اعتبر د. باسم نعيم وزير الصحة أنّ ما يشهده القطاع الصحي في غزة هذه الأيام من نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الأساسية الأشد منذ فرض الحصار الظالم على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال لقاء جماهيري نظمته حركة المقاومة الإسلامية حماس وكلية الزيتونة للعلوم والتنمية بالمحافظة الوسطى بحضور عدد كبير من مسئولي وزارة الصحة ووجهاء ومثقفي وأساتذة المحافظة.
وأضاف معاليه أن إصرار رام الله على التعامل مع هذا الملف من منطلق المناكفات السياسية، وحرمان القطاع من حصته الدوائية، يهدد حياة مئات المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة والخالات الصعبة ، حيث ونحن نتحدث في هذه اللحظات نفتقد محاليل غسيل الكلى والتي وصل رصيدها إلى صفر والقائمة تطول من الأصناف الأساسية الأخرى اللازمة لمواصلة تقديم الخدمات الطبية في مستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، حتى الأصناف البسيطة من المسكنات والمضادات الحيوية ، مشيرا إلى خطورة الأزمة والتي بلغت ذروتها في هذه الأيام فنحو 183صنف من الأدوية من أصل 425 صنف هي الآن رصيدها صفر.
وشدد د. نعيم على ضرورة تحمل الأطراف المعنية مسئوليتها الإنسانية ومواصلة الضغط على حكومة رام الله لوضع آلية لإيجاد حل جذري لعدم تكرار هذه الأزمة ، والتعامل معها بجانبها الإنساني والوطني والكف عن الزج بها إلى دائرة المناكفات السياسية، حيث من يدفع الثمن هو المواطن وخاصة المرضى ، منوها إلى أن الوزارة تتابع الأزمة بقلق شديد مع كافة الجهات المعنية وتضعها في صورة المشهد المأساوي نتيجة تلك الممارسات غير المسئولة من قبل صحة رام الله.
وحول ما يصل القطاع من تبرعات أشار معاليه أن تلك التبرعات تحمل العديد من الأدوية والمستهلكات الطبية غير الضرورية وهي محدودة في كمياتها، موضحاً أنّ هناك صعوبة في التواصل مع الحملات الشعبية الدولية للتنسيق في طبيعة المساعدات وفق ما تحتاجه الوزارة ، معرباً عن شكره العميق لكل الأحرار الذين يكافحون من اجل الوصول إلى غزة وتقديم المساعدة.
وتحدث معاليه عن الواقع الصحي في غزة موضحا جملة من المعيقات التي واجهت الوزارة منذ بداية عملها قبل أربع سنوات أبرزها الاحتلال وفرض الحصار والاستنكاف الوظيفي ثم الحرب والعدوان على قطاع غزة ، والتي كانت بمثابة التحدي الكبير والصعب للوزرة كونها أول من تلقى الضربة، حيث تعاملت مع عدد كبير من الشهداء والجرحى واستطاعت ترتيب الأوضاع وتنظيم العمل للتعامل مع الأزمة الجديدة مع حرصها على مواصلة تقديم الخدمات الأولية والأساسية لسكان القطاع ، مؤكدا انه كلما زادت الأزمات تزيد أهمية وزارة الصحة ويتجلى دورها كونها تعنى بأرواح الناس وسلامتهم ، وان تلك الأزمات لم تعيقنا إلى التطلع إلى طموحات عالية تليق بشعبنا ، فانجازات الوزارة واضحة وجلية من نجاحها في إدارة الأزمة ، وتطوير العمل الصحي وتحسين الخدمة حيث قدمنا خلال العامين الماضيين من 6_8 مليون دولار في مجال الإنشاءات والترميمات والتجهيزات الصحية .
بعد ذلك أجاب معاليه على تساؤلات واستفسارات الحضور موضحا ما توليه الوزارة من اهتمام ورعاية صحية لأبناء المحافظة الوسطى وما تحمله أجندة المشاريع التطويرية في الوزارة للمحافظة.
من جانبهم ثمن الحضور ما تقوم به وزارة الصحة لتطوير الهيكل الصحي الفلسطيني، وصولاً إلى خدمة صحية آمنة في ظل التحديات التي يعانيها القطاع الصحي بغزة.