د. أبو الريش : الأزمات المركبة التي يعيشها قطاع غزة تضع خدماته الصحية برمتها امام منعطف خطير

حذر د. يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة من خطورة الأوضاع الصحية والتي تعيش أزمات مركبة هي الأشد منذ فرض الحصار الصهيوني على قطاع غزة, وقال عطوفته في مؤتمر صحفي عقدته الوزارة بمجمع الشفاء الطبي أننا نقف اليوم في هذه المرحلة العصيبة, حاملين أنات مرضانا و جرحانا الذين لا حول لهم و لا قوة , يرقبون ومعهم طواقمنا الطبية الوفية لحظة بلحظة توفر جزءاً من جرعاتهم العلاجية أو بعضاً من المستهلكات الطبية اللازمة لتضميد جراحاتهم و عيونهم شاخصة صوب اجهزة طبية تعمل تحت رحمة مولدات كهربائية أضناها نقص الوقود وفقدان الزيوت و قطع الغيار .

ازمات مركبة

وأوضح د. ابو الريش أن الأزمات المركبة باتت تعصف بقطاعنا الصحي من كل جانب وتزيد من تفاقم الأوضاع الصحية جراء استمرار الحصار الصهيوني على قطاع غزة وتباطؤ حكومة التوافق الوطني لتلبية احتياجات قطاع غزة اليومية بما فيها خدماته الصحية وتجاهل متطلبات الموظفين المعيشية التي تؤمن وصولهم لاماكن عملهم و خاصة الأطباء الممرضين والفنيين والإداريين في المستشفيات و المراكز الصحية , ما يشكل خطورة بالغة على قدرة وزارة الصحة لتلبية الاحتياجات الصحية لنحو 2 مليون مواطن يعيشون في المحافظات الجنوبية من الوطن ويتجرعون مرارة الإغلاق المستمر للمعابر التي يتحكم بها الاحتلال الصهيوني وكذلك إغلاق معبر رفح البري المرتبط بجمهورية مصر العربية الشقيقة و الذي يشكل شريان حياة لقطاع غزة لا سيما في احتياجاته الإنسانية و الصحية .

نقص حاد

وأشار د. أبو الريش الى نقص ما يزيد عن 25% من قائمة الأدوية الأساسية وأن ما يزيد عن 15%منها مهددة بالنفاد خلال الأيام المقبلة, إضافة إلى نقص ما يزيد عن 55 % من المستهلكات الطبية الأساسية وأن ما يزيد عن 10 %منها مهددة بالنفاد خلال الأيام المقبلة , فضلا عن معاناة مستشفيات وزارة الصحة و مرافقها الحيوية من نقصاً حاداً في كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية التعويضية فيها و ما يتوفر لديها يكفي فقط لأيام قليلة حيث تستنزف ما يزيد عن 240 ألف لتر من السولار شهرياً في ظل الانقطاع الاعتيادي للتيار الكهربائي،  إضافة الى توقف 50% من سيارات الإسعاف و النقل الصحي و التي تحتاج إلى نحو 22 ألف لتراً من السولار و 12 ألف لتراً من البنزين شهرياً في الوضع الاعتيادي و أن الكميات المتبقية لديها لا تكفي سوى لأيام معدودات , وتوقف نحو 180 جهاز طبي عن العمل تماما و تحتاج إلى صيانة عاجلة , فضلاً عن العديد من الأعطال المتراكمة في مرافقنا الصحية و التي تحتاج إلى مصاريف جارية غير متوفرة لإصلاحها.

كما وحذر د. أبو الريش من أن شركات النظافة وشركات الأغذية الخاصة العاملة في المستشفيات والمراكز الصحية أصبحت غير قادرة على مواصلة عملها في المستشفيات  والمراكز الصحية بسبب تأخر مستحقاتها المالية و ما يترتب عليها من التزامات مالية للعاملين و الموردين.

اجراءات طارئة

وأشار عطوفته إلى أن النقص الحاد في الموارد المتاحة دفعنا للعمل بخطة محكمة لإدارة الأزمة ليتسنى لنا الاستغلال الأمثل في الموارد المتبقية من الأدوية والوقود  , كما وأوقفت المستشفيات العمليات الجراحية المجدولة و الغير طارئة لتتمكن طواقمنا الطبية في مستشفيات قطاع غزة من تأمين الخدمات الصحية الأساسية بحدها الأدنى في ظل التهديدات الصهيونية المستمرة, كما ودفع تناقص واردات الوقود للمولدات الكهربائية دفعنا إلى العمل بالمستوى( ب ) ما يعني ان أقساما بكاملها ستكون خارج الخدمة و قد نضطر إلى وقف عدد من الخدمات والمرافق الصحية الحيوية بعد ذلك , فضلا عن  إلى إعادة جدولة حركة سيارات الإسعاف والنقل الصحي و تقليصها للحد الأدنى وفقاً لخطة إدارة الأزمة ما يزيد من معاناة مرضانا و خاصة مرضى الفشل الكلوي .

مسئولية الاحتلال

وحمل د. أبو الريش الاحتلال الصهيوني مسئولية تردي الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة جراء حصاره المستمر للعام الثامن على التوالي بشكل غير قانوني وسط صمت غير مبرر من المجتمع الدولي إزاء الممارسات العنصرية بحق شعبنا .

كما وطالب حكومة التوافق الوطني بالوقوف عند مسئولياتها الوطنية والأخلاقية باعتبارها حكومة الكل الفلسطيني لرفع المعاناة عن شعبها الذي منحها الثقة وما زال ينتظر منها خطوات ايجابية متسارعة تنهي حالة العزلة التي يعيشها.

وجدد الدعوة إلى أشقاءنا في جمهورية مصر العربية إلى فتح معبر رفح البري بشكله الطبيعي أمام الاحتياجات الإنسانية والاغاثية لشعبنا الفلسطيني , والمطالبة لكافة الجهات المحلية  والإقليمية والدولية للتدخل الفوري لإنقاذ منظومة العمل الصحي وحماية حقوق المرضى العلاجية .