نتيجة لجهود الأطباء لمنع البتر..

د. الجدبة: نسبة البتر للجرحى في قطاع غزة أقل من النسبة العالمية

 

وزارة الصحة/ زينة محيسن

أكد رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في مجمع الشفاء الطبي د. إسماعيل الجدبة أن الجهود التي يبذلها الأطباء لإنقاذ المصابين في مسيرات العودة من بتر أطرافهم السفلية ظهرت نتائجها بشكل كبير، حيث أن نسبة البتر في قطاع غزة أقل من نسبة البتر العالمية لمثل هذه الحالات.

وأشار د. الجدبة أن النسبة العالمية للبتر الأولي تصل إلى 30% في اليوم الأول فيما تصل خلال الشهر الأول إلى 50%، أما في قطاع غزة ورغم محدودية الإمكانيات وبفضل الجهود الجبارة التي يبذلها الأطباء لمنع الوصول إلى قرار البتر فإن نسبة البتر حتى الآن لم تصل 10%.

وحول الالتزام بالمعايير العالمية للتعامل مع مثل هذه الإصابات البالغة في الأطراف، نوّه د. الجدبة أن الأطباء يقومون بما هو أكثر من المعايير العالمية ليتفادوا الوصول إلى قرار البتر، مضيفاً ” لأننا عاطفيون جداً لا نستطيع اتخاذ قرار البتر بسهولة حتى إن كانت حالة الجريح وفقاً للمعايير الطبية والعالمية تستلزم البتر، ونظل نحاول حتى آخر لحظة، كما أن أهالي الجرحى يرفضون القبول بقرار البتر سريعا، وهذه الأسباب تدفعنا إلى إجراء المزيد من المحاولات لإنقاذ الجريح من البتر”.

وأشار د. الجدبة أن هناك عدداً من الحالات التي لم نتخذ بشأنها قراراً بالبتر لآخر لحظة وتم نقلها إلى العلاج في الخارج ليتمّ بتر أطرافهم منذ اليوم الأول لوصولهم، منوهاً أنه في الرابع عشر من مايو وصلهم ما يقارب 68 حالة بوضع سيء وحتى اللحظة لم يحدث بتر سوى لحوالي 6 منهم فقط.

وشدد د. الجدبة على أن قوات الاحتلال تتعمد إصابة المتظاهرين في منطقة الركبة لأنه من المعروف طبياً أن نسبة عالية من الإصابات في هذه المنطقة ستنتهي بالبتر غالباً أو الإعاقة على أقل تقدير.

وفيما يتعلق بكيفية التعامل مع المصاب عند وصوله، ذكر د. الجدبة أنه بمجرد وصول المصاب نحاول إرجاع الدورة الدموية لقدمه من خلال عمل وصلات شريانية وفتح للجلد وأغشية العضلات، كما يتم إنعاشه وإمداده بوحدات الدم والبلازما والصفائح الدموية، ثم يتم نقله إلى العناية إذا توجب الأمر ومتابعته بالمضادات الحيوية ومميعات الدم، ليقوم الأطباء بعد ذلك بعمل غيار للجرح تحت التخدير الكلي في العمليات الكبرى نظراً لكبر حجم الجرح وعمقه، ويتم إجراء تنظيفات للجرح و”تسليك” للشرايين وإيقاف للنزيف، مؤكداً أن عمليات الغيار والتنظيف تحت التخدير الكلي وحدها تستنزف الكثير من جهود الأطباء ومقدرات غرف العمليات.