دعا مسئولون وأخصائيون إلى ضرورة تفعيل التفتيش الصيدلاني على الصيدليات العامة والخاصة من اجل حماية الشباب من ظاهرة الاستخدام السيئ لعلاج "الترامادول" ودعوا إلى التواصل مع المؤسسات ذات العلاقة لعمل دراسات علمية وإحصائية بهدف الحصول على الأرقام الحقيقية حول مدى انتشار تعاطي الترامادول وذلك للوقوف على حجم المشكلة وإمكانية التعامل معها.
جاء ذلك خلال يوم دراسي نظمته دائرة التخطيط والمعلومات الدوائية في الإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة الفلسطينية بعنوان ظاهرة سوء استخدام علاج "الترامادول" بحضور كلاً من معالي وزير الصحة الدكتور باسم نعيم وممثلين عن وزارات الداخلية والتعليم والإعلام والأوقاف ومحاضرين في الجامعات الفلسطينية وممثلين عن بعض المؤسسات الصحية وعدد كبير من المسئولين في وزارة الصحة وذلك في قاعة المؤتمرات بعيادة شهداء الرمال في مدينة غزة.
في بداية اللقاء رحب معالي وزير الصحة الدكتور باسم نعيم بالحاضرين مثمنا جهود القائمين على هذا اليوم الدراسي مؤكداً في كلمته حرص وزارة الصحة على حماية المواطن الفلسطيني من كافة المظاهر الاجتماعية السلبية التي تحاول أن تسوقها جهات خارجية من اجل تفكيك الروابط الاجتماعية القوية التي تميز مجتمعنا عن باقي المجتمعات بغية إضعاف روح الصمود والتحدي التي برزت خلال معركة الفرقان , موضحا أن الوزارة تتابع وتراقب عن كثب هذه الظاهرة داعيا إلى تكثيف الجهود والتعاون بين الجميع لتجاوز هذه الظاهرة بسرعة خاصة وأن المجتمع الفلسطيني له عاداته وقيمه الأصيلة.
وأوضح معاليه خطورة هذه الظاهرة التي باتت تقلق المواطن الفلسطيني مؤكداً أن هناك جهات خفية تقف وراء هذه الظاهرة من اجل حرف أنظار أبناء شعبنا خاصة الشباب عن الانتصار الكبير الذي تحقق في معرفة الفرقان وإدخال روح الهزيمة واليأس في نفوسهم.
وطمأن الوزير نعيم المواطنين قائلا "إننا في وزارة الصحة قادرون على وضع حد لظاهرة الاستخدام السيئ لعلاج "الترامادول" من قبل المواطنين خاصة فئة الشباب وذلك عبر تضافر جهود الجميع وخاصة المخلصين من أبناء شعبنا.
وأشار الوزير نعيم في كلمته أن الوزارة نجحت في تذليل الصعاب التي مرت بها جراء الحصار والعدوان والانقسام الفلسطيني وتمكنت من حماية القطاع الصحي من الانهيار وتحقيق انجازات كبيرة أبهرت كل المراقبين للشأن الفلسطيني, معربا عن ثقته العالية في نجاح اليوم الدراسي بتحقيق أهدافه المرجوة والتي تتمثل في حماية الشباب الفلسطيني من كل المؤامرات التي تحاك ضده.
بدوره قدم الدكتور منير البرش مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة شكره لمعالي وزير الصحة الدكتور باسم نعيم على اهتمامه المباشر بضبط ظاهرة سوء استخدام علاج "الترامادول" وذلك من خلال استصداره قرارا بالمراقبة المشددة عليه موضحا أن بعض وسائل الإعلام ووكالات الأنباء تحاول أن تضخم الأمور وتبث الإشاعات المغرضة لكي توحي للعالم بان الشباب الغزي يلجأون لتعاطي مثل هذه الأدوية للهروب من واقع الحصار.
من جانبه تحدث الدكتور أشرف أبو مهادي مدير دائرة التخطيط والمعلومات الدوائية في الإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة في كلمته حول ماهية علاج الترامادول مستعرضا آلية عمل مقارنة بين هذا العلاج وأدوية مخدرة أخرى, كما وتناول آثاره العلاجية وسلبيات استخدامه في ذات الوقت.
بدوره استعرض الدكتور عايش سمور مدير عام الصحة النفسية بالوزارة التأثيرات النفسية لعلاج الترامادول على المواطنين الذين يكثرون من استخدامه محذرا من الاستخدام السيء له.
بدوره تطرق الدكتور جهاد حمد المحاضر في الجامعة الإسلامية إلى القوانين والتشريعات الدولية المنظمة لاستخدام علاج الترامادول.
هذا وركز الأستاذ محمد مهنا من مكافحة المخدرات في كلمته على البعد الجنائي للموضوع وعمليات ضبط المخدرات ومن ضمنها الترامادول خلال السنوات الثلاثة الماضية موضحا آن هناك تزايدا في الكميات المضبوطة للعام 2008 عن باقي الأعوام السابقة.
كما تحدث الدكتور زياد مقداد عميد الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية عن البعد الشرعي لاستخدام هذا العلاج وتحريم استخدامه بدون ضرورة ملحة تبيح ذك الأمر.
من جانبه حذر الدكتور جميل الطهراوي المحاضر بالجامعة الإسلامية من الآثار الاجتماعية المترتبة على سوء استخدام علاج الترامادول أبرزها الضرر النفسي والاجتماعي الناتج عن تعاطيه هذا العلاج.
وأنهى الأستاذ ماهر بنات المحاضر في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية كلمات اليوم الدراسي في محاضرة له ارتكزت على الآثار التربوية لسوء استخدام الترامادول خاصة على فئة الشباب وما لذلك من تداعيات سيئة وضارة على بناء المجتمع الفلسطيني.
وفي نهاية اليوم الدراسي تم رفع التوصيات وعرضها على اللجنة الفنية الدوائية لمناقشتها ووضع خطة عامة للتعامل مع هذه الظاهرة , وأوصوا بضرورة عقد ورشات تثقيفية للمدرسين والخطباء في وزارة الأوقاف إلى جانب نشر الفتوى الصادرة من العلماء بخصوص هذا الموضوع منوهين إلى أهمية تشديد الرقابة على الأنفاق والمعابر وكذلك الترشيد في الاستهلاك الرسمي من قبل شركات الأدوية علاوة على عمل رقابة فعلية في آلية توزيعه على المؤسسات الصيدلانية , إضافة إلى متابعة وتفعيل الدور التوعوي والتربوي لوزارة التربية والتعليم والتواصل معها في عمل أيام توعية للجيل الناشئ من الشباب في المدارس والجامعات لحماية اللبنة الأساسية لمجتمعنا الفلسطيني.