لليوم الحادي والعشرون على التوالي يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي لم يترك أي من معالم الحياة ..

حرب قضت على الأخضر واليابس ، الطفل والشيخ ، المرأة والرجل على حد سواء ، فكانت همجية بكل مافي الكلمة من معنى ..

آثارها أبلغ من أي وصف تشاهد دمار البيوت على ساكنيها ، شهداء في الشوارع ، أشلاء في كل مكان ،  جرحى ينتظرون الموت لا يجدون من يسعفهم، عائلات فقدت بيوتها يفترشون السماء غطاءً ، وبيوت فقدت عائلتها ..وآخرين لم يعودوا يملكون شيئاً سيذكر التاريخ أنها من أكبر الفضائح الإنسانية.

 المؤسسات الصحية لم تسلم أيضا من قذائف ومدفعية الاحتلال، فمنذ بداية العدوان تعرضت المرافق الصحية لعدد من الضربات الهمجية من قصف وتدمير المستشفيات وتشريد مئات المرضى الذين أصيبوا جراء العدوان ، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية بحيث تقف المؤسسات الصحية عاجزة عن تقديم الخدمة الطبية للجرحى والمرضى.

ولمعرفة تفاصيل أكثر كان لنا عدد من المقابلات مع شهود عيان

مستشفى غزة الاوروبي

د.عبد اللطيف الحاج مدير عام المستشفيات أفاد أنه تم استهداف وتدمير محيط المستشفى بطول 30م مما أدى إلى إلحاق الضرر بقسم الاستقبال وانهيار سقف غرفة العناية المركزة وإصابة أحد الممرضين، كما وأدى القصف إلى تضرر قسم الأطفال بالمستشفى بأضرار بالغة ما دفع الطواقم الطبية إلى إخلاء القسم إلى أقسام أخرى.

مستشفى  الوفاء للتأهيل الطبي

تم التواصل مع مدير عام مستشفى الوفاء  للتأهيل الطبي د.تيسير البلتاجي والذي أفاد بقصف الطابق الرابع للمستشفى بـ 6 قذائف مدفعية والطابق الثاني والثالث ب20قذيفة، وتم ابلاغنا بضرورة إخلاء المستشفى ضمن ساعات محددة حيث قمنا بإخلاء 25 مريض بينهم مسنين وجرحى يصعب إخلاؤهم، و15 ممرضاً وذلك في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً ، وأضاف إلى أنّ المستشفى مكون من سبعة طوابق على مساحة 1500م  وتم تقدير معدات وتجهيزات المستشفى بحوالي 7″ مليون دولار “

ويضيف د.البلتاجي وقمنا بالفعل بإخلاء المستشفى بشكل كامل مع العلم بأنّ المستشفى يقدم خدمات تأهيل طبي للإعاقات الحركية والاعاقات الإدراكية وحالات الشلل والغيبوبة، ولا يمكن أن تتحرك من مكانها ، وعلى الرغم من ذلك واصل الاحتلال تهديداته حتى اللحظة حيث وصلنا مكالمات من جهات دولية عن نية الاحتلال الصهيوني بقصف المستشفى بالكامل،

مستشفى شهداء الأقصى

ولم يكتف الاحتلال الاسرائيلي بهذا القدر إلا أنه تم استهداف مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح  بإحدى عشرة قذيفة مدفعية على هذا المستشفى الوحيد بالمحافظة الوسطى والذي يقدم خدمات لنحو 350.000 مواطناً “وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ” حيث أدى الاستهداف إلى تضرر أقسام المبيت بالطابق العلوي ومبنى وغرفة العمليات وقسم العناية المركزة وقسم جراحة الرجال وتدمير شبكة الأكسجين، إضافة إلى تضرر مقر سيارات الاسعاف الموجودة هناك.

ويفيد د. كمال خطّاب المدير الطبي لمستشفى الأقصى “إن قذائف المدفعية استهدفت عدد الأماكن في المستشفى أوقفت المنظومة الصحية مما أدى إلى حالة من الارباك في صفوف المرضى والطاقم الطبي ، وقمنا بإخلاء كامل للمستشفى من المرضى ،حيث تم تحويل عدد من الحالات الخطرة المنومة داخل المستشفى إلى مستشفى غزة الأوروبي هذا بالإضافة الى إصابة إحدى الزميلات من الممرضات أثناء قيامها بواجبها المهني وكان وضعها حرج  أثناء إصابتها وقمنا بتحويلها الى مستشفى. ناصر الطبي، هذا بالإضافة لإلحاق أضرار بالغة بالمستشفى والمعدات والمستلزمات الطبية التي تعاني نقصاً حاداً.

أصيب مرتين

محمود الناعوق 24 عاماً تم قصف منزله في دير البلح مما أدى إلى بتر قدميه وخلال تواجده في مستشفى شهداء الأقصى أصيب مرة ثانية خلال القصف الذي استهدف المستشفى وتم تحويله إلى مجمع الشفاء الطبي ثم إلى مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

استمرار تقديم الخدمة

وخلال زيارته للمكان ومعاينة الحدث يقول د. عبد اللطيف الحاج مدير عام المستشفيات أن القصف أحدث دماراً هائلاً في الطابق الثالث واستشهاد أربعة مواطنين  أحدهم من المصابين الذين كانوا متواجدين في المستشفى وثلاثة من المرافقين، وإصابة 80 بينهم ممرضين ومسعفين  والذي أدى إلى هرب المرضى على الرغم من حاجتهم للرعاية الأولية ، وتم فقد خدمة 30 خدمة سريرية، وبدورنا قمنا بتوزيع الخدمات والأسرّة، وقدمنا الدعم للموظفين لاستكمال واجبهم المهني كونها المؤسسة الحكومية الصحية الوحيدة التي تقدم الخدمة في تلك المنطقة وفي نفس اليوم أجريت عمليات جراحية واستمر تقديم الخدمات الصحية للمواطنين.

مستشفى بيت حانون

 يقول د.بسام أبو وردة مدير المستشفى أن المستشفى أغلق بشكل كامل نتيجة تواصل قوات الاحتلال للقصف المدفعي والذي تسبب في انهيار سقف بعض الأقسام كقسم الباطنة وقسم استقبال الأطفال واستهداف خزانات المياه ، وقصف حديقة المستشفى بأكثر من قذيفة حديقة بيت حانون الحكومي شمال مدينة غزة، ألحقت عملية الاستهداف بالقذائف أضرارا في مباني المستشفى أدت لاشتعال النيران في الباب الرئيسي لمبني الإدارة وقوع دمار جزئي، دون وقوع إصابات.

ويتابع انه تم إخلاء المستشفى من المرضى وتحويلهم  إلى مجمع الشفاء الطبي  ، مشيرا أن المستشفى يخدم 135.000 ألف نسمة .

خرق لكافة المواثيق والعهود الدولية

د. يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة يؤكد أنه تم التواصل مع المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومراكز حقوق الإنسان للتأكيد بأن استهداف المؤسسات الصحية يعتبر خرق لكافة المواثيق والعهود والقوانين الدولية والإنسانية ونطالب بثلاثة أمور:

  1. وقف مثل هذه الاعتداءات وتأمين مؤسسات العمل الصحي والطواقم الطبية والدفاع المدني لتأمين وصول المصابين والشهداء إلى المستشفيات لعدم حدوث كارثة حقيقية جراء بقائهم مكان إصابتهم.
  2. إدانة هذا السلوك وتجريمه في المحافل الدولية.
  3. محاكمة من قاموا بالاعتداء على المؤسسات الصحية وتقديمهم إلى محاكم دولية .

وفميا يتعلق بضمان عدم تكرار هذه  الاعتداءات أشار د. يوسف إلى أن هذه الجهات هي جهات تنسيقية وليست ذات سلطة وبالتالي يبقى الأمر متعلقاً بمدى التزام الجانب الاسرائيلي بالقوانين الدولية من عدمها ووعدت هذه الجهات بذل ما تستطيع من جهود.

احصائيات مركز المعلومات الصحية الفلسطيني في وزارة الصحة

وحسب احصائية مركز المعلومات الصحية الفلسطيني فإن استهداف المؤسسات الطبية ألحق الضرر ب 12 مستشفى وثلاثة من المستشفيات أغلقوا بالكامل، وكما ولحقت الأضرار ب 6 مراكز رعاية أولية ، وتم وإغلاق 27 مركزاً صحياً نتيجة لاستمرار القصف في كافة محافظات قطاع غزة .

بالإضافة إلى إصابة 22 من العاملين  من الطواقم الطبية من بينهم ستة شهداء و16جريحاً وتدمير تسعة سيارات إسعاف.