أوصى مختصون بأهمية تحديد معايير للجودة الصحية، وتحديد المسئولية بحسب المستوى الفني، وإيجاد نظام للرقابة الصحية في القطاعين الخاص ‏والعام ومتابعتهما، مؤكدين على تعزيز القيم والأخلاقيات المهنية والرضا الوظيفي، وضرورة تعريف الجمهور بحقوقه حال تقدمه للشكوى، ‏مشددين على مراعاة الظرف الموضوع لقطاع غزة، هذا وتم التأكيد على إيجاد أرضية لتطبيق القانون، وضرورة توثيق ما يتم عمله للمريض.‏

جاء ذلك خلال ورشة عمل حول مشروع قانون المسؤولية الطبية نظمتها الإدارة العامة للشؤون القانونية بوزارة الصحة بحضور كلا من د. ‏باسم نعيم معالي وزير الصحة، د. حسن خلف وكيل الوزارة المساعد ، د. يوسف المدلل مدير عام ديوان الوزارة د. ناصر أبو شعبان مدير ‏عام تنمية القوى البشرية ، وأ. سليمان الغلبان مدير عام الشؤون القانونية، وعدد من نواب المجلس التشريعي ضم كلا من الدكتور سالم ‏سلامة، د. خميس النجار رئيس اللجنة الصحية بالمجلس التشريعي ، والنائب أ. هدى نعيم بالإضافة لحضور عدد من الشخصيات الاعتبارية ‏والقانونية والحقوقية والمختصين.‏

من جهته أوضح معالي وزير الصحة د. باسم نعيم أن العمل لانجاز قانون متعلق بتحديد المسؤولية الطبية قد بدأ منذ عام ونصف العام بهدف ‏الوصول إلى قانون يحفظ الحقوق المتساوية لكل من الطبيب والمريض صحيا وقانونيا، مشيراً أنه تم تشكيل عشرات لجان التحقيق من قبل ‏دائرة الشكاوى التابعة لديوان الوزارة والتي عملت بمهنية وشفافية عالية، منوها أن دائرة الشكاوى لا تغفل عن متابعة أي شكوى مقدمة ‏إليها، وقال الوزير نعيم ” إن متابعة الشكاوى الصادرة عن المواطنين تعد ثقافة جديدة على مجتمعنا تسعى الحكومة الفلسطينية لترسيخها في ‏أذهان الناس من خلال تشكيل لجان متخصصة تضم خبرات ومتخصصين كل حسب طاقته ومعرفته بهدف الوصول إلى قانون فلسطيني ‏يسهم في تحقيق العدل والمساواة ويضمن الحقوق للجميع بالتساوي، مشيرا أن هذا القانون ظل وللأسف لسنوات طويلة مغيبا في السابق.‏

وأشار الوزير نعيم أن الوزارة قد خطت خطوات جادة في مجال ترسيخ القانون كوسيلة فعالة لإيجاد حلول فعالة للمشكلات الطبية، وإنها ‏بصدد مشاركة الآخرين لتفعيل عمل اللجان بكل أمانة ومهنية عالية.‏

بدوره قال أ. صالح الغلبان مدير عام الشؤون القانونية بالوزارة أن الوزارة قد سعت إلى تجاوز الفراغ التشريعي المتعلق في مجال المسؤولية ‏الطبية من خلال تشكيل لجان متخصصة انبثق عنها ثلاث لجان فرعية ضمت الأولى المحور القانوني وتعمل من خلال الإدارة العامة للشؤون ‏القانونية، والثانية المحور الشرعي من خلال المجلس التشريعي، والثالثة المحور الطبي من خلال الإدارة العامة لتنمية القوى البشرية، مبينا أن ‏التوصيات سيتم رفعها للمجلس التشريعي بغرض إقرارها والمصادقة عليها، مشيرا أن الوزارة تعد الجهة الوحيدة المخوَلة بمنح التراخيص كونها ‏المقدم الرئيسي للخدمات الصحية للمواطنين.‏

من جانبه تناول د. سالم سلامة النائب في المجلس التشريعي في كلمته مشروع قانون المسؤولية الطبية من الجانب الشرعي، قائلاً إنه ينبغي ‏التفريق بين الخطأ العادي و الخطأ الفني مستدركاً رأي العديد من جمهور العلماء في تحديد المسؤولية الطبية الملقاة على عاتق الطبيب، داعيا ‏إلى مشاركة الجميع من أطباء وقانونيين ورجال دين.‏
وأوضح د. سلامة أن الشريعة الإسلامية تحث على العدل والمساواة وحفظ الحقوق جميعا خاصة حقوق المرضى وحفظ أسرارهم وكافة ‏الأمور التي تدخل في سياق الأمانة المهنية، والتي تتجسد في الأخلاق والضمائر الحية.‏

من ناحيته تطرق د. ناصر أبو شعبان مدير عام تنمية القوى البشرية إلى المحور الطبي وفق مشروع قانون المسئولية الطبية محددا موجبات ‏المسؤولية الطبية المتعلقة بالالتزامات المهنية والتي تعتمد على إتباع الأصول العلمية لمهنة الطب إضافة إلى موجبات الالتزامات الأدبية والتي ‏ترتكز على الإخلاص في العمل والوفاء وتجني الكذب والغش وحفظ أسرار المرضى وغيرها.‏
وأشار د. أبو شعبان إلى أهمية أن يكون مشروع القانون المتعلق بالمسؤولية الطبية مكمل لقانون الصحة العامة وليس بغرض التكرار مشيرا إلى ‏أهمية الاستفادة من تجارب العديد من الدول العربية في هذا الجانب. ‏

وحدة العلاقات العامة والإعلام