الأجهزة، مبيناً أن مرافق الوزارة تضم أجهزة الأشعة العادية وأجهزة الألترا ساوند الخاصة بالشرايين والأوردة والأشعة المقطعية والبانوراما الخاصة بالأسنان وأجهزة الرنين وأجهزة تصوير الثدي وتفتيت الحصى بالاشعة والموجات الكهرومغًناطيسسية.

ويبين ان هنالك نحو نصف مليون متردد  على أقسام الاشعة سنويا، مشيراً إلى أن هنالك افراط في طلب الأشعة بالنسبة للمواطنين، وهو الأمر الذي قد يشكل خطورة على حياتهم في حالة التعرض المتكرر لأجهزة الاشعة دون الحاجة الماسة إلى ذلك.

وحول التطورات في أقسام الأشعة في المستشفيات يشير إلى أن وزارة الصحة في قطاع غزة تعمل حاليا على مقاربة المعدلات العالمية من خلال اضافة العديد من أجهزة التصوير بالأشعة المقطعية، وغيرها من أجهزة الأشعة الأخرى حيث تمتلك الوزارة خمسة اجهزة للأشعة المقطعية وتعمل على اضافة جهازين ليصبح المعدل يقارب جهاز لكل 150 ألف مواطن بعد أن كان في العام 2006 جهاز لكل 750 الف مواطن.

ويلفت عباس إلى أن اهتمام وزارته في جلب وتطوير خدمات الأشعة المقطعية تعود إلى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها خصوصاً فيما يتعلق بخدمات الطوارئ، ودورها في التشخيص الدقيق للأمراض ، بالإضافة إلى أنه أصبح يعتمد عليها كبديل عن بعض القسطرات التشخيصية في حالات انسداد الشريان التاجي، حيث تعد اكثر امانا وأقل تكلفةً على المريض.

كما يبين عباس عمل وزارته على تطوير العمل في خدمات الأشعة ليس فقط في مجالات تشخيص المرض ولكن أيضاً في المجالات العلاجية حيث عملت على اضافة أجهزة تفتيت الحصى باستخدام الأشعة في المستشفى الأوروبي كبديل عن العمليات الجراحية في ذات المجال، موضحاً أن الوزارة تتطلع في المرحلة الحالية إلى مزيد من الاهتمام في خدمات الأشعة التداخلية.

وتستخدم الأشعة التداخلية في “الطب الحديث الان كبديل عن  العديد من العمليات الجراحية بتدخلات طبية افضل و اقل ضررا واكثر امنا.

حيث تستخدم العمليات التداخلية الدقيقة  بدون جراحة بتوجيه الاشعة والتي تسمي الاشعة التداخلية هي احد اهم الفروع الحديثة في الطب الان والتي تشهد تطور مطرد بصورة مذهلة. اغلب هذه التدخلات دقيقة للغاية وتتم تحت تأثير المخدر الموضعي مما يمكن المريض من استعادة نشاطه وصحته في زمن قياسي يستطيع بعده العودة لعملة ومواصلة حياته الطبيعية بدون معاناه من مشاكل ومخاطر الجراحات التقليدية او مضاعفات التخدير الكلي”

وتطمح دائرة الاشعة في الإدارة العامة للمستشفيات إلى مزيد من تطوير خدمات التصوير الطبي عبر حوسبة الخدمة حيث تم ادخال العديد من أجهزة الحواسيب على خدمات الأشعة، والتي سيكون لها الأثر في اضفاء مزيد من الدقة وتحسين جودة الصور، بالإضافة إلى الاستغناء عن الأحماض والأفلام التي تستخدم في ذات المجال وانجاز العمل في وقت وجيز بما يؤدي بالنهاية لتحسين الخدمات للمواطنين.

لكن خدمات التصوير الطبي وكبقية الخدمات الطبية تعاني الكثير بسبب سياسات الاحتلال ومنعه لإدخال قطع الغيار لأجهزة الاشعة المتعطلة في مستشفيات قطاع غزة لأشهر طويلة مما يؤدي إلى تعطل الكثير من أجهزة الأشعة لفترات طويلة أحيانا وتعطل الخدمة المقدمة للمواطنين.

وفي ذات السياق، يؤكد مدير وحدة الأشعة في المستشفيات أن مشكلة تعطل اجهزة الأشعة في المستشفيات، تعد من المشاكل المستعصية بسبب سياسات الاحتلال الذي يمنع إدخال قطع الغيار الخاصة بالأشعة، وتحتاج إلى تنسيقات خاصة ولفترات طويلة حتى يتم ادخالها بالإضافة إلى التكلفة العالية لقطع الغيار حين تتعطل وندرة المانحين الذين يمولون هذه القطع.

ويشير إلى أن وزارته تبذل جهوداً جبارة في التواصل مع المانحين ومع المنظمات الدولية لتسهيل دخول قطع غيار أجهزة الأشعة حتى يتم اصلاحها وعودتها للعمل من جديد لخدمة المواطن، على الرغم من كل التضييقات الاسرائيلية.