د.حبيب: حصاد جهود خمسة عشر عاما لخدمة القسطرة القلبية بوزارة الصحة يتكلل بعلاج الجلطات الدماغية في غزة

وزارة الصحة/ نهى مسلم

خمسة عشرة عاما مرت على انشاء خدمة القسطرة القلبية بوزارة الصحة منذ افتتاح أول قسم بمستشفى غزة الأوروبي عام 2006 تكللت بنجاحات ألقت بظلالها على تجويد الخدمة وتخفيف معاناة المرضى من التنقل عبر محطات الوصول للعلاج بالخارج”.

هكذا بدأ حديث د. محمد حبيب رئيس قسم القسطرة القلبية بمجمع الشفاء الطبي، خلال مقابلة اعلامية مطولة لنسجل ما تم حصاده خلال خمسة عشر عاما  من تشغيل الخدمة ، مشيرا قبل الخوض في التفاصيل الى أبرز انجاز حققته الطواقم الطبية داخل القسم وهي علاج الجلطات  الدماغية الطارئة لحالات السكتة الدماغية الانسدادية (خلال 6 ساعات من بداية الأعراض التي تظهر على المريض)  ليصل عددها حتى كتابة هذا التقرير (١٢) حالة، الى جانب اجراء القسطرة القلبية الطارئة لحالات الجلطات القلبية الحادة لتجري خلال 90 دقيقة من دخول المرضى أقسام الطوارئ على مدار الساعة والتي وصلت الى الان الى 1556 حالة حتى  بداية 2021.

انشاء أول مركز بمستشفى الأوروبي

ويوضح أنه تم انشاء أول مركز للقسطرة القلبية في مستشفى غزة الأوروبي ليكون المركز الأول للخدمة في وزارة الصحة، بطاقم مكون من خمسة أطباء آنذاك، ليشكل أول فريق قسطرة قلبية يجرى أولى عمليات القسطرة التشخيصية في الثامن عشر من نوفمبر لعام 2006، الى أن وصل مجمل عمليات القسطرة القلبية بمختلف أنواعها الى أكثر من 35 ألف عملية قسطرة تشخيصية وعلاجية تشمل شرايين القلب والأطراف وزرع منظم لضربات القلب حتى الآن.

وذكر د. حبيب أن العمل في بداياته كان يقتصر على اجراء عمليات القسطرة القلبية في أول عامين من إنشاء وحدة القسطرة بمستشفى الأوروبي، على العمليات التشخيصية فقط ، لتجري بعدها أول عملية قسطرة علاجية في نوفمبر 2008،الى أن أصبحت روتينية كما تم تركيب أول منظم لضربات القلب في مايو 2009 ليسجل حتى الآن أكثر من 500 عملية، ليتم بعدها افتتاح قسم القسطرة القلبية الثاني في مجمع الشفاء في مايو 2014،فى مبنى الجراحات التخصصي، والذى سجل اجراء (8100)عملية قسطرة بمختلف أنواعها من منتصف عام 2014 حتى الآن، بمعدل 150 حالة شهريا.

ويتابع: “بدأت تتطور خدمة القسطرة القلبية بخطى ثابتة لتجري أول عملية قسطرة طارئة للجلطة القلبية الحادة في أكتوبر لعام 2014 وكانت لمريض خمسيني، وبعدها أصبحت تجرى بشكل روتيني”.

 علاج الجلطات القلبية بالقسطرة

ويضيف: “لم تتوقف عجلة التطور في خدمة القسطرة عند ذلك الحد بل تم إدراج ملف القسطرة الطارئة لأول مرة في قسطرة مجمع الشفاء، ليتم وضع بروتوكول في يناير 2015 لإجراء عمليات القسطرة الطارئة لجميع الحالات التي تعاني من جلطة قلبية حادة والتي تصل المستشفى أثناء الدوام الرسمي أي في الفترة الصباحية خلال 90 دقيقة من دخولهم قسم الطوارئ، وأن تجرى الحالات الطارئة التي تصل خارج أوقات الدوام الرسمي، حتى تمكن الفريق الطبي من اجراء (1556) عملية قسطرة علاجية طارئة لمرضى يعانون من جلطة قلبية حادة حتى اللحظة.

 توسع خدمات القسطرة لعلاج معظم أعضاء الجسم

ويوضح د. حبيب في هذا المضمار، أن القسطرة القلبية أصبحت تتطور بشكل متسارع لتشمل عمليات القسطرة لجميع أعضاء الجسم، حيث أجريت عمليات علاج ألياف الرحم بواسطة القسطرة ليصل عددها الى 30 حالة إضافة إلى عمليات إغلاق الشرايين المسببة للنزيف في أي مكان بالجسم وسجلت أكثر من 150حالة.

كما وتمكنت من علاج التهابات المفاصل بواسطة القسطرة، وعمليات تقليص حجم المعدة بإغلاق الشريان المغذى للمعدة وبالتالي فقدان الوزن حيث أجريت 6 حالات عن طريق القسطرة دون اللجوء إلى الجراحة، لافتا الى الإنجاز الحقيقي الذي سجلته خدمة القسطرة القلبية بوزارة الصحة كان في ديسمبر 2018، وهو سحب التخثر الدموي من شرايين الدماغ لمرضى يعانون من سكتة دماغية حادة بواسطة القسطرة، منوها أن نسبة الوفيات لعمليات القسطرة التشخيصية (1فى الألف) بينما العلاجية الروتينية (2%)، ونسبة وفيات الجلطات القلبية لا تتجاوز (4.8%)وهي نسب تضاهى الدول المتقدمة وأفضل.

 برامج تدريبية

وعلى صعيد البرامج التدريبية في مجال القسطرة، أفاد د. حبيب أنه في العام 2019 تم نشر عشرات الأبحاث العلمية التي أجري تعلى مرضى في قسم القلب و القسطرة ليصل عددها الى (37)بحث علمي حتى الآن، وفى عام 2020 تم نشر 18 بحث علمي في مجلات علمية محكمة دوليا   ليكون  مركز القسطرة بمجمع الشفاء المركز الوحيد على مستوى فلسطين الذى تمكن من نشر أبحاث علمية بهذا العدد  في مجلات دولية على مستوى أقسام ومستشفيات وزارة الصحة التي أصبحت مراجعا علمية لكثير من الأبحاث العالمية المماثلة على مستوى العالم، واستخدامها كمراجع علمية لأكثر من 75 مرة الى الآن.

يذكر أن أهم مسببات الجلطات القلبية وفق الاحصائيات التي رصدتها أبحاث أجريت مؤخرا في نوفمبر2019، أن 57% سببها ارتفاع ضغط الدم الشرياني، و48%تعود على أضرار التدخين إلى جانب 41% ممن يعانون من أمراض السكر بالإضافة الى عوامل التاريخ العائلي للمرضى وارتفاع الكوليسترول في الدم، وعدم ممارسة الرياضة، والبدانة الزائدة، فضلا عن الانفعالات والضغط النفسي.