أعلن وزير الصحة د. باسم نعيم عن وجود مخطط لدى الوزارة لإنشاء مركزين متكاملين لجراحة القلب المفتوح في القطاع, أحدهما في مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس, والآخر بمجمع الشفاء الطبي في غزة.

وأكد الوزير نعيم في كلمته خلال الاحتفال السنوي بمناسبة مرور عام على إعادة تفعيل جراحة القلب المفتوح بغزة أن إجراء 255 عملية قلب مفتوح خلال عام, وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها القطاع المحاصر  يعد إنجازًا  كبيرًا حققته الوزارة.

وأشار إلى قدرة الأطباء بغزة على إجراء مثل هذه العمليات في ظل نقص الموارد والمستلزمات الطبية التي تعاني منها وزارة الصحة.

وأعرب الوزير نعيم عن أمله بأن “يكون ملف الصحة هو ملف إجماع وطني, وأن ينأى عن الحزبية ومشاكل الانقسام الفلسطيني بين أبناء الشعب الواحد”.

ولفت إلى وجود مشاكل كثيرة تواجه الوزارة كالحصار والاحتلال وانقطاع التيار الكهربائي, مؤكدًا أن صمود الشعب الفلسطيني هو سبب تغلب الوزارة على هذه المعيقات.

من جانبه, تطرق د. مدحت عباس مدير عام مجمع الشفاء الطبي إلى معاناة المرضى قبل إعادة افتتاح القسم, ذاكرًا حسب تقارير لمنظمات حقوق الإنسان أن الاحتلال كان يحاول ابتزاز المرضى وجعلهم بين خيار العلاج الذي يكون مقابله العمالة مع الاحتلال, أو الموت.

وأشار إلى أنه في ظل الوزارة الحالية تم إنشاء العديد من المستشفيات والأقسام, التي خففت من عبئ السفر على المواطنين, وعملت على تدريب طلاب الطب في جامعتي الأزهر والإسلامية من المستوى الخامس.

بدوره, قال استشاري جراحة القلب المفتوح د. مروان الصادق “تم إجراء 255 عملية جراحة قلب مفتوح”, مبينًا أن نسبة الوفيات تبلغ 4.9% من العمليات التي أجريت داخل القسم وهي قريبة من معدل الوفاة بالدول الأوروبية.

وأشار إلى أن القسم وفر على الوزارة تكلفة تحويلات علاج للخارج تعادل 1.25مليون دولار, وعالج أشخاصًا يحول الاحتلال دون سفرهم للعلاج بالخارج.

ونوه إلى سعي القسم إلى تقليص نسبة التحويلات إلى 50%, بنسبة عمليتي قلب باليوم, مطالبًا الوزارة بزيادة عدد أطباء العناية المركزة وأخصائيي القلب بالقسم, إضافة إلى توفير جهاز تلفزيون “إيكو”، وجهاز قسطرة للقسم.

ولفت إلى أن القسم يملك حاليًا فريق طبي متكامل ما كان له الدور البارز في التخفيف من معاناة المرضى, حيث أجريت أول عملية تركيب شرايين لمريض في يناير 2010.

من ناحيته، حذر رئيس التخدير بقسم جراحة القلب المفتوح بمجمع الشفاء الطبي د. ناهض غربية من نفاد الأودية الخاصة بالقسم، خاصة دواء “بروتامين سلفيت” المعاكس, مشيرًا إلى أنه لا يمكن العمل داخل القسم بدون هذا الدواء.

وأشار غربية على هامش المؤتمر إلى أنه تمّ توفير كمية منه تكفي فقط لـ25 مريضًا للشهر الحالي, بالتعاون مع أطباء بلا حدود، لافتًا إلى أن هناك نقصًا في أدوية التخدير بشكل عام، خاصة دواء “أتراكوريم” لشل عضلات المريض أثناء العمليات, حيث يستعاض عنه بدواء آخر أقل جودة.

يذكر أنه في عام 1998 تأسس قسم القلب في مجمع الشفاء الطبي لكنه كان يفتقر للإمكانيات، ما استدعى سفر المرضى للخارج لتلقي العلاج, حيث تعطل القسم بشكل شبه كامل إثر حصار غزة ما أدى إلى تفاقم معاناة المرضى.