قال وزير الصحة الفلسطيني د.مفيد المخللاتي إن وزارته ستحافظ على استمرارية تقديم الخدمات الصحية الاساسية والضرورية للمواطنين، مؤكدا أن وزارته تحمل في جعبتها العديد من خطط الطوارئ البديلة في حال حدوث مزيد من التشديد في الحصار المستمر على قطاع غزة أو حدوث مزيد من تدهور الأوضاع.

وأشار وزير الصحة في تصريحات لبرنامج للأهمية على فضائية الأقصى أن قطاع غزة دخل منذ 10 أسابيع في مرحلة وصفها بـ”الصعبة والغاشمة”، مشيراً إلى أن مسئولية ذلك الحصار تعود للمحتل الإسرائيلي الذي يفرض حصارا غير قانوني على القطاع منذ العام 2006  في شكل وصفه بالمخل بالقوانين الدولية ومواثيق حقوق الانسان.

وتابع د. المخللاتي قوله: “الاحتلال لا يزال يفرض سلطاته على قطاع غزة وبكل المقاييس والقوانين الدولية فإن من واجب الاحتلال أن يزود قطاع غزة بكل ما يحتاجه”.

وعن الموقف المصري قال وزير الصحة إن وزارته تنظر للجانب المصري بصفتها شريان الحياة الوحيد، قائلاً إن حفر الأنفاق كلفنا الكثير من أرواح شبابنا الذين أبدعوا هذا الحل الصعب الذي نرى فيه حاجة وضرورة وطريقة شرعية لانقاذ أبناء شعبنا.

وبين د. المخللاتي أن “إسرائيل” تتصرف بمزاجية على المعابر التي تربطها بقطاع غزة، قائلاً إنه لا ضمان للاحتلال وهو يشدد حصاره وقت ما يشاء على القطاع وعلى القطاع الصحي من أجل أهداف سياسية وبطرق لا انسانية.

أزمات خانقة

وحول آثار الأزمة المصرية على القطاع الصحي قال د.المخللاتي إن 30% من الأدوية والمهام الطبية تشهد نقصا بسبب الحصار، مشيراً إلى أن رصيد الأدوية يشهد نقصا في ما يقارب 145 صنف من أصل 500 صنف وأن العديد من الأصناف الأخرى تشهد خطر النقص بسبب استمرار الاغلاق.

وبين أن السوق المصرية أمدت القطاع الصحي الفلسطيني بالأدوية الجيدة والرخيصة طوال عامين، حققت فيهم وزارة الصحة العديد من التقدم والانجازات حيث قللت من نسبة الأدوية التي تشهد نقصا ورفعت حجم المخزون الاستراتيجي في حالات الطوارئ.

ولفت وزير الصحة إلى أن قرابة 1000 مريض من المحولين للعلاج لجمهورية مصر بشكل شهري، تم ايقاف تحويلاتهم بسبب الأوضاع في الجانب المصري والاغلاق لمعبر رفح.

كما أشار وزير الصحة إلى أن وزارته تحتاج إلى 360 ألف لتر وقود لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات، موضحاً أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي أدت إلى الكثير من المشاكل على صعيد الأجهزة الطبية وحساسيتها جراء تشغيلها على المولدات الكهربية.

وأوضح د. المخللاتي أن العديد من الوفود الطبية المتخصصة والتي كانت تأتي إلى قطاع غزة لتقديم خدماتها للجمهور وتبادل الخبرات مع الطواقم المحلية توقفت تماما، مبيناً أن العديد من مشاريع ابتعاث الأطباء المحليين في قطاع غزة للخارج توقفت خلال الفترة الماضية بسبب تشديد الحصار.

لكن وزير الصحة استدرك قائلاً: “ننظر للمستقبل بطمأنينة وأن النصر والتمكين قادم والمشاكل ستتبخر وسنعاود انطلاقتنا لتقديم خدمات جيدة لأهلنا ونحن لسنا خائفون لا على المدى القصير ولا البعيد”.

وتابع “نحن نستخدم كل طاقاتنا لايجاد مصادر بديلة ومنافذ بديلة، وجهودنا لا تتوقف واجتمعنا مع الصليب والأونروا ومنظمة الصحة العالمية وتواصلنا مع الدول العربية والاسلامية وطالبناهم بالدعم ونحن على ثقة أن الفترة القادمة ستبدأ بالاستجابات “.

وأوضح أن “العمليات غير الطارئة تم خفضها ولكن العمليات الطارئة مستمرة وتقدم على أكمل وجه في مرافق وزارة الصحة”.

وقال: “نحن عازمين على تقديم خدمات صحية جيدة بما يليق بتضحيات أبناء شعبنا وواجب على المجتمع الدولي أن يفك الحصار عن غزة”.