خلال دراسة أجراها في مستشفى الهلال الاماراتي

د. أبو العيش ينجح في اثبات أن الميزوبروستول الفموي له نفس فعالية الأقراص المهبلية للدينوبروستون في عملية تحريض المخاض

الصحة: ايات الحاج

نجح د. خالد أبو العيش مدير الصيدلية في مستشفى الهلال الاماراتي في اثبات أن الميزوبروستول الفموي له نفس فعالية الأقراص المهبلية للدينوبروستون في عملية تحريض المخاض ويمكن أن يكون بديلا جيدا لهذا الغرض.

جاء ذلك خلال دراسة أجراها استغرقت خمسة أشهر وبمراجعة طبية من د. هالي زعرب أخصائية النساء والولادة في مستشفى الهلال الاماراتي وقد تم نشر البحث في مجلة ” Cukurova Medical Journal” التركية .

وتنبع أهمية هذه الدراسة من النتائج التي توصلت إليها والتي في حال تطبيقها ستؤدي إلى تقليل التكلفة المالية على وزارة الصحة بشكل كبير جداً حيث أن التكلفة المالية للأقراص المهبلية للدينوبروستون عالية جداً اذا ما قورنت بالتكلفة المالية لربع حبة من الميزوبروستول الفموي والتي تؤدي نفس الغرض ، بالإضافة إلى سهولة تناول  الميزوبروستول والذي تستطيع المريضة تناوله لوحدها مباشرة دون تدخلات الطبيب لمساعدتها على ذلك ، بينما تحتاج الأقراص المهبلية للدينوبروستون إلى وجود الطبيب ليقوم بإعطائها بنفسه للمريضة وهو أكثر توافرا وأكثر استقرارا في الحرارة العالية.

وتم تقسيم المرضى في هذه الدراسة إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى الحمل الأول (الخروس) والثانية الحوامل متكررات الولادة (من 1-4 مرات)، والمجموعة الثالثة الحوامل عاليات تكرار الولادة (5 ولادات فأكثر) ، حيث تم استخدم شكلين من الميزوبروستول 200 ميكروغرام (Cytotic ، فايزر الدوائية).

وقد استخدم ربع قرص 200 ميكروغرام (50 ميكروغرام) لحالات الحمل الأول (الخروس) والحوامل لمرات متكررة (من 1-4 مرات) و25 مل من محلول الميزوبروستول (تركيز 1 ميكروغرام / مل، التي تم إعدادها بحل قرص واحد 200 ميكروغرام في 200 مل من ماء الصنبور) لحالات الحوامل عاليات تكرار الولادات (5 ولادات فأكثر) ، وقد أعطيت الجرعات عن طريق الفم على أن تكرر كل 6 ساعات وبحد أقصى أربع جرعات يوميا.

    فيما استخدمت أقراص دينوبروستون 3 ملي غرام المهبلية (Prostin E2 ، فارماسيا وأبجون) بنظامين مختلفين حيث أعطيت مجموعة الخروس قرص واحد في المهبل ثم نصف قرص كل 8 ساعات و باقي الحالات نصف قرص كل 8 ساعات.

واعتمدت الدراسة على جمع ومراجعة البيانات من دفاتر ملاحظات حالة المرضى وسجلات تسجيل الولادات وسجلات الدخول في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة من أجل رصد نتائج الأمهات والأطفال حديثي الولادة.

وأكد د. أبو العيش قائلا :” تعتبر عملية تحريض المخاض من الممارسات الشائعة على نطاق واسع حاليا وسابقا، ولا سيما مع نظائر البروستاغلاندين.

وقد تطرقت العديد من الدراسات لهذا الموضوع من جوانب مختلفة من أجل إيجاد العلاج الأكثر فاعلية مع الحد الأدنى للآثار الجانبية و الحد الأقصى للكفاءة الاقتصادية.

وقد كان من الملاحظ لدينا ، غياب واضح لمثل هذه الدراسات في ظروفنا الحالية، لذلك أجرينا هذه الدراسة، على الرغم من تكرارها في أماكن أخرى لاستجلاء القدرة على تغيير ممارساتنا في مجالي الولادة وأمراض النساء”.

وأوضح قائلاً: “على الرغم من التجارب والدراسات التي تثبت فعاليته في تحريض المخاض إلا أن الميزوبروستول لم يكن مرخص له  لهذا الاستخدام، ومن المعروف أيضا أن الجرعات المنخفضة للميزوبروستول الفموي أدت لفترات تحريض أطول، إلا أن ذلك كان مرتبطا مع معدل أقل في فرط تقلصات الرحم وتشوهات في معدل ضربات القلب للجنين”، ومضيفاً :” الميزوبروستول المتوفر لدينا متواجد في أقراص تحتوي 200 ميكروغرام لذلك قمنا بتقسيمها إلى أربعة أقسام كما في دراسات سابقة، وفي دراستنا هذه لم نجد اختلافات ذات دلالة بين الميزوبروستول الفموي وأقراص الدينوبروستون المهبلية بالنسبة لعدد الولادات المهبلية الطبيعية، وكانت هذه النتائج مشابهة لتلك التي في دراسات أخرى ،وكان ملاحظا أيضا أنه على الرغم من استخدامه في جرعة أقل وعدد مرات أدنى من دراسات أخرى، إلا أن الميزوبروستول الفموي أثبت في دراستنا هذه تكافؤاً علاجياً مع الدينوبروستون مع غياب الاختلافات بينهما في مضاعفات الولادة، ولم يسجل خلال دراستنا حالات وفيات للأمهات أو تمزق الرحم أو مضاعفات خطيرة, الأمر الذي يدل على سلامة ونجاعة الأدوية التي تم استخدامها “.

وقد شدد د. أبو العيش على أن هذه الدراسة أظهرت أن الميزوبروستول الفموي له نفس فعالية أقراص الدينوبروستون المهبلية في عملية تحريض المخاض ويمكن أن يكون بديلا جيدا لهذا الغرض، مع الأخذ بعين الاعتبار ميزان  التكلفة الاقتصادية، والذي يميل إلى الميزوبروستول منخفض التكلفة، لذا ننصح بتصميم دراسات مماثلة في المستقبل للسماح للتحليل الإحصائي لأعداد كبيرة لتقييم الأحداث النادرة مثل وفاة الجنين  أو تمزق الرحم  أو التحريض على جنين ميت.

من جانبه ثمن د. وليد ماضي مدير مستشفى الهلال الاماراتي الجهد الذي بذله د. خالد أبو العيش ود.هالي زعرب ، والتي تأتي من واقع المسئولية والتي كان هدفها تخطي الصعاب في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وخاصة الحصار على بعض الأدوية والمستلزمات الطبية ، معرباً عن سعادته لهذا العمل والبحث المميز متمنياً لهم مزيدأ من التقدم والنجاح.

وأكد أن هذه الدراسة ليست الأولى في مستشفى الهلال الاماراتي ولن تكون الأخيرة ونحن الآن بدأنا دراسة جديدة تهدف إلى امكانية توفير المضادات الحيوية للمرضى.