خلال برنامج لقاء مع مسئول

وزير الصحة د. مفيد المخللاتي : ترشيد الاستهلاك وتوجيه الموارد نحو الخدمات الأساسية للحفاظ على استمرارية الخدمات الصحية

اعتبر معالي وزير الصحة د. مفيد المخللاتي إن الحفاظ على تماسك منظومة العمل الصحي في غزة واستمرارية تقديم الخدمات الصحية هو في حد ذاته انجازا تسجله الحكومة الفلسطينية ووزارة الصحة خاصة ونحن نعمل في ظروف في غاية القسوة من الحرمان والحصار والإغلاق والتي اشتدت منذ منتصف العام الماضي .

وقال د. المخللاتي أن وزارته وفي ظل هذه الظروف القاسية قامت بترشيد الاستهلاك والنفقات وتوجيه الموارد نحو الخدمات الأساسية للحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات الصحية  , وتجنب توقف أيا من خدماتها الرئيسية كغسيل الكلى وحضانات الأطفال والعناية المركزة وغرف العمليات وخدمات الرعاية الأولية .

وأضاف ” أن غزة تعيش ومنذ سبعة شهور ظروفا معيشية صعبة زادت الخناق على مختلف القطاعات الحيوية خاصة القطاع الصحي وما خلفته سياسة الإغلاق والحرمان من نتائج سلبية على مجمل الخدمة وشكلت تهديدا لعديد الخدمات الصحية, فمنذ إغلاق معبر رفح وهدم الإنفاق وقطع شرايين الحياة توقفت واردات الأدوية والمستهلكات الطبية والتي كانت تشكل 30% من القائمة الأساسية, حيث حققت الوزارة في النصف الأول من العام 2013 تغطية لاحتياجاتها من الأدوية والمستهلكات الطبية بنسبة 80% , فضلا عن الصورة القاتمة التي يعيشها مرضانا المحولين للعلاج بالخارج والذين تنتهي بهم السبل ببوابات المعبر المغلقة أمامهم , وحرمانهم أيضا من وصول الوفود الطبية المتخصصة والتي كنا نستقبل وفدا طبيا أسبوعيا يساهم في تقديم الخدمات العلاجية التخصصية وتقديم برامج التعليم الصحي لكوادرنا الطبية .

أيضا تأثير الإغلاق وتوقف الموارد من مواد البناء الذي اثر سلبا على استمرار مختلف المشاريع الصحية مثل المستشفى الاندونيسي ومستشفى الولادة بالمنطقة الوسطى ومشاريع التأهيل والتوسعة في مجمع ناصر الطبي .

وتحدث د. المخللاتي عن وجه آخر للازمة المتمثل في النقص الحاد من المحروقات والمواد البترولية والذي شكل تحديا حقيقيا خاصة ونحن نعيش أزمة انقطاع التيار الكهربائي وعمل مرافقنا الصحية لفترات طويلة على المولدات الكهربائية ما رفع كمية الاستهلاك من السولار إلى 300 ألف لتر شهريا فضلا عن حاجة المولدات إلى الزيوت وقطع الغيار والصيانة بشكل مستمر , ما دفعنا إلى شراء الوقود الوارد من الجانب الإسرائيلي بأسعار تفوق إمكانياتنا المادية .

وحول جهود الوزارة في تخطي الأزمة تحدث معاليه عن اتصالات مكثفة تقوم بها وزارة الصحة مع مختلف الجهات الصحية الدولية والإنسانية والحقوقية لاطلاعهم بشكل يومي على تقارير الآثار السلبية للحصار والإغلاق على الخدمات الصحية , مشددا على ان استمرار هذا الوضع الصعب يهدد استمرار الخدمة الصحية .

وأشار الوزير المخللاتي إلى أن العام 2013 , شهد عديد الانجازات الطبية والتي مثلت علامات بارزة على صدق انتماء كوادرنا وحرصنا على تقديم خدمات صحية رغم الظروف الصعبة , فكانت نجاح 11 عملية لزراعة الكلى بارقة امل جديدة لنحو 470 مريض بالفشل الكلوي بالحياة دون الم , وتدشين المركز الثاني لجراحة القلب المفتوح في غزة والذي رفع التغطية العلاجية في هذا الملف الى 70 % ونامل ان تصل التغطية الى 100% في هذا العام , إضافة إلى تدشين جراحات القلب المفتوح والقسطرة العلاجية والتشخيصية للاطفال بالتعاون مع وفود طبية اجنبية , واغلاق ملف التحويلات الخارجية في عديد الخدمات , واعمال التاهيل والصيانة التي شملت العديد من مرافقنا الصحية وكان لها الدور الكبير في اظهار تلك المرافق بشكل حضاري يليق بأبناء شعبنا وصمودهم بقيمة 53 مليون دولار , وادخال خدمات بديله عن تلك التي حرمنا منها الحصار مثل تركيب لوحات الطاقة الشمسية لتزويد بعض المرافق بالطاقة الكهربائية في ظل الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي , فضلا على توفير عديد الاجهزة الطبية الحديثة كاجهزة غيسل الكلى وإضافة جهاز ثاني للقسطرة القلبية بمستشفى غزة الاوربي , وتدعيم المختبرات وبنوك الدم بعدد من التجهيزات المخبرية ورفع القدرة السريرية بمستشفى الباطنة بمجمع الشفاء الطبي الى 12 سريرا اضافة الى  النهوض بخدمات الولادة وفق مستويات نوعية .

وتحدث معاليه عن التعليم الصحي والابتعاث الطبي لأكثر من 150 من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي للخارج للحصول على الدرجات العلمية العليا في مختلف التخصصات بالتعاون مع مختلف الجهات في مصر والاردن وقطر وماليزيا واندونيسيا .

ونوه الى ان وزارة الصحة رغم هذه الصعوبات الا انها ماضية في تقديم خدماتها الصحية وان تكون على قدر كبير من مسئوليتها تجاه ابناء شعبنا وتحقيق الخطط التطويرية والتي ستخفف الكثير من المعاناة رغم صعوبة الطريق الا ان ايماننا وثقتنا بالله كبيرة , حيث اننا نتطلع في العام الحالي الى تدشين خدمات ومشاريع صحية جديدة مثل مركز الجراحات التخصصية بمجمع الشفاء الطبي , وتدشين اول مركز وطني لزراعة الكلى بايدي وسواعد وطنية , وانشاء وحدة للعلاج الاشعاعي والبدء في تنفيذ مبنى الباطنة في مجمع الشفاء الطبي، فضلا على استمرار جهود الوزارة في تطوير مسيرة التعليم الصحي وفتح آفاق جديدة امام كوادرنا الطبية في هذا المجال.

لمشاهدة الفيديو  اضغط على الرابط التالي

http://www.youtube.com/watch?v=Ef5-sLFn3z0