استقبلت وزارة الصحة الفلسطينية وفد قافلة القدس (5) الليبية – والتي تسيّرها اللجنة الأهلية الدائمة للشعب الفلسطيني، برعاية النقابة العامة للمصارف وشركات التأمين والاستثمار الليبية، برئاسة الأستاذ نوري الشهاوي رئيس القافلة، وأ. البهلول الثواري نائب رئيس القافلة، وذلك في مجمع الشفاء الطبي بغزة، حيث اطّلع الوفد الزائر على المعاناة التي يواجهها المرضى جراء الحصار، أعقبه مؤتمراً صحفياً.

بدوره، رحب د. يوسف المدلل مدير عام ديوان وزير الصحة بالوفد الزائر، على تحمله مشقة وعناء السفر من أجل الوصول لقطاع غزة، موجهاً شكره وتقديره للإخوة في الجماهيرية الليبية وزعيمها العقيد معمر القذافي وشعبها الأصيل الذي ناضل من أجل دحر الاحتلال الايطالي عن بلاده، على مساندة ودعم الشعب الفلسطيني المحاصر، مؤكداً أنّ الاحتلال الإسرائيلي لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني لتحقيق طموحاته وآماله في التحرير.

ودعا د. المدلل الإخوة في الجماهيرية الليبية الشقيقة إلى دعم فكرة الوزارة في إنشاء مركز إشعاعي لعلاج مرضى السرطان في غزة في ظل حاجة القطاع لهذا المركز، خاصة بعد استخدام الاحتلال الإسرائيلي للأسلحة المحرمة دوليا والتي تجعل المواطنين عرضة أكثر للإصابة بمرض السرطان، مطالبا الوفود التي وصلت إلى القطاع بعد الحرب برفع تقاريرها للجهات والمنظمات الصحية وغير الصحية الدولية بخصوص وضع القطاع الصحي في قطاع غزة وحجم المأساة التي يعيشها المرضى بسبب نقص الدواء وتعطل عشرات الأجهزة الطبية.

واستعرض د. المدلل المعاناة التي يواجهها القطاع الصحي جراء نقص أصناف عديدة من الأدوية والمهمات الطبية، في ظل نفاذ 190 صنفاً من مخازن الوزارة و165 صنفا من المهمات الطبية.

ووجه د. المدلل نداء استغاثة لكافة المؤسسات الدولية والحقوقية للقيام بدور أكبر لإدخال الدواء فورا، لإنهاء هذه المأساة التي يدفع ثمنها مئات الأبرياء من المرضى في قطاع غزة، الذين يعانون حصاراً

جائراً منذ أكثر من أربع سنوات.

وقال د. المدلل ” إننا نستذكر في هذه اللحظات الظروف العصيبة التي مرت بها الوزارة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة قبل عامين، حيث كانت مؤسسات الوزارة والمواطنين عرضة للقصف والاستهداف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 16 من أفراد الطواقم الطبية.

وأكد د. المدلل حرص الوزارة على التواصل مع جميع الجهات المانحة وخاصة مع الإخوة في الجماهيرية الليبية الشقيقة، من أجل تغطية النواقص في قائمة الاحتياجات الطبية والدوائية نظرا لتفاقم أزمة الأدوية وخطورة وضعها على المرضى في غرف العناية المركزة وحضانات الأطفال في المستشفيات.

من جانبه، أعرب منسق القافلة الليبية عن تضامنه مع أهالي قطاع غزة في وجه الحصار، مؤكداً وقوف الجماهيرية الليبية قيادة وشعبا لجانب إخوانهم المحاصرين بقطاع غز، ناقلا تحيات الشعب الليبي وقيادته لأهالي قطاع غزة على صمودهم الرائع في مواجهة العدوان والحصار، معرباً عن أمله فغي تحقيق طموحات وأمال الشعب في التحرير للخلاص من براثن الاحتلال الاسرائيلين وقسوته.

بدوره، رحب د. مدحت محيسن مدير عام المستشفيات بالوفد الزائر، وقال إن زيارة قوافل كسر الحصار عن قطاع غزة تسهم في تعزيز صمود شعبنا في مواجهة كافة التحديات، داعياً إلى تكثيفها لمؤازرة ودعم إخوانهم في القطاع حتى ينتهي الحصار الظالم،داعيا المجتمع الدولي للوقوف عند مسئولياته الأخلاقية والإنسانية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح بإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية التي تحتاجها الوزارة. 

 من ناحيته، استعرض د. مدحت عباس مدير عامة مجمع الشفاء الطبي مدى خطورة الأسلحة التي استخدمها الاحتلال، مشيراً أنّ نتائج تحليل العينات البيولوجية التي تمّ أخذها من أجسام الشهداء والمصابين والمواطنين بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة تثبت استخدام الاحتلال الإسرائيلي للأسلحة المحرمة دوليا، مديناً صمت المجتمع الدولي والجهات الدولية في ملاحقة ومحاسبة المجرمين الصهاينة.

وبيّن د. عباس أن الفحوصات التي أجراها العلماء الايطاليين أثبتت وجود عنصر اليورانيوم لدى بعض المواطنين ممن تعرضت مناطق تواجدهم لضرب قنابل الفسفور والقنابل المعدنية التي احتوت على أكثر من 35 معدن وهي عناصر سامة مثل عنصر الكوبالت و الكاديميوم والمولبيدينوم وعناصر أخرى لا تقل خطورة وفتكا لحياة البشر.

كما ناشد المجتمع الدولي وخاصة مؤسساته المعنية بهذا الشأن أن ترسل الخبراء لمساعدة الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها المختصة، لوضع الخطط لحماية الشعب الفلسطيني وخاصة الأجيال القادمة من آثار الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل ضد الفلسطينيين. الحصار وأزمة الدواء.

ودعا د. عباس إلى رفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من أربع سنوات مطالبا بضرورة إدخال كافة الأدوية والمستلزمات الطبية، والأجهزة الطبية وقطع الغيار اللازمة لعشرات الأجهزة المتعطلة، وإدخال كافة المواد اللازمة للبناء واستكمال المشاريع الإنشائية والأقسام الطبية وغرف العمليات خدمة للمواطن الفلسطيني المقهور.

وحذر د. عباس من تعرض حياة المئات من المرضى للموت، نتيجة عدم توفر الأدوية التي يحتاجونها وفي مقدمتهم مرضى الكلى، والسرطان والثلاسيميا، ومرض السكر ونقص المضادات الحيوية والأنسولين وحليب الأطفال.