أكد معالي وزير الصحة الدكتور باسم نعيم سعي وزارته لافتتاح برنامج البورد الفلسطيني في مجال الصحة النفسية المجتمعية، معتبرا مناقشة الخطة الوطنية التنفيذية لهذا المجال الهام بمثابة محطة فاصلة ومهمة في تاريخ العمل الصحي النفسي الفلسطيني.

جاء ذلك خلال رعايته لورشة العمل التي نظمتها الإدارة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة بحضور د. رياض الزعنون وزير الصحة الأسبق ود. خميس النجار رئيس اللجنة الصحية بالمجلس التشريعي ود. سالم سلامة النائب في المجلس التشريعي ود. حسن خلف وكيل وزارة الصحة المساعد ود.محمد الكاشف مدير عام المستشفيات ود. عايش سمور مدير عام الصحة النفسية ود. أسامة البلعاوي مدير وحدة التخطيط ورسم السياسات بالوزارة عدد من ممثلي الوزارات والهيئات العاملة في القطاع الصحي ومقدمي خدمات الصحة النفسية المجتمعية .

وأضاف معاليه إن وزارة الصحة تسعى جاهدة لإعادة الاعتبار لهذا القطاع الصحي الهام خاصة في مجتمع مثل المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من الحصار والعدوان والإرهاب النفسي وتشجيع العمل الدءوب والمستمر لفتح آفاق المستقبل، مشددا على أن الاهتمام والرعاية بالجروح والإصابات ينبغي أن يكون بذات الأهمية في مجال الصحة النفسية المجتمعية.

وأكد الوزير نعيم حرص وزارته بمشاركة الجهات ذات العلاقة على تغيير ثقافة مفهوم الصحة النفسية السائدة لدى الجمهور من كونه وصفاً للتخلف العقلي والنفور من هذا المجال إلى اعتباره مجالاً صحياً مهما له مكانته، مشيرا أنّه لايتأتى الا بتضافر الجهود من الجميع، مشيرا أن الخطة التنفيذية هي نتاج عن الخطة الوطنية تمت بالتوافق مع الضفة الغربية وقطاع غزة، لأنه لايمكن تنفيذ خطتين منفصلتين ولتكون نموذجا على طريق الوحدة الوطنية ورص الصفوف.

وحول ما هو مطروح على جدول أعمال الورشة نوه معاليه إلى أن عرض مسميات الصحة النفسية يتم ولأول مرة لتنظيم العمل والهيكل الوظيفي بعد حالة الفوضى وتداخل الصلاحيات والتخصصات وعملية مسح جميع المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية والتي كانت تعمل دون معالم واضحة، منوها إلى ضرورة أن يكون التنافس ملا بين القطاع الخاص والجهات الحكومية وفق الأصول والقوانين الموضوعة، متمنيا في ذات الوقت أن تكون مخرجات هذه الورشة خطوة نحو قانون يعتمد من المجلس التشريعي لتنظيم العمل في البيت الصحي النفسي الفلسطيني كمجال معقد بحاجة إلى الجهود الجماعية .

كما وقدم معالي وزير الصحة د. باسم نعيم شكره وتقديره إلى كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية على تفاعلهم عبر السنوات الأخيرة وصولا إلى هذه اللحظة التاريخية ، موضحا أن العديد من الخطوات التي نفذت ومنها برامج الماجستير والدبلوم في الصحة النفسية والتي تمت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجامعة الإسلامية قد بدأت تؤتي ثمارها، مؤكدا على ضرورة اهتمام اللجنة الوطنية للصحة النفسية لتقديم كل مايلزم لتذليل العقبات أمام هذا المجال الحيوي والهام .

من جهته عرض د.محمد الكاشف مدير عام المستشفيات مسميات العاملين في الصحة النفسية حيث أوضح أن العمل كان وفق قرار وزاري بتشكيل لجنة الإعداد المبدئي للمسميات العام 2009 حيث تم العمل وفق القرار ومناقشة جميع المسميات وإعادتها للجنة العليا ثم رفعت إلى معالي وزير الصحة لاعتمادها العام 2010 موضحا أن تخصصات الخدمة الاجتماعية وعلم النفس والتخصصات الصحية هي التي شملها تفسير تلك المسميات وتمنى د. الكاشف أن تخرج هذه الورشة بتوصيات تثري العمل الصحي النفسي في وزارة الصحة .

إلى ذلك قدم د. عايش سمور مدير عام الصحة النفسية عرضا لصياغة الخطة الوطنية بالإضافة إلى الواقع الصحي النفسي في فلسطين والظروف المحيطة جراء ممارسات الاحتلال البغيضة وما يرافقه من  حصار وواقع السياسي واجتماعي واقتصادي صعب، مؤكدا أنً الهدف العام هو الوصول لمجتمع فلسطيني يتمتع بأعلى مستوى من خدمات الصحة النفسية.

بعد ذلك قدم أ. وليد صباح مدير دائرة التنسيق مع المؤسسات غير الحكومية شرحا حول عملية المسح للمؤسسات الاهلية المقدمة للخدمة والنتائج الأولية لهذه العملية التي استهدفت تنظيم العمل في إطار قانوني وموحد .

بدوره أوضح د. أسامة البلعاوي مدير وحدة التخطيط ورسم السياسات بالوزارة الأسس التي تم من خلالها إعداد الخطة واليات العمل والجهات المشاركة والجهات المنفذة، تاركا المجال لمجموعات العمل الأربعة مناقشة الأهداف وخطة العمل التنفيذية والاستراتيجيات للصحة النفسية 2011- 2012 وهي مجموعة وزارة الصحة ووكالة الانروا ومجموعة الوزارات ومجموعة الجامعات ومجموعة المؤسسات الأهلية .

وفي نهاية الفعالية أثنى معالي وزير الصحة د. باسم نعيم على الحضور والتفاعل بين الإطراف المعنية وحرصهم على تطوير مجال الصحة النفسية المجتمعية , متمنيا التوفيق للجنة الوطنية للصحة النفسية كهيكل متابع لهذا الملف وضرورة البحث في كافة الاثراءات التي أضافتها مجموعات العمل والتي أعلنت بداية جادة نحو التطوير والإسهام الجاد لتحسين الوضع الصحي النفسي المجتمعي في فلسطين.